أخبار عاجلة

د. أيمن محمد أحمد عيد يكتب… ” أمريكا على الخط…”

جامعة بنى سويف منذ حوالى اسبوع مضى أقامت الجمعية المصرية للدراسات التاريخية مؤتمر حول النهضة والتحديات الخارجية في العالم العربي عبر العصور وقد تناول أ.د/ جمال شقرة مدير مركز بحوث ودراسات الشرق الاوسط موضوعاً في غاية الأهمية برنارد لويس ومخطط تقسيم الوطن العربي ومن خلال متابعة الاحداث ورصد كل ما هو جديد لاحظنا أن مخطط تقسيم العالم العربي الذي وضعه المستشرق الإنجليزي برنارد لويس قد دخل حيزً التنفيذ في ثمانينيات هذا القرن ، حيث بدأ بالعراق واتهمه بحيازة الأسلحة النووية ثم مقاطعته وحصاره ثم ضربه وتقسيمه ، أما السودان فقد كانت البداية لانطلاق مخطط التقسيم في أغسطس 1994 في المؤتمر الأفريقي السابع الذي انعقد بكمبالا بأوغندا ، وبإدارة مساعد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق للشئون الأفريقية ” كوهين ” والذي عرف باسم وثيقة كمبالا حيث تم التخطيط لتقسيم السودان إلى أربع دويلات دارفور ( غرب ) والبجا ( شرق ) وجنوب السودان ، أما الرابعة فهي دويلة الشمال العربية . والسودان في هذه الوثيقة هي الدولة الأفريقية الوحيدة التي نالها التقسيم بل والتقطيع ، فبينما تم فصل الجنوب عن الشمال تم استبعاد السوادان من جهة الشرق عن تجمع دول منطقة القرن الأفريقي بينما استبعد من ناحية الغرب عن تجميع دول الحزام السوداني ، وبذلك يتم تجريد السودان من كل مقوماته الحضارية والاقتصادية مع إبعاد حدوده عن مناطق السيطرة على منابع النيلين الأبيض والأزرق وبذلك لن تصلح أرض السودان إلا أن تكون تابعة للدول المحيطة به مثل ( مصر ) و( أثيوبيا ) و ( أوغندا ) ، ويعود وسط السودان المعزول باقتصاده الزراعي المحدود ( بعد السيطرة على مياه النيل ) والرعوي المتخلف إلى العصور الوسطى . ولم يكن إصدار المحكمة الجنائية الدولية أمر قضائي باعتقال الرئيس السوداني عمر البشير بتهمة ارتكاب جرائم تطهير عرقي في دارفور مفاجأة للمتطلعين على نوايا أمريكا تجاه السودان ، فقد باشرت أمريكا ضغوطها مستغلة الأحداث الجارية بما فيها قضية دارفور للضغط على حكومة السودان للتوقيع على اتفاق مشاكوس ثم نيفاشا ، والتي نجحت في إعطاء حق تقرير المصير للجنوب السوداني ، وبتوقيع تلك الاتفاقية تكون الإدارة الأمريكية قد حسمت المعركة لصالح سياسة تفكيك الدولة السودانية ، وعلى دفعه لتوقيع اتفاقات سلام مماثلة ومتعددة مع حركات التمرد في الشرق والغرب ثم في الشمال . أمريكا تبدأ التقسيم من الآن : لقد افتتحت أمريكا بعثة لجنوب السوادان ( تقوم محل السفارة ) وتعمل بطريقة مستقلة عن سفارة السودان في قلب واشنطن في منطقة Dupont Circle على بعد 30 متر فقط من المكتب الثقافي المصري ، وذكرت مصادر صحفية أمريكية أن إدارة أوباما مثلها مثل إدارة بوش تقدم دعمًا ماليًا ضخمًا لجنوب السودان ، ضمن جهودها لمساعدته على الانفصال ووفقا لما ذكرته صحيفة ” واشنطن تايمز ” تقدم أمريكا دعمًا ماليا سنويًا يقَّدر بـ مليار دولار لجنوب السودان تصرف في إنشاء البنية التحتية وتدريب رجال الأمن وتشكيل جيش قادر على حماية المنطقة وذكرت الصحيفة أن وزارة الخارجية الأمريكية وفي أعقاب توقيع اتفاق 2005 منحت إحدى الشركات الأمريكية الخاصة عقدًا لتأهيل متمردي الجنوب وتحويلهم إلى قوة عسكرية محترفة إختارت الإدارة الأمريكية شركة ” دين كورب Dyn ” Crop التى فازت بالعقد المبدئي بقيمة 400 مليون دولار لإنجاز هذه المهمة . كما ذكرت مصادر إعلامية أنه قبل أن يرفع الحظر عن الشركات الأمريكية للعمل في السودان عام 2006 عقب التوصل لاتفاق السلام حصلت شركة ” بلاك ووتر ” السيئة السمعة والتي تعمل في مجال الأمن على عقود أمريكية لتوفير حماية أمنية لكبار مسئولي حكومة جنوب السودان ولتدريب جيش الجنوب ، وذلك بمساعدة ” ديك تشيني ” نائب الرئيس الأمريكي السابق عن طريق معرفته الوثيقة برئيس الشركة ” إيريك برنس ” . وقد أشرف على مفاوضات مباشرة مع رئيس حكومة جنوب السودان ” سيلفا كير ” نائب رئيس الشركة ” كريستوفر تايلور ” في جوبا عاصمة الجنوب . كما كشفت التقارير الإعلامية الأمريكية عن قيام رجل الأعمال الأمريكي ” فيليب هالبيرج ” بشراء 400 ألف فدان من الأراضي في جنوب السودان لشركته التي تسمى ” جيرشن ” ، وهي مساحة أكبر من مساحة إمارة دبي بهدف الاستثمار الزراعي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *