أخبار عاجلة

لماذا ترتفع ظاهرة الطلاق في المجتمعات العربية ؟( ١-٣)

من المعروف أن الأسرة هي نواة المجتمع، وأي خلل يقع للأسرة ينعكس بالسلب علي تماسك المجتمع وتطوره. ولعل من الظواهر الغريبة علي مجتمعاتنا العربية تزايد حالات الطلاق ووصولها إلي معدلات قياسية في معظم المجتمعات العربية، وهو ما يشير إلي خلل ما في طبيعة العلاقات الاجتماعية مما يتطلب المزيد من الدراسات العلمية حول أسباب هذه الظاهرة ومظاهرها وتداعياتها علي البناء الاجتماعي، فالزواج سكينة واطمئنان ومودة ورحمة، ويعد الطلاق أبغض الحلال إلي الله، وقد أباحه الإسلام إذا لم يعد بالإمكان استمرار الحياة الزوجية، وإذا انقلبت المودة إلي بغضاء، حيث لم يعد من الحكمة أن نرغم إثنين علي المعيشة معآ دون رغبة الطرفين أو أحدهما. وهناك أسباب كثيرة للطلاق منها عدم التكافؤ الاجتماعي، أو غياب أحد الزوجين لسبب ما، أو العجز عن الإنفاق والامتناع عنه، أو تدخل الأهل والأقارب في الحياة الزوجية، أو تعدد الزوجات، أو الخيانة الزوجية، أو عدم التوافق في العلاقة الحميمة بين الزوجين. كما يلاحظ ارتفاع نسبة الطلاق بالحضر مقارنة بالريف، حيث ينعم الريف ببيئة محافظة قد تحول دون أن تطلب المرأة الطلاق خوفآ من شخط المجتمع ومقولات الناس، في حين يغلب عليالنساء في المدن النزعة الاستقلالية في الأمور الاقتصادية مما يجعلهن أكثر جرأة في طلب الطلاق. وحول هذه الظاهرة تلقيت من الدكتور عادل عامر أستاذ القانون العام وعضو المجلس الأعلى لحقوق الإنسان دراسة بعنوان ” ارتفاع نسبة الطلاق في المجتمع العربي، الأسباب والحلول”، والتي يرصد فيها مظاهر الظاهرة وأسبابها واقتراح الحلول المناسبه لها. ووفقا لجهاز التعبئة العامة والإحصاء، سجلت مصر حالة طلاق كل ست دقائق خلال عام ٢٠١٣، أي ٢٤٠ حالة طلاق يوميا، ووصل عدد المطلقات عام ٢٠١٤ إلي مليونين ونصف المليون. وقد منح قانون الخلع في مصر للمرأة سهولة الحصول علي الطلاق، وهو سبب رئيسي في هذا الرقم الكبير، وتشير الإحصاءات إلي أن أهم أسباب الطلاق أو الخلع في مصر تعود للظروف الاقتصادية، ، كما ثبت أن غالبية حالات الطلاق تقع في العام الأول من الزواج،ولكن ماذا عن الدول العربية الأخرى؟
للحديث بقية.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *