
نحن الآن في مرحلة الدعاية الانتخابية لمرشحي مجلس النواب عام 2025 ولابد منبالطبع أن تتواكب مع الثورات والطفرات الهائلة في عملية الاتصال الجماهيري ومنها الذكاء الاصطناعي AI الذي قد يساعد في تجميل صورة المرشح والعكس بالعكس

عموما لدينا الدعاية التقليدية (غير الرقمية) والدعاية الاليكترونية ( الرقمية ) وهو ما يجب أن نتعرف عليه!

ما زالت اشكال الدعاية الانتخابية التقليدية تمتلك تأثيراً كبيراً، خاصة في الوصول للفئات غير النشطة رقمياً عن طريق الملصقات واللافتات فيما يسمى اعلانات خارجية أو Out Door وهي توفر حيزا بصرياً مستمراً، وتصل لشرائح واسعة، فعالة في تعزيز اسم المرشح وشعاره دون الخوض في التفاصيل مثل سيرته الذاتية وبرنامجه الانتخابي

ويستخدم المرشحون المنشورات والبرامج الانتخابية المطبوعة ويجري توزيعها يدا بيد على مجتمع الناخبين وتسمح بتقديم معلومات مفصلة، قليلة التكلفة نسبياً، للناخب وتساعده في تكوين رأيه الانتخابي بشرط أن يكون الناخب مهتما بالمشاركة في الانتخابات

هناك أيضا اللقاءات المباشرة من خلال المهرجانات والمؤتمرات وهي توفر تفاعلاً مباشراً وحياً مع الناخبين، تبني الحماس والثقة، وتسمح بقياس ردود الفعل فورياً وتعد بمثابة استطلاعات لحظية عن شعبية المرشح ويقاس نجاحها بعدد الحضور وقدرة المرشح على عرض أفكاره بطلاقة وحسن آداء لهذا ينجح المرشحون المفوهون في مثل هذا النوع من الدعاية

هناك الإعلان في وسائل الإعلام التقليدي مثل الإذاعة والتلفزيون ولأنها تصل لملايين المشاهدين فإن هناك ضوابط وتدقيق خاصة أنها في الأغلب مدفوعة الأجر

ويستخدم الهاتف في الدعاية بإجراء اتصالات هاتفية يقوم بها فريق مخصص من قبل فريق الحملة الانتخابية لتذكير الناخبين بالمرشح وحث الناخبين على التصويت ويعتمد نجاحها على قدرة المتصل على الإقناع وهي شبه مباشرة، تصل للناخب في منزله، وتسمح بجمع بيانات عن توجهات الناخبين.

إغراق المجتمع الانتخابي بمواد دعائية عينية باسم وصور المرشح توزع على الناخبين مثل القمصان، والقبعات، والأعلام، والأقلام، والحقائب حيث تحول المؤيدين إلى دعاة متحركين للمرشح

تبقى وسيلة دعاية ( غير قانونية ) نراها يوم الانتخابات هي دفع مبالغ نقدية أو إعطاء الناخب هدية مثل مواد غذائية وتركز على الناخبين المعدمين الذين يعانون الفاقه!

مع تطور وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي شهدت الانتخابات صورة جديدة هي الدعاية الرقمية وأصبحت العمود الفقري للحملات الحديثة لفعاليتها وقدرتها على الوصول للهدف وقياس النتائج وتجري من خلال منصات التواصل الاجتماعي (Social Media) مثل فيسبوك و تويتر (X) و إنستغرام و يوتيوب وتيليجرام وواتساب وكل منها لها طبيعتها ومريديها

توجد وسيلة أخرى هي الإعلانات الرقمية المدفوعة في المواقع الإخبارية تبث قبل ظهور المحتوى على منصة يوتيوب وغيرها أو التي تظهر عندما يبحث شخص عن مواضيع متعلقة بالانتخابات.

حاليا ينشأ كل مرشح موقعا إلكترونيا Campaign Website لحملته الانتخابية أو صفحة على المنصات الرقمية يعمل كمركز صحفي رئيسي للمعلومات، حيث يحتوي على السيرة الذاتية للمرشح، والبرنامج الانتخابي الكامل، وأخباره ، وطرق التبرع لحملته ويستخدم البريد الإلكتروني في ارسال نشرات إخبارية منتظمة للمشتركين، لتذكيرهم بالتصويت، أو طلب التبرعات

يلعب المؤثرون الرقميون (Digital Influencers) دورا مهما في الدعاية الانتخابية حيث يقوم المرشح بالتعاون مع شخصيات مشهورة على وسائل التواصل لدعمه لدى قاعدة متابعيهم

ويستغل مرشحون خدمة اللايفات لبث اللقاءات والندوات بشكل مباشر ومتفاعل مع المتابعين عبر فيسبوك أو يوتيوب.

ومن الأشكال الحديثة والمبتكرة استخدام الذكاء الاصطناعي AI لتحليل بيانات الناخبين والتنبؤ بسلوك ومسار التصويت ومخاطبة شرائح الناخبين بما يناسبه من رسائل دعائية كما يستخدم الذكاء الاصطناعي في إنشاء محتوى أو لتحسين توقيت وطريقة عرض الإعلانات والتعاطي مع الواقع الافتراضي والمعزز في شكل لقاءات افتراضية مع المرشح وبعضها يجمل صورة المرشح أمام الناخب مثل استخدام تطبيقات الواقع المعزز لعرض معلومات عن المرشح عند توجيه كاميرا الهاتف نحو ملصق انتخابي.

واخيرا تنسق منصات المراسلة والتطبيقات (Messaging Apps) بين متطوعي الحملة أو توجيه رسائل جماعية مستهدفة.

والسؤال ماهي عوامل نجاح الدعاية الانتخابية؟ احترافية الحملة الانتخابية التي تدير الانتخابات لصالح المرشح وتعتمد باختصار على 3 كلمات الوضوح والبساطة والإقناع إذا استطاعت الحملة الانتخابية للمرشح التركيز عليها فإنها تنجح في مهمتها الدعائية بمعنى :

الرسالة الواضحة والمقنعة بطرح تساؤلات ما الذي يُميز المرشح؟ وما هي وعوده الرئيسية؟

الجمهور المستهدف اي معرفة من هم الناخبون المحتملون وأين يتواجدون وما هي مشاكلهم .

التكامل بين وسائل الدعاية بدمج الدعاية التقليدية والرقمية بشكل متجانس.

الشفافية والمصداقية خاصة أن أي خطأ في الدعاية الرقمية يمكن أن ينتشر بسرعة ويضر بالمرشح وتضعف فرص فوزه

لهذا أرى أن الالتزام بقانون وقواعد الهيئة الوطنية للانتخابات فيما يخص الإنفاق وأساليب الدعاية يساهم في تعزيز فرص نجاح الدعاية الانتخابية

إذن تتطور أشكال الدعاية الانتخابية باستمرار مع تطور التكنولوجيا وعادات الجمهور، لكن الهدف يبقى واحداً هو إقناع الناخب بالذهاب إلى صناديق الاقتراع يوم الانتخاب والتصويت لصالح هذا المرشح أو ذاك .

ويبقى السؤال الأهم كيف يختار الناخب من يمثله في البرلمان؟ أرى أن هذه مهمة وسائل الإعلام في الفترة السابقة مباشرة للاقتراع وهو الدرس المتكرر في كل انتخابات وأهميته تعود إلى أنه يعني أنك تمنح شخصًا حقّ التعبير عنك واتخاذ قرارات تؤثر على حياتك ومجتمعك.

يجب أن يكون الاختيار مبنيًا على معايير واضحة وعقلانية، وليس على العاطفة أو المصالح الفردية.