أخبار عاجلة

محمد يوسف العزيزي يكتب… ” اللاجئ الصغير… !! “

عمار يا مصر

صورة جديدة صنعها ارتباك الإعلام في مصر , وجمعيات حقوق الإنسان , ونشطاء (السبوبة ) في زمن ( البغبغة ) والبحث عن بقعة ضوء يقفون تحتها ليراهم دافعوا الأموال بسخاء في الداخل والخارج !! بعضهم عن علم يعرف ويدرك أهمية الصورة التي تجوب العالم لتقول كلاما هو أخطر من طلقات الرصاص ودانات المدافع , وبعضهم عن جهل ينبري مدافعا عن الباطل دون تحقق من الأمر الذي يناقشه , ودون إعطاء نفسه ومشاهديه فرصة التحقق من كذب ما يقال علي شاشات الإعلام الذي يملك تأثيرا هائلا علي الناس وعلي قناعاتهم !!
للأسف الشديد فإن بعض إعلامنا وإعلاميينا يقعون في هذا الخطأ الجسيم ويرتكبون خطيئة تضليل الرأي العام والانسياق وراء شعارات سقطت بفعل تدفق المعلومات الصحيحة , وبفعل كشف المستور وسقوط أوراق التوت عن كثير من هؤلاء الذين ألبسوا الحق ثوب الباطل وألبسوا الباطل ثوب الحق !! ومن الجهل ما قتل , ومن الجهل ما أورد الأوطان موارد الهلاك .
هذا بمناسبة ما اتفق الإعلام المندفع والمتسرع علي تسميته بالمخترع الصغير الذي طلب اللجوء السياسي للولايات المتحدة الأمريكية.. هذا الإعلام الذي انبري متشددا ومتحاملا علي الداخلية وعلي طريقة احتجازها لطفل مخترع لا ناقة له ولا جمل في ما يجري من أحداث في الشارع المصري من حرق وقتل ومظاهرات عنف واعتداء علي الشرطة وعلي آلياتها ومعداتها.. وللأسف الشديد رضخ وزير الداخلية ورضخت الشرطة لنعيق الإعلام الذي يبحث عن دور ولو كان ضد المصلحة العامة , ولو كان يسحق بأقدامه دولة القانون وفكرة العدل تحت مسميات ثبت خلال الأعوام السابقة بعد يناير 2011 أنها صناعة غربية لا علاقة لها بالحرية ولا الديمقراطية التي أينعت وترعرعت في العراق وحولت الشعب العراقي إلي شعب آخر .. لكننا لم نتعلم الدرس ومشينا في نفس الطريق ونحن نعرف ما ينتظرنا في نهايته ( النموذج العراقي والسوري والليبي )
أشهر الإعلام أسلحته في وجه الدولة .. كيف يمكن حرمان طفل مخترع سوف يشرف مصر في العالم من حقه في السفر حتى وإن كان متهما وعلي ذمة قضية لم يتم البت فيها بعد ؟!! كيف يمكن احتجاز طفل ونحن نتحدث عن ثورة وحرية تعبير وحرية رأي ؟! كيف نصدر للعالم صورة مصرية تقول أن مصر تقتل الإبداع وتغتال الأطفال والشباب ؟!! كيف وكيف وكيف ؟!! قالها أصحاب دكاكين حقوق الإنسان , وقالها نشطاء الزمن الرديء وقالها الإعلام خوفا من أن يقال أنه منحازا للدولة وللسلطة القمعية فأراد أن يسجل موقفا ويضغط علي السلطة ليبدو أنه مع حقوق الإنسان وقضايا الحرية والتعبير فارتكب خطيئة الجهل بمقتضيات الأمن القومي والتأثير علي القضاء وإهدار القانون !!
سافر الطفل , وسرعان ما سقط القناع وتكشف المخطط الذي ساهم فيه الإعلام عن جهل وساهم فيه أطراف في الداخل والخارج عن معرفة وعلم .. ظهرت منظمات إخوانية تتبني الطفل وترعاه في الخارج ( كير الإسلامية في أمريكا وغيرها من المنظمات ) وخرج الطفل البريء ليعلن أنه يخشي العودة إلي مصر خوفا من ملاحقته أمنيا ويطلب اللجوء السياسي لأمريكا !! هذه هي الصورة التي أرادوا تصديرها للعالم ليري إلي أي حد صارت أوضاع الحريات وحقوق الإنسان في مصر .. ونحن بجهل شديد وبإعلامنا المتهافت شاركنا في صنع هذه الصورة ونحن نحسب أننا نحسن صنعا فاكتشفنا أننا الأخسرين أعمالا ! والغريب أن نفس الإعلام خرج يقول للطفل ( إن شالله عنك مار جعت مصر .. وفي ستين داهية ) وأنا معه في ذلك
لذلك عندما قال المشير أن للإعلام دورا هائلا كان يقصد الدور الوطني الذي يبني ولا يهدم, وإذا أراد النقد فأهلا وسهلا لكن في حدود المعرفة واليقين والتأكد أن ذلك لا يمس الأمن القومي.. هل نستوعب الدرس ونحترم قواعد القانون ولا نتدخل إلا في حدود المسموح به أم أننا نريد الفوضى وقانون سكسونيا ؟!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *