أخبار عاجلة

د.أحمد طاهر… كورونا والإدارة المحلية… خط الدفاع الاول

فى خضم تعاظم التحديات التى افرزها وباء كورونا العالمى وتداعياته المختلفة على الاصعدة كافة، وفى سبيل سعى الدولة بكافة اجهزتها ومؤسساتها لمواجهة هذا الخطر الذى تتزايد يوما بعد يوم نسب الاصابة به، يأتى دور الاجهزة المحلية والتنفيذية كونها هى خط الدفاع الاول سواء فى تنفيذ سياسة الدولة الرامية الى تبنى مبدأ الوقاية خير من العلاج من خلال حزمة الاجراءات التى اتخذتها لمنع انتقال العدوى وتفشى المرض او فى سياستها العلاجية للمصابين من خلال سرعة التعامل مع الحالات التى يشتبه فيها وارسالها إلى مستشفيات العزل.

ومن غير مبالغة القول إن غالبية الادارات المحلية منذ بدأ الازمة كان لها أداء متميز منسجما مع السياسة العامة للدولة، وهو ما ساهم حتى اليوم فى خفض عدد الاصابات وتراجع حدتها، ولعل النموذج الاكثر وضوحا محافظة الشرقية – كونها المحافظة التى انتمى إليها- وقد تابعت بدقة حجم الأداء الذى قام به المحافظ الدكتور ممدوح غراب حينما انتهج سياسة ذات مسارين: الاول، تمثل فى تشديد الرقابة على الجميع للالتزام بالتوجهات التى تبنتها الدولة والزام كافة الاجهزة التنفيذية بالمحافظة على تنفيذها بدقة، وهو ما جعلها فى منأى عن تفشى هذا الوباء. اما المسار الثانى، تمثل فى تفاعل المحافظة مع مؤسسات المجتمع المدني سواء فى التوعية المجتمعية للمواطنين او من خلال مشاركتهم المستمرة فى عمليات التطهير والتعقيم.

فى ضوء ذلك تظل المحافظة رغم الكثافة السكانية المرتفعة نموذجا مهما فى كيفية قيام الادارات المحلية بدورها المساند لسياسة الدولة، وهو ما يمثل بداية يمكن البناء عليها فى مواجهة التحديات التى تواجه الحكومة فى تنفيذ مختلف سياساتها الرامية إلى استكمال بناء الدولة الحديثة كما طالب بذلك الرئيس عبد الفتاح السيسى. فالمحافظات هى الذراع الاكثر فعالية للدولة فى ضمان تنفيذ سياستها وتوجهاتها بما يعود بالنفع على المواطنين كافة.

ملخص القول إن التحدى الذى افرزه وباء كورونا رغم تداعياته السلبية العديدة، إلا انه فى ذات الوقت خلق روح وطنية عالية لدى الجميع فى التلاحم المجتمعى والسياسى خلف القيادة السياسية وتوجهاتها التنفيذية لعبور الازمة بأقل الخسائر اقتصاديا واجتماعيا والأهم بشريا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *