أخبار عاجلة
ابراهيم الصياد

ابراهيم الصياد يكتب… (ميتاڤيرس ) وجنون الواقع الافتراضي!

أتامل هذه الأيام ما يثار عن اقتراب ثورة اتصالية جديدة تحت مسمى فيما وراء الكون أو ميتاڤيرس Metaverse وتتكون الكلمة من مقطعين ميتا بمعنى ( فيما وراء ) وڤيرس والمقصود بها universe أو الكون نقول ثورة اصبحنا على بعد قاب قوسين أو ادنى منها وستشعر بها على هاتفك ( الذكي) وبدات بالفعل تطبيقات الفيسبوك تضع علامتها ♾️ كماهو موضح .
وبلاشك انه عند البحث في اسبابها وتفاصيلها نجد شيئا من الغموض يلف جوانبها وهو مقصود من قبل الذين سيطلقونها بغرض لفت الإنتباه وإثارة فضول المتعاملين الذين من المتوقع ان يتجاوز عددهم المليارات في كل انحاء العالم !
غير اننا نجدها من وجهة نظر اي اقتصادي ليست سوى محاولة لدعم ارباح واستثمارات شركة الفيسبوك وتوابعها بعد خسائرها الأخيرة التي قدرت ب 7 مليارات دولار في ساعات معدوده !
وإن كنت اشك أن الهزة التي تعرضت لها منصات التواصل الاجتماعي مؤخرا لم تكن نتاج مؤامرة سيبرانية بل اعتقد انها قد تكون مقصودة لاطلاق نسخة بمفهوم جديد للسوشال ميديا وتم التضحية بالمليارات السبعة من اجل جلب ارباح مستقبلية تتجاوز المليارات !
اراها قد تكون نسخة جاذبة للاعلانات بشكل كبير لكن الاهم انها سوف تستغل بيانات الافراد لتحديد أطر التعامل النفسي معهم بشكل يجعلهم يقبلون على الميتاڤيرس مدفوع الاجر مقدما لمضاعقة الارباح المتوقعة لاصحابه ! .
وتحت مظلة الاقتصاد الرقمي digital economy يأتي من يتحدث ويؤكد انه اساس المستقبل المنظور على الأقل !
ويتسم الاقتصاد الرقمي في أيامنا هذه بتكنولوجيات كانت غير معروفة وقت ظهوره في عام 1995حيث يتميز بقدرته على إعادة تعريف التعاون والقيادة، ورفع الإنتاجية البشرية،
والآن يتبوأ الاقتصاد الرقمي مركز الصدارة في نقاشات السياسة العامة في العديد من البلدان، وبشكل أساسي المتقدمة منها. ولذلك نرى الآن ما يقارب من نصف سكان العالم أصبحوا مشتركين في الإنترنت، لأن هذه التكنولوجيات تجتاح عالم الاقتصاد
اذن اتصور ان هذه الخطوة سوف تعطي مجالا رحبا لعالم الواقع الافتراضي VR والواقع المعزز AR بمعنى تسريع وتيرة التطور التكنولوجي المستمر بمعدل ملحوظ وبشكل يخلق بيئة للابتكار التكنولوجي ويجعل العالم الافتراضي حقيقة مختلفة عن العالم الحقيقي حيث يشعر المرء منا ان له شخصيتين احدهما حقيقية والاخرى افتراضية ! .
عالم يصبح أكثر اتصالاً ويفتح فرصاً جديدة للشركات لتحسين الاتصال والكفاءة التشغيلية على نطاق عالمي وبلا حدود !
وأوضح مارك زوكربيرغ مؤسس فيسبوك أن العالم الافتراضي الجديد نقلة كبيرة من التكنولوجيا الحالية حيث سيسهل على الأشخاص خوض الكثير من التجارب الجديدة والمغامرات الشيقة، على حد تعبيره كما سيسهل عليهم التواجد مع الأصدقاء في أي وقت وأي مكان
ويمكنك تجربة ( كل شيء ) من خلال شخصيتك الافتراضية التي ستحل محلك وستجعلك تشعر بكل شيء وكأنه حقيقي، ومن خلاله ستتمكن من مشاركة كل شيء مع من تحب حتى إذا لم تكونا معًا في نفس المكان، وهو ما سيجعل الحياة أسهل بكثير .
وذكر مارك ان تطبيق التقنية الجديدة Metaverse، يتخطى حدود الشاشات والمسافات والفيزياء وكل شيء عهدناه في الحياة الطبيعية من أجل تجربة هذا العالم الجديد، وما علينا سوى الانتظار لمشاهدة هذا التطور الجديد المرتقب من قبل الجميع في مناطق العالم المختلفة.
بالتأكيد ليس الجميع مؤيد لهذا التطور الجديد وخاصةً بعد انتشار بعض الأخبار حول نقطة في تقنية الميتافيرس وهي أن الشخص إذا ماتت شخصيته الافتراضية مات في الحياة الحقيقية، وها نحن ذا ننتظر الخطوة التالية لمعرفة ما ستؤول اليه الامور! انتهى كلام مارك زوكربيرغ
المهم اين نحن من هذه التحولات
عندما نعرف ان ميتاڤيرس تواصل اجتماعي جديد يحاول اللعب بالعقل باستخدام وسائل التكنولوجيا الاتصالية التخيلية !
وهنا موطن الخطورة المتوقعة للنظام الكوني الافتراضي الجديد استخدام التقنيات الحديثة مثل الهولوجرام وماشابه وتفعيل خاصية ال 3 d ثلاثية الابعاد لبناء واقع تخيلي يلغي الحواجز ويطلق العنان لأمور ربما لايستطيع العقل البشري استيعابها حاليا !
إذن هو موضوع مثير لكنه يحمل بين طياته ما يريب ويخيف لانه سيصبح وفق ادراكنا دربا من الجنون !
في نفس الوقت ان الامر اكثر من مجرد البحث عن مشروع اقتصادي مربح انه مشروع يتخطى حدود التسلية والترفيه البرئ الى عوالم افتراضية تدرس ميول ونفسية اجيال باكملها وتعيد تشكيل وعيهم وفكرهم بغرض وجود ( المواطن العالمي أو الكوني ) الذي لا يعترف بحدود الزمان والمكان!
هذا الاقتحام العجيب لنوازع وتوجهات العقل البشري أكيد سوف يؤثر على الانتماء والهوية الوطنية
وهو في اعتقادي توجه تقني يتزامن مع توجه فكري خطير يتلخص في الدعوة لديانه رابعة تسمى الابراهيمية نسبة الى سيدنا ابراهيم أبو الأنبياء عليه السلام تقف وراها اطراف سياسية تحاول جمع الاديان السماوية الثلاثه في دين واحد !
وهنا دعونا نتساءل هل ستفتح الدول ابوابها على مصراعيها للقادم الجديد بكل افكاره وشطحاته ؟
ام انها ستصدر تشريعات تحدد ضوابط التعامل معه بما يمنع السيطرة على ذهنية المتعاملين خاصة الشباب منهم وهي الفئة المستهدفة من عالم الميتاڤيرس ؟
ارى ان القضية ليست سهله وسوف نجد اراء مختلفة بشانها بين مؤيد ومعارض ويحتاج الامر وعلى وجه السرعة الى اجراء دراسات متعمقة ومحايده لتأثيرات مشروع الميتاڤيرس في كل مجالات الحياة مثل الاعلام والسياسة والاقتصاد والاجتماع وعلم النفس وتكنوبوجيا الاتصال حتى يمكن إنقاذ الاجيال الجديدة من جنون العوالم الافتراضية !
بل نقول على الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو ان تاخذ هذه القضية العالمية بعين الاعتبار وألا تترك الامور بايدي أفراد أو دولة واحدة أو اجهزة استخبارات معينة خلاصة القول الموضوع جد خطير بكل ماتحمله هذه الكلمه من معنى اتصور ان الحديث له بقيه !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *