سيد زهيري

سيد زهيري يكتب… “بين الحرفية والشفافية” حوار أديب – الحفني “نموذجاً”

رغم التحفظ في كثير من الأحيان علي أيدولوجية ومدرسة عمرو أديب الإعلامية, الا أنه يعد أحد أذكي النماذج الإعلامية وأكثرها حرفية وقدرة علي الوصول والتأثير في المتلقي من خلال رسالته الإعلامية, أياً كانت منهجية وتوجهات وأغراض هذه الرسالة, فهو حرفي بدرجة “أسطي إعلام” حتي وإن غيب الموضوعية في أحيان كثيرة متعمداً, الآ أن حرفيته وامتلاكه لأدواته وسط ساحة إعلامية تموج بالتدني والعشوائية تجعله أحد أهم النماذج الإعلامية ووصولاً وتأثيراً.

فقد تابعت مساء أمس حواره مع معالي وزير الطيران المدني الدكتور سامح الحفني. هذا الحوار الذي يعد نموجاً حقيقياً لحرفية الإعلامي وقدرة المسئول “الوزير” علي مناقشة قضايا وزارته والرد علي التساؤلات المثارة وتفنيد الشائعات بمنتهي الموضوعية والشفافية وعرض الرؤي والخطط الحالية والمستقبلية لاستعادة الريادة الإقليمية والدولية لقطاع الطيران المدني المصري موثقة بالأرقام والتوقيتات الزمنية.

فلا يخفي علي أحد أن قطاعي السياحة والطيران المدني, كانا من أكثر القطاعات تأثراً  علي مستوي العالم علي مدي السنوات الماضية بفعل الأزمات السياسية والإقتصادية الإقليمية والدولية مروراً بأحداُث 25يناير التي كان لها تأثير كبير علي قطاع الطيران المصري وصولاً لأزمة “كوفيد” التي ضربت كبريات شركات الطيران العالمية وأجبرتها علي تصفية أو تخفيض العمالة أو الاندماج مع شركات أخري لمجابهة التحديات التي واجهتها.

وحول ما يثار من شائعات حول توجه الدولة لبيع المطارات المصرية, أكد وزير الطيران أنه لاصحة لما يثار وأن المطارات المصرية أصول ثابتة, موضحاً أن ما تسعي اليه الدولة المصرية من خلال رؤي وخطط مدروسة بعناية ودقة هو عقد شراكات استثمارية مع القطاع الخاص لتطوير المطارات وتعطيم العائد, من خلال طرح 11 مطارًا مصريًا أمام القطاع الخاص للاداره والتشغيل وفق أحدث النظم العالمية. مع التأكيد على ان المطارات المصرية هى اصل من أصول الدوله وليست للبيع, مشيراً الي أن مطار القاهرة يحظي بخصوصية في التطوير والإدارة نظراً لأهميته الإستراتيجية للدولة المصرية واهتمام الرئيس السيسي وتوجيهاته بتحويله الي مطار محوري “Hub Airport” لمحيطه الإقليمي والدولي بما يليق بقوة الدولة المصرية إقليمياً ودولياً وموقعها الجغرافي الفريد, حيث أنه اضافة للجهود المبذولة لحل المشكلات الراهنة لتذليل كل المعوقات وتسهيل حركة السفر والوصول بداية من التكدسات المرورية والإجراءات الأمنية حتي الصعود للطائرة من خلال التنسيق مع جميع الهيئات والوزارات المعنية, فقد تم تنفيذ الخطط والدراسات لإنشاء مطار جديد “Terminal 4” والمخطط له استيعاب 40مليون راكب والمتوقع الإنتهاء منه خلال أربع سنوات, لافتاً الي أن مطار القاهرة الأن يستقبل ما يزيد عن الـ 29مليون راكب رغم أن قدرته الإستيعابية 28مليون راكب.

أما عن جهود تعافي الشركة الوطنية “مصرللطيران, شدد الحفني, علي أن صناعة الطيران صناعة معقدة ومكلفة جداً مقارنةً بربحينها وتحتاج الي استثمارات ضخمة, وأن قوة الشركات الكبيرة تقاس بمدي قدرتها علي مجابهة الأزمات والتعافي, وهذا ما ميز مصرللطيران رغم ما واجهته من أزمات وخسائر خلال السنوات الماضية, مشيراً الي أن مصرللطيران تحقق في هذه الفترة أرباحاً قياسية ساهمت في تقليل الخسائر من 30مليار الي 13مليار وأنه سيتم تصفير الخسائر خلال أربع سنوات, كما أن الشركة تقوم بجهود كبيرة لتحسين خدماتها وتطوير أسطولها, حيث تم انضمام 28 طائرة جديدة ما يعزز قدرتها التنافسية في الأسواق العالمية.

وفي ختام حواره شدد الطيار سامح الحفني, علي الدور الوطني لمصرللطيران, لافتاً الي أنها ليست شركة طيران نمطية, لكن دورها كشركة وطنية كان حاضراً علي مدار تاريخها فكم مدت من جسور لعودة المصريين الي وطنهم وقت الأزمات والصراعات الإقليمية والدولية, وكم أثبت أبناءها والعاملين بها وطنيتهم وانتمائهم وأن الوطن فوق أي إعتبار مهما واجههم من مشاكل وأزمات.

وهنا لابد من توجيه التحية والتقدير للقيادة السياسية وللسيد وزير الطيران المدني, الذي قدم لنا نموذجاً في أن أولي خطوات النجاح والإنجاز هو اختيار الرجل المناسب للمكان المناسب من خلال معايير الكفاءة العلمية والخبرات المتراكمة, فقد تدرج الطيار سامح الحفني في العديد من المناصب التنفيذية داخل قطاع الطيران المدني بداية من عمله كطيار بالشركة الوطنية, مروراً بالعديد من مواقع المسئولية داخل الشركة حتي رئاسة مجلس إدارتها ثم تولي رئاسة سلطة الطيران المدني وصولاً الي العديد من المناصب في هيئات الطيران الدولية.

وقد ساهم في هذا النجاح دراساته العلمية والأكاديمية, حيث حصل علي درجة الدكتوراة في إقتصاديات الطيران, وهو ما ظهر جلياً في حواره مساء أمس مع الإعلامي عمرو أديب, من خلال سرد علمي دقيق للمعلومات والبيانات, كما قدم نموذجاً لاتاحة المعلومات التي لطالما نادينا بها من خلال المنتدي المصري للإعلام وأكد عليها الرئيس السيسي في أكثر من حديث لأن البيئة الخصبة للشائعات هو عدم إتاحة المعلومة أو تأخرها.

وهنا نعود ونؤكد علي أهمية الإتاحة والشفافية وأن الدولة المصرية دولة كبيرة ولديها من الإنجاز ما يستحق إعلاماً أفضل لتسويق المنتج والمنجز المصري والقدرة علي مخاطبة الأخر والتأثير فيه, كما أننا نشدد علي ضرورة أن تكون هناك ادارات إعلامية قوية ومحترفة في جميع الهيئات والوزارات قادرة علي مخاطبة الجمهور بحرفية ومهنية وعدم ترك الساحة خصبة للشائعات التي تستهدف زعزعة الجبهة الداخلية, وأن ندرك أننا جميعاً جنود كل في موقعة لحماية الوطن في مرحلة من أخطر مراحله التاريخية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *