الكاتبة الصحفية - دينا شرف الدين

‏دينا شرف الدين تكتب… تعود لتتحدث عن نفسها.. مصر

لقد عادت مصر بحق لتتحدث عن نفسها أمام الجميع رغم خفوت صوتها سنوات، وتستعيد أمجادها التي كانت وما زالت وستظل ملء الأسماع والأبصار، مهما ضاقت الأحوال أو تم تضييقها بفعل فاعل لا يريد بنا خيراً.

فقد شاهدنا كما شهد العالم أجمع افتتاح المتحف المصرى الكبير الذي بحق يعد شاهداً علي تاريخ عظيم لا مثيل له ولا قريب منه بمختلف بقاع الدنيا.

لقد صادف توقيت افتتاح المتحف الذي يعد حدثاً عالمياً كبيراً أن أكون خارج البلاد، لكن أصداءه قد ترددت بأقاصي الأرض، حيث كنت، ليملأني فخر وعزة واعتزازاً بكوني أحمل جنسية هذا البلد العظيم الكبير الذي سيظل كبيراً مهما تكاثرت عليه الأعباء، وأثقلت كاهله الضغوط وضاقت عليه الخناقات.

وما أثلج صدري بحق وطمأن نفسي أننا نسير تحت راية قيادة نزيهة تسعى بجهد مضن للقضاء على الفساد وإعلاء قيمة الحق والعدل رغم كثرة أيادي الفاسدين وتوحش سطوة المفسدين.

فقد طالب الرئيس الهيئة الوطنية لانتخابات اتخاذ ما يلزم لترسيخ شفافية انتخابات مجلس النواب، قائلا: “أطلب من الهيئة الموقرة التدقيق التام عند فحص هذه الأحداث والطعون المقدمة بشأنها، وأن تتخذ القرارات التي ترضي الله وتكشف بكل أمانة عن إرادة الناخبين الحقيقية”، ومن ثم قرت الهيئة الوطني للانتخابات إلغاء نتيجة انتخابات مجلس النواب على المقاعد الفردية بـ 19 دائرة انتخابية، بعدما استشعر غضب المصريين وانصرافهم عن المشاركة بالتصويت، فحث الهيئة الوطنية للانتخابات على “التدقيق التام عند فحص هذه الأحداث والطعون المقدمة ” واتخاذ ما يلزم من قرارات، بما في ذلك إعادة الانتخابات “حتى يأتي أعضاء مجلس النواب ممثلين فعليين عن شعب مصر تحت قبة البرلمان”.

ما يستلزم منا جميعا أن نمد يداً للعون و نشارك بكثافة لاختيار نواباً يمثلوننا و نضئ بأيدينا ما أظلمته سحابات الفساد الذي كدنا أن نختنق من شدته و استشرائه بكافة أنحاء بالبلاد.

وأخيراً ولن يكون آخراً:

هذا التصريح الذي صرح به سيادة الرئيس عن دور الدراما في ارتفاع نسب الطلاق المخيفة بالمجتمع المصري، إذ أن غالبية الأعمال الدرامية لا تظهر البيوت المصرية الحقيقية و لا الزوجة المكافحة التي تسعي يجهد مضني للحفاظ علي استقامة وصلاح أسرتها و أولادها، بل يصدر الكثير منها صورة غريبة تقتصر فقط علي قطاعاً محدوداً ممكن يسكنون القصور والفيلات، ما يمثل استفزازاً حقيقياً لغالبية المصريين والذي بدوره قد يكون سبباً بتمرد الزوجات علي معيشتهم البسيطة، وغيرها من القضايا التي تطرحها الدراما فتضر بالمجتمع أكثر منا تنفع.

وبهذا الكفاية، لوقفة جادة وتخطيط مختلف أكثر مسؤولية تجاه دور الفنون وعلى رأسها الدراما بإصلاح المجتمع والحفاظ على هويته بل استعادتها من مكان بعيد، وإحياء الانتماء والوطنية والقدوة والأخلاقيات التي افتقدها المصريين طيلة عقود مضت، إن كنا نريد إصلاحاً حقيقياً وانتهازاً لفرصة وجود قائد حكيم مضطلع على ما يدور بالمجتمع، ساعياً للإلمام بمشكلاته، محاولاً الاصلاح بكل ما أوتي من قوة رغم انفراده بهذا الهم دون غيره.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *