في دورة برلمانية سابقة بإحدي الدوائر (تََخيَّلتُ ) .
أن مرشحاً يعقد مؤتمراً جماهيرياً كبيراً ويعلن فيه برنامجه الإنتخابي مصرحاً بقوله :
” إخواني أهل الدائرة الطيبيبن (وكرَّر الطيبين ) لقد رشحت نفسي . من أجل مصلحتي أولا . ومن أجل عائلتي ثانياً . وسأبذُل في تحقيق ذلك كل جهدي ووقتي فلا خير فيمن لا خير فيه لأهله . ثم من أجلِكم أنتم ، وسأحاول خدمتكم إن استطعت دون أن أُحرِجُ نفسي مع وزير أو مسئول من أجلكم . فعزة نفسي تمنعني . ولا أقبل أن أهْدِرُ كرامتي من أجل أحد ، أما دوري التشريعي في المجلس أيضاً فلن أعترض على ما توافق عليه الأغلبية أياً كان ”
ثم ( تحدَّث المرشح باللهجة العامية ) واستطرد :
” يا جماعة أنا مش رايح أتخانق مع الحكومة ، ولا هارفع صوتي وأعمل فيها الزعيم ” مصطفى كامل” . وكمان أنا مش ” ابراهيم شكري” ولا “ممتاز نصار”. . لعلمكم أنا واخد قرض من البنك علشان أقعد على كرسي البرلمان . ومعنديش استعداد أخسر فلوسي . و لا انحرم من الكرسي والحصانة و الكرنيه اللي بيفتحولي الأبواب الصعبة .
* إ تنتخبوني وانتم مطمئنين لإني مش كدَّاب ، ولا هاضحك عليكم زي غيري .. أنا هأصرف ١٠٠مليون جنيه . نصفهم علي الدعاية والمؤتمرات وماتسألونيش عن النص الثاني .
وأرجوكم ساعدوني وانتخبوني علشان استردهم خلال الخمس سنوات واحقق من وراهم زَيِّهُم خمس مرات علي الأقل ، وإذا كان ليكم طلبات من الحكومة أنا هأبلغ المجلس ، ولو ماتوافقش عليها مفيش غير إننا ( أنا وانتم ) ندعي الله في كل صلاة بين الأذان والإقامة ، وفي صلاة التراويح في شهر رمضان أن يأتي الفرج من عنده سبحانه وتعالى ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . ”
* هو أصبح نائباً ، أما أهل الدائرة ظلَّوا خَمس سنوات يدعون في صلاة التراويح . ومازالوا يدعون .
فلماذا نستَغرِبُ إذا ترشح هذا أو ذاك لمجلس النواب !!
إذا هزلت الشاة وظهرت عظامها سامها كل مفلس ( الافلاس ليس في المال فقط ولكن في العلم والقدرات).
ثم أليس الترشُّح حقاً دستورياً لكل مواطن بالغ من أب وأم مصريين ؟
ومن قبيل الإيجاز أقترح :
أن يضاف إلى قانون الإنتخابات :
* حصول المرشح على مؤهل متوسط على الأقل ، وأن يكون مقيماً بدائرته ٣ سنوات قبل ترشحه مباشرة ٠
* إجتياز دورة تدريبية لا تقل مدتها عن ثلاثة شهور من معهد ( يتم إنشاؤه لذلك ) باسم ” معهد إعداد النواب” يقوم بالتدريس فيه أساتذة جامعيين ونخبة من كبار قادة الجيش والشرطة لمبادئ ( القانون العام ، الإقتصاد ، الأمن القومي ، علاقة مصر بالعالم ، التنمية البشرية ) .
* يقدم المرشح إقراراً بذمتهِ المالية ولأقاربه حتى الدرجة الثالثة قبل الدورة البرلمانية وبعدها .
* إذا طالَب ١٠٠مواطنا كتابة (ممن انتخبوه) بإسقاط عضويته إذا ثبت تقصيره في أدائه البرلماني والخدمي تجري لجنة الانتخابات استفتاءً محلياً بناء على الطلبات المقدمة . (أو) يتم عقد لجنة من رئيس المجلس ووكيليه ورؤساء اللجان لبحث الطلبات المقدمة .
* بث جلسات المجلس على الهواء أو إذاعتها مسجلة كاملة عقب نشرات الأخبار المسائية . غير ذلك يسمى اجتماعاً مغلقاً ، أو جلسة مباحثات سرية لا علاقة لها برأي الشعب ..
الكاتب الصحفي - عبدالسلام بدر
جريدة أحوال مصر
