ابراهيم الصياد

ابراهيم الصياد يكتب… (( الفوارق بين الإعلام المعارض والإعلام المعادي ))

🔸بداية وفي موضع سابق تحدثنا عن أن المعارضة الوطنية تؤدي دورها في إطار من التكامل مع الحكم وتعمل في الأغلب في داخل الوطن وقد يكون لها أزرع إعلامية مثل جريدة قناة تليفزيونية أو موقع إلكتروني وهو شكل طبيعي وقانوني ولكن أن يكون للمعارضة نافذة إعلامية بالخارج أمر يثير الفضول وعلامات الاستفهام؟؟ فالمكان المناسب لعمل المعارضة هو الداخل وليس الخارج !
لهذا تعتبر كل أشكال الإعلام الرافضة بالخارج ليست معارضة إنما تصنف ضمن مايسمى الانشقاق عن الحكم او الإعلام المعادي و إذا كنت وطنيا بحق فلماذا لا تعارض في أرضك وبلدك ؟
🔸إن الفرق بين الإعلام المعارض و الإعلام المعادي جوهري، حيث اعتادت معظم التحليلات تناول إعلام المعارضة وإعلام الموالاة لكننا نتناول اليوم نوعين من
الإعلام يخلط البعض بينهما !
🔸وغالبًا ما تحاول بعض الدوائر تعمد الخلط بينهما عن عمد لتشويه منتقديها وهذا ليس في صالح الحاكم والمحكوم !
🔸الهدف الأساسي للإعلام المعارض الإصلاح من الداخل، وتحسين النظام، والمساءلة.
🔸أما الهدف الأساسي للإعلام المعادي إضعاف الدولة ، وهدم النظام، وإلحاق الضرر به.
🔸يتبع المعارض المنهجية والنقد الموضوعي، ويعتمد على الحقائق والأدلة، ويقدم بدائل وحلول للمشكلات أما المعادي يعتمد على التشويه المتعمد، واستخدام الشائعات، ونشر معلومات مغلوطة، وتكريس الخطاب التحريضي.
🔸يشعر الإعلام المعارض بالولاء للتراب الوطني وهويته في انتمائه للمجتمع و لا يشعر الإعلام المعادي بأي انتماء، وخطابه يركز على الفضائح وسلوكيات المسؤولين
أسلوبه هدام، دائما يطعن في الشرعية، ويهاجم الحكم وليس له أي اهتمام بالهوية الوطنية
🔸الإعلام المعارض يمول نفسه ذاتيا، ومن تبرعات الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، أو من جهات مستقلة ويمول الإعلام المعادي من جهات خارجية معادية ومصادر مجهولة
🔸المعارض يعلن عن هويته وأهدافه، ويحاسب على معلوماته والمعادي غالبًا ما يكون مجهول الهوية أو يستخدم واجهات وهمية يتمثل في قنوات أو مواقع إلكترونية تبث من دولة ما وتهدف إلى زعزعة استقرار دولة أخرى، و نشر الفتن الطائفية أو العرقية داخلها.
🔸ويتمثل الإعلام المعارض في صحف أو قنوات تلفزيونية معارضة في دول ديمقراطية تنتج الحكومة أو الأحزاب الحاكمة، ولكنها لا تشكك أبدًا في شرعية الدولة نفسها أو تعمل ضد مصالحها
🔸 ومن أخطر أخطاء أي نظام حاكم الجمع بينهما في سلة واحدة حيث يقوم أبواق الموالاة بتصوير أي صوت ناقد على أنه “عميل للخارج” أو “معاد للوطن” لسحب الشرعية عنه وإسكاته!
ومن الضروري تجنب هذا المنزلق وعلى الحكومة في أي دولة الرد على ادعاءات المعارضة ولا تطلق اتهامات جزافية بالخيانة لتغيير موضوع النقاش الأساسي وعليها أيضا تحجيم اعلام الموالاة الذي أرى أن ضرره اكبر من نفعه !
🔸يعد الإعلام المعارض رقابة ضرورية وصحية في أي مجتمع، وهو دليل على الحيوية والفاعلية ويعد وجوده مهم لتحقيق التوازن ومنع استبداد السلطة!
🔸 و يعد الإعلام المعادي أداة من أدوات الحرب السياسية والنفسية، هدفه الإضرار بالمجتمع وهدم الدولة
🔸 والفارق الأهم يكمن في النية والهدف. هل الهدف هو تحسين الوطن والمساءلة؟ أم الهدف هو إلحاق الضرر والهدم لصالح أجندة خارجية أو معادية؟
هذا هو معيار التفرقة بين كلمتي المعارض و المعادي !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *