أخبار عاجلة

ابراهيم الصياد يكتب… “سيطرة الإعلان وبدع الإعلام..!!”

نظرة أمل..
من الظواهر الغريبة على الإعلام ما يمكن تسميته المذيع الناشط او الزعيم الذي يطل لعدة ساعات يخاطب وحده المتلقي ويملي وجهة نظره ويهاجم هذا ويمدح

ذاك بل إن بعضهم لا يجدون ما يقولونه خاصة إذا كان على الهواء لأن المقدم هو المعد وأعتقد أن سيطرة الإعلان على الإعلام السبب لظهور المذيع الناشط أو الزعيم بعد انتهاء العمر الافتراضي لبرامج التوك شو وتأتي هذه الظاهرة ضمن عدد من الظواهر الأخرى او بالأحرى الأخطاء المهنية التي تتجاهل معايير تحديد مستوى الأداء الإعلامي ومنها الحيادية والموضوعية والاستقلالية والدقة والشفافية والمحاسبة والمصلحة العامة وأتصور أن الحيادية او عدم الحيادية مثلا مرتبطة بالموضوع الذي تتم معالجته فاذا كان الأمر يتعلق بالشأن الخارجي فإن منسوب درجة الحيادية يصبح أعلى ومما لا شك فيه أن هذه النسبة لها علاقة مباشرة بأهداف السياسة الخارجية.
وإذا كان الأمر يتعلق بالشأن الداخلي فإن الحيادية بين الآراء أمر ضروري ومن ثم البناء على جدلية الرأي والرأي الآخر يقود الى الرأي الأفضل في القضايا المتعلقة بمصلحة الوطن والمواطن والمذيع هنا يظل محايدا بين الآراء كافة.
أما الحيادية في أخبار الوطن وأمنه فليست محل مناقشة ومرفوضة تماما من وجهة نظري والشيء نفسه لا يجب أن يكون أمن الوطن محل حوار او مناقشة بين رأيين أحدهما يمثل رأيا معاديا على سبيل المثال هل يصح ان يكون الإعلام الوطني محايدا بين الدولة والجماعات الإرهابية والتكفيرية أو بينها وبين إسرائيل؟
ولهذا كان من الطبيعي مثلا في الـ30 من يونية أن ينحاز التليفزيون المصري الى الثورة ويتخذ موقفا واضحا ومحددا ويصبح الحديث عن الحيادية بين ما بعد 30 يونية وما قبلها من قبل تليفزيون الدولة أمرا غير منطقي بل غير وطني .
< ومن الأخطاء السائدة في القنوات الإعلامية اختلال دلالة المصطلح في الخطاب الإعلامي ومثال ذلك ما يرتبط بصياغة الأخبار فيما يتعلق بأحداث سوريا إذا تم استقاء الأخبار مما يسمى المرصد السوري الموالي لتنظيم الإخوان ولا يعبر عن وجهة النظر الرسمية هناك هل يستقيم استخدام مصطلحات هذا المرصد مع الموقف الرسمي مثل تعبير «قوات الأسد»؟
< يعود سبب هذا الخطأ الى غياب السياسة التحريرية فضلا عن خطأ اوقعتنا فيه التكنولوجيا المتقدمة في تحرير الاخبار وهي النقل المباشر من وكالات الانباء دون تدقيق فيما يسمى «كوبي وبيست» لأن المحرر هنا يقع في خطأ مهني وهو عدم إعمال فكره فيما يحرره بالإضافة الى نقل الأخبار بطريق الخطأ عن مصادر غير موثوق فيها ومن بين هذه المصادر مواقع التواصل الاجتماعي مثل «الفيس بوك» و«تويتر» حيث إن كثيرا من الأخبار المنشورة على هذه المواقع أقرب للشائعة منها للخبر.
إن الخلل في اختيار المصطلح المناسب رغم وضوح القواعد المهنية يأتي في الأغلب بسبب الاستسهال من قبل القائم بكتابة الخبر من جهة وأحيانا قد يكون متعمدا وهو ما ينقلنا الى ملاحظة أخرى أن قنوات الجزيرة على سبيل المثال لا الحصر تقع في أخطاء مهنية عديدة بسبب تطويع السياسة التحريرية لخدمة المواقف السياسية ومنها تجنب استخدام كلمة «داعش» واستبدالها بـ «تنظيم الدولة الإسلامية» بشكل مطلق كما لو كان المسلمون المنتمون للدولة الإسلامية أي دولة إسلامية هم من المنتمين لهذا التنظيم وهذا الانتقال من التخصيص الى التعميم مقصود به الإضرار بالصورة الذهنية للمسلم لدى المتلقي الذي لا يمكنه التفريق بين المسلم الحق والارهابي المتستر وراء الإسلام، ولاحظت أيضا أنهم يطلقون على كل المسجونين احتياطيا في قضايا منظورة أمام القضاء المصري لفظ «معتقل واعتقال»، رغم أن الحكومة أعلنت بوضوح أنه لا يوجد معتقلون في مصر وبالطبع هدف قناة الجزيرة من هذا التحريف المتعمد تشويه صورة النظام المصري الذي مازالوا يوصفونه بالانقلابي رغم سقوط شرعية النظام السابق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *