أخبار عاجلة

نجوي ابراهيم تكتب… عنف الأزواج (زوجة منتهك حقوقها)

تشهد ساحات المحاكم المصرية صراعات عنيفة بين الأزواج سببها العنف الأســري، ويرى الخبراء أن ظاهرة ضرب الزوجات ما هي إلا أحد أوجه ثقافة العنف التي بدأت تسود في بعضأوساط المجتمع المصرى،والأسباب الرئيسية وراء إنتشار تلك الثقافة هى “الفقر،الجهل، البطالة ، التنشئة الخاطئة وقلة الوعى” .
أن العنف ما هو إلا صورة من صور القصور الذهني تجاه موقف من المواقف، ودليل من دلائل النفس غير المطمئنة، وصورة للخوف من الطرف الآخر مهـما تعددت وجوه ذلك الخوف، ونتيجة للقلق وعدم الصبر والتوازن، ووجه من وجوه ضـيق الصدر وقلة الحيلة، ويعد العنفمؤشراً لضعف الشخصية وخلل في توازن السلوك.
أن مشكلة ضرب النساء لا يعانيها مجتمعنا فقط بسبب تخويل الشريعة للرجل حق تأديب زوجته‏،‏ بل هو شائع في جميع المجتمعات‏،‏ وقد يكون أشد ضراوة لدى الغير‏،‏ لأن هذا سلوك عدواني متسم بالعنف لا يستند إلى الدين في الغالب الأعم‏،‏ ويمثل نزعة إنسانية هدفها قهر الطرف الآخر وإقصاؤه وإبعاده‏،‏ ودُورُ القضاء في العالم أجمع تعطينا الصورة الحقيقية للمجتمع الذي نعيشه من حيث تراكم قضايا النساء في المحاكم وتكوين جمعيات عديدة للدفاع عن حقوقهن‏ وإقامة المؤتمرات الدولية لأجل هذا برعاية أكبر الدول في العالم‏،‏ دليل قاطع على الأسلوب غير الحضاري الذي يسلكه بعض الرجال تجاه النساء‏.‏
إن مشكلة المرأة لا تكمن في وجود نص شرعي يبيح للرجل ضرب زوجته‏،‏ وإنما في الإعتداء الذي يتجاوز به الزوج حدوده، فيظلم زوجته‏ ويستعرض قوته عليها‏،‏ ولم تكن الشريعة يوما ما أزمة للناس‏،‏ لكن التطبيق دائما هو مشكلتنا الأساسية‏ وفي عـــصرأصبـحنا نرى فيه الآثار النفسية على الزوجة والأطفال من جراء العنف‏ بات من الضروري تهذيب سلوك بعض الرجال.
ومن أسباب تفشي ظاهرة العنف ضد المرأة في مجتمعنا أن الشخص المتسبب في العنف لا يلقى العقاب المناسب وأحياناً لا يعاقب نهائياً فلا توجد هناك نصوص واضحة حول العقوبات التي تخص العنف ضد الزوجة خصوصا إذا كان هذا العنف معنوياً، وبالإضافة إلىالفهم الخاطئ لبعض المفاهيم الدينية الذى يدفع بكثير من النساء إلى التكتم على العنف الحاصل في منزل الزوجية، إما خوفاً على فقدان العلاقة الزوجية، أو خوفاً من اللوم من الأهل والمجتمع، وإما للشعور بالعار وهو ما ترى فيه امتهاناً لكرامتها.
مما ينبأ بضروة أن تكون هناك حملات إعلامية رسمية توضح للمرأة حقوقها، والإجراءات التي يجب أن تتبعها لحماية كيانها والحفاظ على حقوقها  .
بداية لابد أن نعترف بوجود هذه المشكلة قبل أن نفكر فى إيجاد حلول حيث أن كثير من النساء اللاتي يخضعن للعنف قد تكون غير متعلمات وليس لهن مصدر مادي مستقل، إضافة إلى عدم الحصول على الدعم الإجتماعي عندما تقرر المرأة ترك بيت الزوجية، والكثير من الرجال يواصلون ممارسة العنف لأنهم يعون هذه الحقيقة، ويعون إعتماد المرأة الكامل عليهم وهذا ما يضمن لهم بقاء الموضوع سرا داخل المنزل.
ولكى نشرع فى حل هذه المشكلة التي بدأت فى التفاقم فى المجتمع فإننا نحتاج إلى التدخل على مستويين، المستوى الفردي عبر العلاج النفسي والدعم المعنوي والتأهيل المهنـيوالمستوى الاجتماعي من خلال تقديم دورات تدريبية تركز على شرح طبيعة العنفالأسري، أسبابه ونتائجه النفسية والإجتماعية والإقتصادية وإيجاد مصادر للمساعدة المادية.
ويجب أن تكون هذه الدورات موجهة لطلبة المدارس وأيضاً للأشخاص المعنيين في مجالات مختلفة مثل المجال الطبي، ومجال الخدمات الإجتماعية، والصحة النفسية.
كمايعد القضاء من أهم المجالات لما له دور هام فى المجتمع من خلال القضايا التى تـعرض عليه ، وايضا من المهم توفير مراكز إيواء وإرشاد أسري لتقديم المساعدة لضحايا العنف الأسري، واستخدام وسائل الإعلام “المقروءة ، المسموعة، المرئية ” وشبكات التواصل الإجتماعى وذلك نظراَ لدورها الكبير فى المجتمع فى الوقت الحاضرلإبراز النتائج السلبية للعنف والوسائل السلمية البديلة لحل المشكلات الزوجية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *