ابراهيم الصياد

ابراهيم الصياد يكتب… مصر والريادة الإعلامية !

21 يوليو الحالي إحتفلنا بمرور 62 عاما على إنشاء التلفزيون المصري ( العربي سابقا) الذي إنطلق عبر أثيره صوت وصورة مصر العروبة عام 1960 وفي عام 1934 انطلق صوت مصر من خلال الإذاعة المصرية كما هزت إذاعة صوت العرب عام 1953 أركان العالم العربي !
ولاشك أن هذا يعني بوضوح ريادة مصر الإعلامية التي لم تكن شعارا إنما كانت حقيقة ومازلنا نؤكد على ضرورة ان تعود الريادة لمصر !
و ليس تحيزا للأخبار إن قلت إن الخدمة الإخبارية مقياس لمدى التقدم الإعلامي في أي مجتمع ولهذا حرصت على كتابة أكثر من مقال أطالب فيه بتنفيذ رغبة الرئيس عبد الفتاح السيسي في أن يكون لمصر قناة اخبارية متطورة تليق بإسمها وذ تسترد بها الريادة الإعلامية !
وعندما نشرت وسائل الإعلام مؤخرا خبر إنشاء قطاع أخبار (جديد) يتبع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية أدركت أن مصر تدخل عصراً جديداً لصناعة ونقل الأخبار ويحدونا الأمل في أن يؤهلها ذلك لتقود حركة التنوير الإعلامي والثقافي من جديد في العالم العربي ويكون له القدرة على تغيير الصورة الذهنية لمصر في عقل الآخر !
ولكن قطاع أخبار جديد هل يعني إلغاء قطاع الأخبار ( القديم ) التابع للهيئة الوطنية للإعلام ؟
أم أنه سيكون هناك قطاعان يقومان بنفس المهام ؟ أم سيحدث دمج للقطاعين بصورة أو بأخرى؟
تساؤلات أرى أنه من الضروري الإجابة عليها بوضوح قبل إطلاق القنوات الجديدة !
على أي حال إنها خطوة مهمة طال انتظارها و لابد من البناء على كل ماهو ايجابي حتى نتجنب اسباب الفشل لا قدر الله !
ويوجد في ماسبيرو وقطاع الأخبار ( القديم ) كوادر مؤهلة لإنجاح التجربة الجديدة لكن بشرط توفير لها الحرية الإعلامية والسياسة التحريرية الإحترافية
إن مصر في حاجة فعلا لقناة إخبارية رائدة !
مصر لا تقل عن قطر ( الجزيرة) والسعودية ( العربية والحدث ) والإمارات ( سكاي نيوز عربية ) التي سبقت مصر في هذا المجال الذي قاده المصريون وصنعوه من قبل علما أن الاعلاميين المصريين هم من ساهموا بخبراتهم وأفكارهم في إنشاء وإدارة هذه القنوات العربية !
ومن الضروري الإستفادة من خبرات قناتي النيل للأخبار و النيل الدولية و لدى قطاع الأخبار بماسبيرو خبرات متراكمة عمرها أكثر من 50 عاما في النقل الخارجي للأحداث الكبرى منذ أيام الرئيس جمال عبد الناصر وحتى اليوم وبصراحة اقول إن البداية من الصفر سيكون مكلفا جدا خاصة أن البنية التحتية لاي مشروع إعلامي اليوم يحتاج أموالا طائلة وكم من تجارب اعلامية بزغ نجمها منذ مطلع القرن الحادي والعشرين وفقدت قدرتها على الاستمرار نتيجة التعثر المالي بالدرجة الأولى خاصة تلك التي تولى ادارتها رجال أعمال ورغم ان وجود الدولة بشكل أو بآخر في أي مشروع إعلامي يضمن الاستمرارية لكن في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة يتطلب الأمر وجود بدائل تمويل أخرى غير الحكومة المثقل أصلا كاهلها حتى يتم تغطيات نفقات المشروع الجديد !
وساضرب مثلا بمجال كان يستحوذ على ميزانيه ضخمة في السابق وهو شبكة المراسلين التي نفتقدها حاليا
وأتساءل هل في ظل ارتفاع نسبة التضخم العالمي وارتفاع سعر الدولار محليا تصبح تكلفة انتاج التقرير الإخباري من بؤر الاحداث الدولية اكثر ارتفاعا ؟ اعتقد ان انشاء شبكة مراسلين في بؤر الاحداث الاقليمية والدولية وعواصم العالم الكبرى لابد أن يقوم على التخطيط بشكل علمي وواقعي واقترح الاستفادة من التقدم التقني في وسائل الإتصال والنقل الحي وأكيد سيقلل من تكلفة الانتاج مثلا توظيف تقنية الزووم واسكايب وغيرها يعني أن الانترنت اصبح بديلا للقمر الصناعي وكان يكلف مبالغ طائلة و تبقى تكلفة التصوير واجر المراسل الذي يمكن ان يقوم بادوار اخرى مثل التصوير والمونتاج في إطار ما يعرف بالمراسل الشامل !
عموما الرئيس السيسي دعا اكثر من مرة الاعلام المصري لمواكبة الاحداث محليا واقليميا وعالميا ولن يتحقق ذلك إلا بوجود قناة أو قنوات إخبارية تتوافر لها كل الإمكانات المالية والفنية والكادر البشري المؤهل بالإضافة الى حرية تداول المعلومات وسرعة التغطية الدقيقة للأحداث !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *