أخبار عاجلة

ابراهيم الصياد يكتب… رؤية مختلفة لثورة 30 يونية (1)

بعد سبع سنوات من قيام ثورة ال 30 من يونيه عام 2013 يمكن النظر اليها ليس فقط لأنها ثورة اسقطت حكم الظلام والظلاميين ولكنها ايضا انقذت مصر والمصريين من الدخول الى نفق مظلم كاد ان يجعل من مصر الدولة الداعشية الأولى في الشرق الاوسط .
وأقولها بكل ثقة ان عملية الانقاذ هذه ما كانت ستتم لولا عناية الله وقواتنا المسلحة الباسلة التي تدخلت في الوقت المناسب وفي اللحظات الحاسمة وقررت الوقوف الى جانب إرادة الجماهير التي خرجت الى الشوارع والميادين بالملايين في كل محافظات مصر مطالبة بسقوط حكم المرشد وعزل رئيس جاء بالصدفة في لحظة ضبابية سيأتي يوم ويكشف التاريخ عن ملابساتها .
واقصد هنا نتيجة الانتخابات الرئاسية في عام 2012 كي نعرف ماذا حدث حتى تغيرت النتيجة من فوز الفريق أحمد شفيق الى فوز مرشح الاخوان محمد مرسي بمقعد رئاسة الجمهورية الثانية في تاريخ مصر ؟
وقبل خمس سنوات اصدرت الطبعة الأولى من كتاب اللحظات الحاسمة شهادة من قلب ماسبيرو الذي يوثق لفترة عصيبة في تاريخ مصر بين عامي 2011 و 2013 من وجهة نظر الاعلام الذي كان له دور مهم في انجاح الثورة وسقوط افشل نظام سياسي عرفته مصر والعالم العربي في المائة سنة الأخيرة .
وفي هذا الكتاب تم رصد سلسلة من الاحداث وكيف تم التعامل معها من قبل الاعلام الرسمي الذي كان قطاع الأخبار في موقع القلب منه .
فقد كنت شاهدا على ثلاث مراحل سياسية حكم المجلس الاعلى للقوات المسلحة وحكم الاخوان وقيام ثورة ال 30 من يونيه وعزل مرسي في 3 يوليو عام 2013 .
وقد اعتبرت -كما ذكرت في الكتاب- ان مهمتي انتهت فعليا بنجاح الثورة وصدور بيان 3 يوليو الذي نقل مصر الى مرحلة وصفت بالفترة الانتقالية وانتهت في يونيه 2014 لكي تبدأ مرحلة جديدة وهي مستمرة حتى الان .
على اي حال ماذا حدث خلال الفترة بين عامي 2011 و 2013 ؟ ولماذا قامت ثورة 30 يونية ؟ وكيف تم تعامل الاعلام الرسمي مع رئيس كان يوجهه مكتب الارشاد الذي انتشرت عيونه في كل مفاصل الدولة بما فيها قصر الاتحادية ومبنى ماسبيرو؟ واتذكر ان التهمة الأولى التي وُجهت لي بعد اسبوع واحد من تولي مرسي انني اسمح بظهور من يهاجم الاخوان وشخص الرئيس على شاسة التليفزيون المصري حيث استدعاني مسئول كبير في قصر الاتحادية ليبلغني باستياء الرئاسة والطريف انني عرفت ان هذا المسئول كان في الوظيفة نفسها منذ ايام حكم الرئيس مبارك !
وقبل وصول الاخوان الى السلطة بعد ان توليت رئاسة قطاع الأخبار بفترة قصيرة اتصل بي صحفي معروف بجريدة اخبار اليوم ينقل عن الاخوان تهديدهم لي أنهم سيقاضونني لاني سمحت لكاتب بجريدة الوفد يهاجمهم في برنامج صباح الخير يا مصر.
وكنت اتوقع اقالتي من منصبي بمجرد تولي أول وزير اخواني حقيبة وزارة الاعلام ولكن هذا لم يحدث جاء الوزير الاخواني في اغسطس 2012 ولم يُقيلني و استمريت في موقعي رغم أنهم يعلمون جيدا انني لست منهم ولن اكون !
شهدت مصر في تاريخها الحديث اربع انتخابات رئاسية تقوم على مبدأ التعددية في أعوام 2005 و2012 و 2014 و2018 حيث جرى استفتاء في 25 مايو عام 2005 على تعديل المادة 76 من دستور 1971بما يسمح بنزول اكثر من مرشح الانتخابات الرئاسية .
وتعتبر انتخابات 2012 الاكثر تعددية حيث تمت على مرحلتين ترشح في المرحلةالاولى 13 متقدما خاصة بعد ان تراجعت جماعة الإخوان المسلمين عن قرارها السابق بعدم خوض الانتخابات الرئاسية وكان ذلك في مارس 2012
وتمت تصفية ال 13 مرشحا الى مرشحين إثنين في المرحلة الثانية مرشح الاخوان د. محمد مرسي الذي اختير من قبل مكتب الارشاد بعد ان رُفض ترشيح رجلهم القوي المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد لاسباب قانونية وتم استبداله بالمرشح الاحتياطي محمد مرسي الذي كان يشغل أمين حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الاخوان أما المرشح الاخر مستقل هو الفريق أحمد شفيق أول رئيس وزراء بعد ثورة يناير وإن كان محسوبا على نظام مبارك.
وجاء يوم إعلان النتيجة حرصت الوصول الى مكتبي مبكرا وعند الظهر يوم 24 يونيه 2012 اتصل بي صحفي كبير وقال لي بالنص ( فاز شفيق في الانتخابات وتسلم الحرس الجمهوري مقر اقامته ) وكان مقررا الانتقال الى اذاعة خارجية لاعلان اللجنة العليا الانتخابات النتيجة رسميا الساعة 3 عصرا ولكن مخرج النقل اتصل بي ان هناك تاجيلا لعدم وصول اللجنة حتى الان الى المركز الصحفي بالهيئة العامة الاستعلامات بوسط البلد واستمر التاجيل نحو الساعة وحوالي الساعة الثالثة و45 دقيقة اتصل بي صديقي الكاتب الصحفي ثروت شلبي من مقر انعقاد المؤتمر الصحفي المرتقب وابلغني عبارة واحدة بالنص ( فوز مرسي في الانتخابات ) وكان واضحا سبب تاخير إعلان النتيجة ان شيئا ما حدث ماهو ؟
اعتقد ان الاتصالين اللذين جاءا لي يشيران الى الاجابة على السؤال !
لماذا اعلن في الكواليس فوز شفيق ولماذا تاخر إعلان النتيجة ؟
لدي اقتناع شخصي ان مرسي لم يفز في هذه الانتخابات وعدلت النتيجة لصالحة بعد اضافة اصوات شكلت فارقا ضئيلا بين المرشح الفائز ونظيره الخاسر .
وفي 30 يونيه 2012 تسلم الاخوان رسميا السلطة من المجلس الاعلى للقوات المسلحة وكان يوما غريبا مليئا بالقرارات وعكسها انه يوم اداء مرسي للقسم في مقر المحكمة الدستورية العلياغداة ادائه القسم نفسه أمام الجماهير في ميدان التحرير في سابقة هي الأولى من نوعها !
وللحديث بقية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *