أخبار عاجلة
ابراهيم الصياد

ابراهيم الصياد يكتب… السودان على شفا (جرف هار) !

سألني البعض ماهي قراءتك للوضع في السودان ؟
قلت انه صراع سوداني – سوداني داخل المكون العسكري الذي كان متعاونا ثم متصارعا مع المكون المدني منذ الإطاحة بنظام حسن البشير في 11 ابريل عام 2019 ووصلنا الى الوضع الحالي الذي يتجه إلى مزيد من الإتساع والفوضى والتعقيد خاصة اذا تدخلت اطراف اقليمية ودعمت أحد الطرفين على حساب الطرف الآخر
و يمكن قطع الطريق على عملية تدمير السودان اذا سارعت الأطراف العربية تحديدا الى دفع عبدالفتاح البرهان وحميدتي الى الرجوع عن شخصنة الصراع والنظر الى مصالح الدولة السودانية التي أصبحت في حال من الصعوبه القول اننا أمام دولة!
على أي حال العرب على وشك الدخول الى اختبار لقدرتهم الفاعلة خلال الأيام المقبلة وارجو ان تخيب الظنون وينجحون في حقن الدم العربي حيث أن مايحدث في السودان يحتاج الى انتفاضة سياسية عربية أقلها عقد قمة طارئة لإنقاذ الشعب السوداني !
لكن السؤال الاهم هو مدى تأثير أحداث السودان على مصر ؟
نتفق على أن السودان العمق الاستراتيجي الجنوبي لمصر وهذا يعني ببساطة شديدة ان استقرار الدولة السودانية ضروري لتحقيق الامن القومي المصري والعكس صحيح!
وهذا يجعلنا نطالع الخريطة الجيوسياسية الحالية لدول الجوار لمصر وسرعان ما نكتشف ان ثلاث جهات السودان في الجنوب وليبيا في الغرب وفلسطين في الشرق يرتبط استقرارها باستقرار الدولة المصرية ومن ثم التوترات والاحتقانات والصراعات تؤثر بالسلب على مصر ولهذا دعونا نقول إن الديبلوماسية المصرية تتحمل مسئولية إدارة الموقف بالمبادرة في آداء دور رئيس في إعادة التوازن الى حالة الاستقرار في المنطقة حتى لاتنفلت الأمور وتندفع الى الاسوأ في الأيام بل الساعات القادمة في السودان خاصة بعد اجلاء الديبلوماسيين والرعايا الأجانب من السودان وهو مؤشر يعني ان الوضع وصل الى حد من الخطورة يستحيل معه الاقامة في السودان ولاشك ان السيناريو الاصعب هو تحول الموقف الى حرب اهلية في دولةتسودها المظاهر المسلحة وهي بطبيعتها ذات نعرات قبلية وعشائرية وأخطر ماهو متوقع أن تشهد دول المنطقة خاصة دول جوار السودان موجات من النازحين واللاجئين !
اذن اصبح السودان على حافة الهاوية واتصور أنه لن يخرج من هذه الأزمة إلا اذا عاد المتصارعون الى رشدهم وقدموا تنازلات من أجل شعبهم الذي اصبح الضحية الأولى لجنرلات الحرب!

اقول تنازلات يتم فيها الوقف الفوري لإطلاق النار وعودة قوات الطرفين الى ثكناتها والجلوس الى مائدة التفاوض تحت رعاية عربية للتوصل الى تسوية سياسية تنقذ السودان من الانزلاق نحو ( جرف هار ) يدخله الى دائرة التقسيم من جديد !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *