أخبار عاجلة

أزمة أخلاق

اﻷدب واﻷخلاق أهم شيء في حياة اﻷنسان أحياناً يتم التعبير عن الأخلاق بالآداب فيقال فلان مؤدب عنده أخلاق أو فلان عديم الأدب لا أخلاق عنده وأحياناً يعبر عن الأخلاق بالقيم فيقال فلان عنده قيم وقد أنتشرت فى الآونة الأخيرة كلمة القيم الروحية فيتطلب الأمر التعريف بكل كلمة على حدتها.
والأدب هوأستعمال الخلق الجميل ولهذا كان الأدب إستخراجاً لما فى الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل أن الأخلاق في الإسلام ليست لوناً من الترف يمكن الأستغناء عنه عند إختلاف البيئة وليست ثوبًا يرتديه الإنسان لموقف ثم ينزعه متى يشاء بل إنها ثوابت شأنها شأن الأفلاك والمدارات التي تتحرك فيها الكواكب لا تتغير بتغير الزمان لأنها الفطرة فإن للأخلاق أهمية عظيمة وكبيرة في حياة الإنسان وسلوكه وعلاقته مع غيره من البشر أهمية تفوق حاجته إلى الطعام والشراب؛ لأن أخلاقه وأسلوب تعامله مع الغير هوالذي يحدد مسار حياته الدنيوية والأخروية.
والأحتكاك في هذه الدنيا لابد منه؛ غير أن الإنسان الذي يتعامل مع غيره بالأخلاق الفاضلة والحسنة هوالسعيد في الدارين؛ لاسيما إذا أهتدى وأسترشد الطريق السوي والمستقيم من القرآن الكريم وسنة نبينا محمد وهذا هو المطلوب منا.
وإذا تدبرت معاني القرآن الكريم والنبوية لوجدت أن الدين كله أخلاق وما أهلك وعذب بعض الأمم السابقين إلا بعد إنحرافهم عن الطريق السوي والمستقيم بسبب أخلاقهم المخالفة للتعاليم الإلهية.
ومهما يكن قدر الإنسان وعظمته فلن يكون في المسار الصحيح ولن يكون سعيداً في الدارين مالم تكن لديه أخلاق كريمة وعندما نتحدث عن الأخلاق الكريمة لا نتحدث عن الأساطير وبعض القصص التي لاتؤثر في حياتنا اليومية وإنما نتحدث عن تطبيقات جوهرية وحية ومؤثرة في نفس الوقت لتغيير سلوكياتنا الفردية والجماعية في آن واحد إذاً الأخلاق الكريمة والفاضلة تبني الأمم وتحييها وتجعلها قوية متماسكة علمياً وإجتماعياً وثقافياً أما الأخلاق المتدهورة المنحرفة والسيئة فإنها تهدم الأمم وتضعفها وتحولها إلى أمة مشلولة ضعيفة هزيلة غير متماسكة في معظم جوانب حياتها كما قال الشاعر:
وإنما الأمم الأخلاق مابقيت فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
والسبب الرئيس الذي جعل بعض الأمم تتصارع وتتقاتل يرجع إلى فقدان الأخلاق الحسنة وللأخلاق مرتبة عظيمة ومكانة كريمة في الإسلام لم تكن في أي دين من الأديان السماوية حتى قال رسولنا الكريم[ بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ] مما يعني أن من أهم أولويات دعوته الدعوة إلى الأخلاق الكريمة والفاضلة.
مقياس التفاضل والتفاخر بين الناس هو على قدر تفاوتهم بالأخلاق الفاضلة والتعامل فيما بينهم مصداقاً لقول الرسول [ إن من خياركم أحاسنكم أخلاقا].
وفي تحديده من هو أقرب وأحب إليه قال: [إن من أحبكم إلى أحسنكم أخلاقا] وهذا يعني أيضا أن الإقتداء بالرسولليس بالمظاهر فقط أو الأدعاء بذلك أو ترديد بعض الشعارات التي لاتسمن ولاتغني من جوع في حياتنا اليومية ومن الأقتداء بالرسول الكريم وسنته أن تتعامل مع غيرك بلطف ويسر وسماحة في تعاملاتك اليومية وفي شتى المجالات أيضاً.
ولقد أعطانا القرآن الكريم قواعد إرشادية في التعامل بين الناس بسلوكياتهم الدنيوية والأخروية التي تؤدي بدورها إلى النجاح في الدارين.
قال تعالى: [ وقولوا للناس حسنا] وقال أيضا [ وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزع بينهم] هكذا التعامل بين الناس في حياتهم اليومية وبقية شؤونهم أما في الخلافات الأسرية والجماعية قال تعالى[ وأن تعفوا أقرب للتقوى ولا تنسوا الفضل بينكم] [ إن الساعة لآتية فاصفح الصفح الجميل] إذ من الأخلاق الفاضلة والكريمة العفو والمسامحة والصفح الجميل في من أساء إليه
أما دليل الإنسان اليومي وتعامله مع غيره ومرشد حياته الذي لايستغني عنه أي مريد للخير هو ما ثبت في قوله تعالى[ وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما] فأعلم عزيزى القارىء أن التعامل مع أنفسنا لاسيما وأن النفس لأمارة بالسوء قال تعالى:[ وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى] وفى النهاية أقول لك عزيزى القارىء ما أحوجنا إلى التخلق بالأخلاق الفاضلة إذا تعاملنا بها في حياتنا اليومية فإنه يسود الحب فيما بيننا ويزول الحقد والكراهية ويكثر فينا الوئام والإحترام المتبادل وينتشر بيننا التعاون الذي يؤدي إلى التكافل الإجتماعي وتضعف الأنانية ويتم ترك أتهام الآخرين دون أي سبب يذكر ونصيحتى لك عزيزى القارىء أن نشتغل بعيوبنا لا بعيوب غيرنا لكى يختفي الشر ويسود الخيرتلك هى الأخلاق لا أخلاق بعدها إذا تعاملنا بها ترشدنا إلى التفكير والتطلع إلى الآخرة وعندها نكون سعداء في الدارين بعد أن أصبحت حياتنا حياة كريمة ومباركة بإذن الله تعالى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *