أخبار عاجلة

د.حسن عماد يكتب… آفة الفظاظة في بيئة العمل

دأب الصديق الدكتور محمد كمال مصطفي أستاذ الإدارة علي وضع تعريفات دقيقة لمئات المصطلحات التي تفيد الباحثين والمعنيين بالشأن العام وعلوم الإدارة علي نحو خاص وذلك تحت عنوان “في تعريف المصطلحات” ومن بين هذه التعريفات اللافتة مصطلح “الفظاظة”، ويقصد بها فعل الإساءة والقسوة المتعمد في التعامل مع الآخر دون سبب يستحق. الفظاظة نمط من أنماط التعامل الخشن وغير المقبول ، وهي تعكس حالة من عدم التوازن والتطرف في العلاقات الاجتماعية المتبادلة بين الأفراد سواء في إطار علاقات رسمية أو غير رسمية. وقد تكون الفظاظة سلوكآ لفظيآ أو جسديآ ينطوي علي شكل من الإهانة أو الحط من كرامة الأفراد. وفي مجال العمل الإداري، قد تكون الفظاظة بديل للعقاب أو نوع منه بدلآ من أن ينال الفرد العقاب المنصوص عليه في اللوائح الوظيفية، ولكنه بديل مذل ومهين إذا شاع كنمط للتعامل بين الأفراد لكونه يؤدي إلي تبلد الحس الإنساني، حيث يعتاد الفرد المتعرض للفظاظة علي الإهانة وقبول الانكسار والمذلة، وغالبآ ما ينعكس ذلك بالسلب علي بيئة العمل الإداري حيث تشيع الأخطاء ويتدني الأداء وتنخفض الجودة، ومن ثم تقل الإنتاجية عن معدلاتها المستهدفة. ينتج عن هذه الحالة بيئة عمل تفتقد الاحترام المتبادل بين مختلف مستويات العمالة في الوقت الذي يتطلب زيادة الإنتاجية تطوير بيئة عمل إيجابية ، وثقافة تستند إلي الالتزام بقواعد العمل، وآداب التعامل، وقبول الجزاء المنصوص عليه في اللوائح مادام الفرد قد ثبت عليه الخطأ، وليس قبول الفظاظة والتنمر والقسوة كبديل للعقاب . إن عدم احترام مدونات السلوك الوظيفي وتجاوزها بالفظاظة والتنمر هو أوسع الأبواب لفوضي وفساد بيئة العمل الداخلية. لذلك لابد أن يؤخذ في الاعتبار عند تصميم لوائح العقاب ومدونات السلوك الوظيفي التصدي لكل من يمارس سلوك الفظاظة بكل أشكالها، وكما نص القرآن الكريم في وصف الرسول صلي الله عليه وسلم ” لو كنت فظآ غليظ القلب لانفضوا من حولك” صدق الله العظيم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *