بعد صدور الأحكام الأخيرة على رموز النظام المعزول حدث تغير نوعي في عمليات الإرهاب التي طالت هذه المرة رجال القضاء والنيابة العامة ولم يعد رجال الشرطة والقوات المسلحة الهدف الوحيد لها الأمر الذي يجعلنا نصر على الدعوة الى مواجهة مجتمعية شاملة للارهاب تشارك فيها المدارس والجامعات ودور العبادة وقنوات الاعلام من إذاعة وتليفزيون وصحف مقرءوة واليكترونية لأن الإرهاب أصبح أحد التحديات التي تواجه عملية بناء وتنمية المجتمع ولا بديل عن إجتثاثه من جذوره بما في ذلك خلاياه  النائمة او الخاملة والمتجذرة في مفاصل الدولة  وليس معنى قيام ثورة والاطاحة بنظام حكم فاشي ان ذيوله واتباعة والمتعاطفين معه قد ولوا واختفوا من الصورة فلاشك ان كل مؤسسات الدولة مازال يوجد بها هؤلاء ربما من باب الموأمة وعدم لفت النظر اضطروا الى الانزواء لكن في الحقيقة خطرهم مازال  قائما حيث يشكلون ظهيرا للارهاب والارهابيين .
ومازالت العشوائيات تمثل مرتعا خصبا للتطرف وبالتالي  نقول بصراحة إن بؤر الإرهاب تجد بيئة خصبة للنمو و الإنتشار في مناطق العشوائيات ولو عدنا بالذاكرة في نهايات حكم مبارك نجد انه كم قرأنا وسمعنا تحذيرات من أن العشوائيات قنابل موقوته ويجب اقتحامها وتطويرها بجدية والحد منها لانها سوف تنفجر تحت وطأة الفقر والعوز وهذا ماحدث في الخامس والعشرين من يناير عام 2011 كانت مشكلات العشوائيات عامل تأجيج للثورة ولذلك استغل الارهابيون هذه المشكلات  بعد ثورة 30 يونية وجعلوا من العشوائيات احد مواقع ادارة عملياتهم الخسيسة ضد الوطن الأمر الذي يتطلب تحركا عاجلا لمحاصرة تمدد العشوائيات من جهة و التفكير بجدية في تحويل هذه العشوائيات الى مجتمعات متحضرة من جهة اخرى ما يفرض القضاء على التلوث البيئي البصري والسمعي والاجتماعي ومن هنا نستطيع كشف بؤر الارهاب بها وتصفيتها امنيا وسياسيا .
ولهذا ادعو الحكومة الى تفعيل دور كل المؤسسات المتعلقة بمواجهة مشكلة العشوائيات لانه طبقا للاحصائيات فإنه يقطن أكثر من 16 مليون مصرى فى المناطق العشوائية في كل انحاء الجمهورية حيث أن مواجهة مشكلات العشوائيات تتطلب تضافر الجهود بين جميع الجهات المعنية لتحقيق التطوير الكامل لهذه المناطق ليس فقط عمرانيا ولكن ايضا اجتماعيا وانسانيا كما اسلفنا ولان البلاد خلال حكم الاخوان لم يكن بها اي توافق بين الحكومة والشعب ولان هدف السلطة الحاكمة وقتها كان لا ينصب ابدا في مصلحة الشعب فلم نجد حلا فعالا لهذه المشكلة بل تفاقمت في بعض المناطق وتحولت الى معمل تفريخ للكوادر الارهابية واستغلت مشكلات مثل الادمان والبطالة وانتشار الفقر في التأثير على الشباب وتمت السيطرة عليهم من خلال هذه المشكلات وتحت ضغط الحاجة تحول البعض منهم الى ادوات ناسفة بايدي الجماعات الارهابية !
ورغم صعوبة المشكلة التي قد تحتاج لأعوام لتحل ولكن لا نستطبع انكار أن هناك جهودا بذلت في الفترة الاخيرة للعمل على حلها ما يعد أحد انجازات ثورة 30 يونيو فقد رصدت الحكومة 7 مليارات جنيه كتكلفة لتطوير العشوائيات بالجمهورية والبدء فى تطوير 45 منطقة عشوائية منها 15 منطقة بالجيزة، و30 بالقاهرة بتكلفة مليار جنيه وتم إسناد المشروع للقوات المسلحة ومع ذلك تظل المعادلة الصعبة كيف نحد من تنامي الارهاب القادم من العشوائيات . 
لاشك انه صراع اجتماعي وسياسي مع الزمن يتطلب وقوف المجتمع المدني بشكل اساسي مع الحكومة صفا واحدا لحل المعادلة وفي اعتقادي انه قد حان الوقت لمواجهة المشكلة  والإعتراف بتواجدها وأن نبحث عن الحلول لها من هنا ان محاربة العشوائيات تحتاج الى ارادة وقدرة على التنفيذ باعادة تأهيل قاطني المناطق العشوائية  وتطهير المحليات من الفساد الذي ساهم بصورة أو باخرى في تفاقم المشكلة !!
جريدة أحوال مصر