أخبار عاجلة

د.عبد الرحمن الوليلي يكتب… الوقت وقود الحياة !

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد/فكما أن لكل آلة وقود تسير به وتعمل، وتقف وتتعطل إذا فني، فكذلك حياة كل إنسان لها وقود، ألا وهو الوقت، الذي هو عمره وأجله، فإذا فني هذا الوقود أو نفد… توقفت الحياة!.
دقات قلب المرء قائلة له: ** إن الحياة دقائق وثواني وهذه هي الحقيقة المؤلمة التي ينساها أو يتناساها كثير من الناس، وإن كانت هذه الحقيقة مؤلمة شيئاً ما، إلا أن الأكثر إيلاماً هو أن يكون صاحب الآلة لا يعرف كمية الوقود المتبقية فيها الضامنة لبقائها تعمل، أو بمعنى آخر.. الضامنة لبقائه على قيد الحياة (وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت)، لكن الذكي هو الذي يفطن إلى أن مرور الأيام والأعوام ما هو إلا مؤشر يشير إلى تناقص رصيده من الوقود أو من الحياة عاماً بعد عام، ويوماً بعد يوم، ولحظةً بعد لحظة!.
لذلك يكون عنده مطلع كل عام جديد بل كل يوم جديد إنذار خطر بالفقد والتناقص كما قيل في الأثر: (ما من يوم ينشق فجره إلا وينادى عليك بلسان الحال: يا ابن آدم، أنا يوم جديد، وعلى عملك شهيد، فاغتنمني فإني لا أعود إلى يوم القيامة).فعليك أن تأخذ من قدوم كل عام جديد، وكل يوم جديد تنبيهاً وحافزاً إلى ضرورة استغلال واستثمار كل ثانية ولحظة في الحياة، وألا يمر يوم من دون ما نفع أو فائدة أو استزادة في أمر من أمور الدين أو الدنيا، وكما قال بعض السلف:
إذا مر بي يوم ولم أقتبس هدى ** ولم أستفد علماً فما ذاك من عمري
فاستثمر حياتك وأوقاتك واعلم أنها لا شك منتهية، إما عاجلاً أو آجلاً، وتمسك بوصية النبي صلى الله عليه وسلم: “كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل”، وأحسن فهم المعادلة الصعبة: اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل ﻵخرتك كأنك تموت غداً.
فالقاسم المشترك هو العمل الجاد الحريص، ويكون عمل الآخرة للآخرة، وعمل الدنيا للدنيا وللآخرة، والمهم هو أن تعمل (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)، فالوقت وقود الحياة، بل إن الوقت هو الحياة، والتأجيل لص الزمان لذا.
افتح خزانتك المهملة، فتش في أغراضك المبعثرة، ابحث عن دفاترك القديمة، أخرج مشروعاتك المؤجلة، ابدأ حالاً في تنفيذها؛ فلن يقوم غيرك بها، كما لن يجدي مرور الأيام في إتمامها!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *