أخبار عاجلة

محمد يوسف العزيزي يكتب… “30 يونيو.. ثورة شعب..”

عمار يا مصر 
كل عام والشعب المصري بخير .. كل عام والشعب المصري في يقظة دائمة .. كل عام والمصريين أكثر حبا وانتماءا وولاء لمصر، وأكثر قدرة وقوة علي حمايتها من كل أعدائها من الخارج والداخل 
احتفلت مصر منذ أيام بالذكري الثالثة لثورة 30 يونيو .. ثورة الشعب المصري بالمعني الشامل لمفهوم الثورة التي خرج فيها الملايين من كما لم يخرج شعب في العالم كله من قبل في التاريخ القديم أو الحديث ليصنع ثورة علي مرئي ومسمع من كل العالم ، ويحدد ميعادها ، ويقرر أهدافها ، ويرسم خارطة طريقها ، ويواجه الصعب ليحقق أهدافها ، ويقف أمام كل قوي الشر التي أرادت كسرها وإجهاضها ، وما زال يواجه التحديات منذ ذلك التاريخ وحتى الآن وظني أنه سيظل يواجه الكثير حتى يستقر به الحال ويحقق بناء مصر الحديثة علي أسس دولة القانون والعدل والعدالة الاجتماعية وكرامة المواطن المصري وحريته .
في الذكري الثالثة نحتاج أن نؤكد علي بعض الدروس التي يجب أن نعيها جيدا من 30 يونيو ومنها أنها كشفت وجه مصر الحقيقي الذي لن يقبل التبعية بعد الآن ، وإن كان قد صبر عليها عقودا في السابق ، ومنها أنها أظهرت بوضوح إرادة الشعب المصري وقوته عندما شعر أن وطنه في خطر فقرر استرداده من خاطفيه مهما كان الثمن المدفوع وقد نجح في ساعات ، ويبدو أن الإرادة المصرية قادرة بإذن الله علي تغيير الواقع في ساعات دائما عندما تقرر ذلك .. فعلتها في السادس من أكتوبر عام 1973 عندما عبرت حاجز الهزيمة والخوف وقفزت فوق حاجز الانكسار لتحقق المعجزة والنصر في ساعات أيضا .
وفي الذكري الثالثة لثورة الشعب نحتاج أن نصحح بعض المفاهيم التي يرددها البعض منها الذي يقول ( لولا 25 يناير ما كانت 30 يونيو ) والعبارة في الظاهر صحيحة لكنها تحتاج إلي تدقيق وتوضيح ، وكذلك عبارة ( 30 يونيو موجة ثانية من يناير ) والحقيقة كما أعتقد أن ثورة 30 يونيو هي ثورة شعبية قائمة بذاتها حيث اختلفت عن 25 يناير في التنفيذ والدعم الشعبي والأهداف فبينما كانت 25 يناير ضد الفساد والتوريث ونكاية في جهاز الشرطة ثم تطورت الأحداث – بعيدا عن التفاصيل التي يختلف عليها الكثيرون – إلي المطالبة برحيل النظام وإسقاطه حتى كادت أن تسقط الدولة لولا عناية الله ويقظة الشعب المصري ومؤسسته العسكرية .. كانت ثورة 30 يونيو ضد حكم جماعة فاشية لا تعرف معني الوطن ولا حقوق المواطنة ، وبينما كانت 25 يناير أنتجت خرابا ودمارا في كل مناحي الحياة في مصر .. كانت 30 يونيو تنتج عملا ومشروعاتها القومية تنتشر في أرجاء الوطن وتسترد هيبة الدولة ودورها الإقليمي في المنطقة وفي العالم .. والحقيقة الثابتة أن 25 يناير جاءت بالجماعة الإرهابية ولذلك كان من الطبيعي والضروري أن تكون 30 يونيو هي الخلاص الوحيد .
30 يونيو فيها من الدروس ما يملأ كتب التاريخ بحروف من نور ، وبعد مرور 3 سنوات يجب ألا نقع في الخطأ الذي وقعنا فيه بعد عبور أكتوبر العظيم ويجب من الآن وشهود ثورة الشعب أحياء ويتمتعون بذاكرة قوية البدء في تسجيل تفاصيل الثورة للتاريخ وللأجيال القادمة وأن تأخذ مكانها الحقيقي في الكتب الدراسية وفي الدراما وكافة الفنون قبل أن يتبقي منها الاسم فقط .. وتحيا مصر .. تحيا مصر 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *