أخبار عاجلة
المفكر السوري نادر عكو

د.نادر عكو يكتب… “سوريا العربية …. في منظور الإبداع في التفكير النقدي”

بالتفكير النقدي نرتقي ونبدع …..و بالمفاهيم القديمة يراوح الأنسان مكانه ويسبقه الآخرون للحصول على مكاسبهم دون أن نحصل على أي شيء يحقق مصالحنا ……
رغم أننا ندعي أن سوريا لم تقترب من الدولة الهشة أو الضعيفة نتيجة وجود قيادة وطنية ذات إرادة تصر على البقاء والحياة , ويحيط بها معظم الشعب رغم معاناته الغير مسبوقه عبر التاريخ ويدفعها إلى الإستمرار في التصدي إلى الإنهيار ومواجهة التحديات ….لكن هذا الأمر رغم أهميته وقيمته في إستمرارية بقاء الدول والأمم إلا أنه غير كاف في هذه الظروف المحلية والدولية المتغيره التي تتحرك بسرعة لايمكن البناء عليها في الإستنتاج الدقيق , ظروف مبهمة متراكبه تداخلت فيها مصالح الأصدقاء مع الأعداء , وتعدد الإحتلال وإنتشر في مواقع حساسة في الدولة وإقترب من السيطرة على موارد الدولة وحرمانها من أي موارد تمكنها من تشغيل مرافق الدولة .
السؤال المشروع كيف نشكل من هذا المشهد المؤلم حلاً وطنياُ متكاملاً يحقق مصالحنا المشروعه , وينقلنا من حالة القهر ًوالفقر الذي نعاني منهما ؟
رغم أنني لا أدعي بالمعرفة الدقيقة بطبيعة مواقف الدولة العربية السورية مع أصدقائها الروس والأيرانين وبعض الدول العربية , لكن بالمجمل فإن لدي- وفق ما أراه من تحركات على الصعيد العالمي – معرفة بأنه يوجد علاقة مشروعة وذات صبغة شرعية بين الروس والإيرانيين والدولة السورية …
السؤال المشروع : هل هذه العلاقة الشرعية والمشروعة تحقق في نهاية المطاف مصالحنا كدولة عربية سورية وتخفف الأعباء النفسية والمادية على الشعب العربي السوري ؟
جاءت أزمة الكرونا وتركت بصماتها على الدولة العربية السورية , كما أن قانون قيصر الأمريكي اللإنساني قد دمر الكثير من الإمكانات السورية وكذلك بدأت الحرب الروسية-الأكرانية تخيم بتداعياتها على مسار المفاوضات حول النكبة السورية بعد سنوات من المراوحة المكانية , نتيجة الإصرار القيادة الوطنية السورية الشرعيية على الحفاظ على السيادة العربية السورية على كامل الأراضي السورية , بالتزامن مع إصرار أهل الشر والإنفصاليين على تجزئة الدولة السورية وصولاً إلى إزالتها من الخارطة الدولية …..
وتسارعت وقائع الحرب على النازية الأكرانية التي تقوم بها الصديقة روسيا , ودخول بعض السوريين الوطنيين في أتون الحرب دفاعاً عن الصديق الروسي , ودخول البعض الآخر ممن يؤيدون الأرهاب لمقاتلة الصديق الروسي في أوكرانيا , وفق ذلك فإننا نشهد ونسمع عن تحولات وتطورات وتغيرات بالغة الاهمية ، كلها تؤدي بالتبعية إلى الإنتقال بسوريا إلى مرحلة شديدة التعقيد، قد تكون أقرب إلى أن تكون ساحة مفتوحة تصطدم أو تتقاطع فيها الأجندات المحلية والإقليمية والدولية , وبالتالي الدخول في النفق المظلم المجهول الأكثر عدداً من العناصر المؤثرة الأساسية الثلاثة السابقه المتمثلة في ( مناطق سيطرة الحكومة السورية وحليفيها الروسي والإيراني+ منطقة الإدارة الذاتية لشرق الفرات،بدعم وإحتلال أمريكي + منطقة الشمال السوري بدعم الإحتلال التركي ) , والمتابع لحركة الحياة اليومية في هذه المناطق قد يرى بروز معطيات جديدة في المجالات الإدارية والأمنية والتنظيمية، وأنه بمرور الوقت قد يزداد التباعد لوجود عوامل عديدة متسارعة …..
وفي سياق الحرب الروسية على النازية الأكرانية يمكن أن نستقرأ تداعياتها على الواقع العربي السورية كدولة ذات سيادة وجزء من الأمة العربية ومن أمنها القومي العربي الشامل والمتكامل كما يلي :
أولاً : لابد أن نؤكد على وجود تفاهمات أمريكية – روسية حول إدارة الصراع في سوريا , حيث نرى اليوم أن هذه التفاهمات تواجه تحديات مركبة خفية غير معلنه ثانياً : لابد أن نؤكد على وجود تفاهمات روسية إسرائبية وهي معلنه حول إدارة الصراع بين إيران وسوريا من جهة والدولة الصهيونية , وهذه التفاهمات تركز على تنظيم الحركة الجوية العسكرية الصهيونية في الأجواء السورية , حيث منعت هذه التفاهمات من حصول صدامات كبرى نتيجة القصف الإسرائيلي المتكرر للمواقع الإيرانية المتواجده والتي تدافع عن سوريا، , وحالياً ظهرت إشكاليات نتيجة الموقف الصهيوني المؤيد لحلف الناتو الأمريكي في أوكرانيا .
ثالثاً : روسيا لا تمتلك ترفاً كبيراً في الأبقاء على قواتها الفضائية العسكرية خارج حدودها وهي في حالة حرب مع الناتو في أوكرانيا , وهنا سيكون الموقف العربي السوري في حالة مواجهة مباشرة بدون دعم دولة كبرى مع الإحتلال الأمريكي والتركي والصهيوني إضافة إلى التصدي غلى الأنفصاليين …
رابعاً : الموقف الإيراني في سوريا بعد الإنسحاب الروسي , هل ينسحب من الساحة السورية لزيادة الضغط عليه , أو سيزداد توسعاً لملء الفراغ الذي أحدثه الخروج الروسي , والتقرب مع مواجه المباشرة مع الصدام المباشر مع الصهيوني والتركي والأمريكي , والسؤال المشروع إلى أي مدى هو قادر على مواجهة هذه التحديات .
خامساً : دور الإنفتاح العربي على الحكومة الشرعية في سوريا , لملء الفراغ الذي ستحدثه خروج القوات الروسية من سوريا , وعدم تمكين القوات التركية والإيرانية والصهيونية والجماعات الإنفصالية والإرهابيين من الإنفراد بهذا الفراغ , وحالياً يتردد أقوال صحفية باحتمال عودة الدولة العربية السورية إلى جامعة الدول العربية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *