د.حسن عماد مكاوي

د.حسن عماد مكاوي يكتب… عشوائية الإعلانات (٢-٢)

يحفل سوق الإعلانات في مصر بالكثير من الممارسات السلبية، فعلي الجانب الفني نلمس بوضوح فقر الأفكار وتكرارها، وضعف المحتوي، وركاكة الأشكال الفنية التي جعلت الإعلانات من المظاهر البارزة للتلوث السمعي والبصري والثقافي والإبداعي من يتسبب في المزيد من انحدار الذوق العام، وانعدام المنافسة بين شركات الإعلان واقتصارها علي شركة واحدة بشكل احتكاري، ونتج عن ذلك العديد من المفارقات المضحكات المبكيات مثل الاستعانة ببعض الممثلين والمطربين الذين يحصلون علي الملايين مقابل الترويج لحث المواطنين البسطاء علي التبرع بجنيهاتهم القليلة لبناء المستشفيات وتزويدها بالمستلزمات وإجراء العمليات الجراحية وإغاثة الفقراء والغارمين. وتبرز الإعلانات المجتمع المصري منقسما إلي فئتين متمايزتين أحدهما فئة الأثرياء الذين يقطنون المنتجعات الفاخرة ويحيطون أنفسهم بأسوار تعزلهم عن الفئة الثانية التي تضم القوي العاملة والفقراء المحرومين من متطلبات الحياة الكريمة في الغذاء والكساء والمسكن اللائق، وبالتالي تكرس الإعلانات بوضوح الفرقة والضغينة والأحقاد بين الفئتين . يضاف الي ذلك هذا الكم الكبير من الإعلانات التي تنطوي علي معلومات زائفة خاصة في المجال الصحي والدوائي والغذائي، ومعظم هذه الإعلانات يتم بثها دون الحصول علي تراخيص من وزارة الصحة، ومن أمثلة ذلك الظهور المتكرر لأحد الممارسين لمهنة الطب من غير الأطباء وتم إلقاء القبض عليه ومحاكمته وإيداعه السجن، ومع ذلك لا تزال إعلاناته تذاع بكثافة في بعض القنوات التلفزيونية. ناهيك عن إعلانات الطرق التي تسبب التلوث البصري من حيث حجم الإعلانات وألوان الإضاءة وعدم مراعاة المسافات بين الاعلانات والتسبب في العديد من حوادث الطرق والتجاهل التام لهيئة التنسيق الحضاري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *