أخبار عاجلة

علي محمد الشرفاء يكتب… مصر هي الشقيقة الكبرى.. اتقوا الفتنة

قال سبحانه وتعالى يخاطب رسوله بقوله: “وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا”.. (سورة الإسراء.. الآية 53 ).
تلك هي أوامر الله الذى نعبده ولا نشرك به أحد، وذلك بلاغ الرسول محمد ( صلى الله غليه وسلم ) لكل عباد الله أن يرتقوا فى حوارهم بينهم بالكلمة الطيبة، لأن الكلمة الطيبة صدقة، وتفتح القلوب وتنيرها وتبعد عنها الشيطان.
أما الكلمة السيئة فهي خبيثة؛ وتزيد اشتعال الفتنة، يقول الله سبحانه يصف الكلمة الطيبة بقوله: “أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَآءِ* تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ* وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ”.. ( سورة ابراهيم.. الآية 24- 26 ).
وكم من الكلمات الخبيثة التى تنشر الفتن بين الأشقاء، وتفتح أبواب الصراع فيما بينهم، والقتال ينهك قواهم، ويبدد قدراتهم، يسفكون دماءهم، ويقدمونها على طبق من ذهب للمتربصين بهم، وهذا ما نهانا الله تعالي وسوله الكريم عنه.
ما سبق يفرض علينا جميعا السؤال التالي: أين حق الله فى اتباع عظاته؟!.. وكيف تخلينا عن دعوة الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) للتعاون والاعتصام بحبل الله وعدم التفرق؟!.
ثم أين تحذير الله لنا فى أمره جل جلاله: “وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ”.. سورة  الأنفال.. الآية 46).
ألا يكفي أمتنا – خير أمة أخرجت للناس – تلك التفرقة، وهذا الصراع المرير الذي نشهده اليوم بين بعضهم البعض، وبسببه أسقطت بعض دولنا العربية، وهو الأمر الذي سهل ويسر للصوص أن ينهبوا ثرواتها، ومازالوا يبتزون وطننا العربي، ويخيفونه بالفزع ونشر الفتن وتحريض بعضه على بعض؟؟ّ!!
ألا من عودة للعقل والرشد، والاستفادة من عبر الماضي، لتحقيق وحدة الصف والعمل على تأكيد المصير المشترك بين دولنا العربية بعد كل ما عانته من حروب ودمار وتشريد؟؟!!
ألا من عودة إلى تحقيق التلاحم بين أبناء أمتنا العربية الآن وليس بعد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه حتى تستطيع أن تحقيق التكامل الاقتصادى، من أجل تسخير الثروات العربية فى عمل مشترك لتحقيق آمال الشعوب العربية فى عيش كريم لأبناء الأمة العربية؟؟!!
ألا من أمل يتحقق به ومن خلاله الأهداف القومية العربية فى توحيد الصفوف، وتحقيق التكامل الاقتصادي الذي يساعد على النهوض والتطور لمقدرات هذا الوطن؟؟!!
أعتقد، بل أجزم بأن كل ذلك يمكن تحقيقه وأكثر، فقط نحتاج إلى وقفة صادقة مع النفس لنناقش ما أخطأنا وأخفقنا فيه حتى ننهض من هذه الكبوة وبأسرع وقت ممكن، فمن العيب – كل العيب – أن تتبارى أصوات النشاز ونعيق البوم بين أبناء مصر وأبناء الكويت؛ في وقت يتكاتف فيه العالم أجمع لمواجهة فيروس كورونا الذي حصد ومازال يحصد أواح عشرات الآف من ضحاياه من كل بقاع الأرض. 
ألم تقدم مصر يدها للكويت بإرسال المدرسين، ووضع المناهج الدراسية لأبناء الكويت، حتى تولت مصر تعليم الشباب الكويتي أصول التمثيل ومختلف المجالات الفنية، حين بعثت أكبر أساتذة التمثيل فى مصر، وهو الأستاذ زكي طليمات إلى الكويت لبدء إعداد أول فريق للتمثيل فى دولة الكويت عام ١٩٦٢م منذ ستين عاما؟؟!!
ستظل مصر هي الشقيقة الكبرى.. فكيف نسي أبناء الكويت مواقف مصر أثناء غزو العراق؟!.. وكيف تناسوا مواقف مصر وما قدمته من تضحيات لأمن الكويت؟!.. فحرام قطعا أن تستمر تلك المهزلة، وذلك اللغو الكريه الذى يعكر صفو الإخوة والروابط القومية القوية على يد قلة غير مسئولة من الأفراد الذين لا يقدرون حجم الأضرار التي يرتكبونها بين أبناء الوطن العربي.
يا سادة، الكل الآن يترقب – وبخطي حثيثة – كيف سيتشكل العالم الجديد بعد الانتهاء من وباء كورونا، يا سادة، يا عرب، استيقظوا فكلكم فى خطر داهم، استيقظوا قبل فوات الأوان لتجدوا موطئ قدم لكم في العالم الجديد، استيقظوا قبل أن تفاجأوا بتنفيذ مراحل المخطط الجهنمي ضد الأمن العربي وتقسيمه وتفتيته أضعاف ما حدث فى الماضي باتفاقية تآمرية غربية لعينة تسمى (سايكس بيكو)، وعندها لن ينفع الندم، اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *