د.حسن عماد مكاوي

د.حسن عماد يكتب… حوار شركاء.. لا خصوم (٤-٤)

تشير التجارب السابقة إلي أن الدول التي حققت نجاحات ملموسة في التنمية المستدامة سعت في البداية إلي تحقيق التوافق بين نخب المجتمع في كل المجالات، والمقصود بالنخبة هؤلاء الأشخاص الذين لديهم المهارة والخبرة والقدرة علي التأثير في صناعة القرارات من بين المنشغلين بالمجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية ومنظمات المجتمع المدني والجامعات ومراكز الفكر والتأثير، والأحزاب السياسية رغم هشاشتها الواضحة، وأتصور أن هذه الفئات هي المعنية بالحوار المجتمعي. يجب أن يسود الحوار روح المشاركة الوطنية والانضواء تحت لواء الوطن ومراعاة مصالحه العليا ورفاهية أفراده، وليس من منطلق الحوار بين السلطة والمعارضة. ليس الهدف من الحوار أن يتغلب طرف علي آخر، وإنما الهدف هو البحث عن القواسم المستركة وتقليص مساحات الاختلاف. يجب أن تتسم المناقشات بالحرية والشفافية والشمول والتنوع الفكري والسياسي والاجتماعي. ليس من الضروري أن تكون أطراف الحوار متعددة ( أي كثيرة العدد)، وإنما من الضروري أن تكون هذه الأطراف متنوعة، أي ذات اتجاهات متباينة، ويجب أن يكون لوسائل الإعلام دور ملموس في تغطية جلسات الحوار بشفافية كاملة، حيث تتجلي مسئولية وسائل الإعلام من خلال إتاحة مختلف الآراء والأفكار بوعي، وطرح البدائل الممكنة أمام عموم الناس، ومراعاة التنوع في المحتوي، والتغطية المتوازنة لصالح عموم الناس وليس لصالح فئة أو جماعة ما. نأمل أن يكون الحوار الذي دعا إليه رئيس الجمهورية تدشينا للجمهورية الجديدة التي يسودها مبادئ المشاركة، والعدالة، واللياقة،والمسائلة، والشفافية، والفعالية، باعتبارها مبادئ الحكم الرشيد .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *