جريدة أحوال مصر
افتتح يوم الخميس الماضي على مسرح سيد درويش بالهرم العرض المسرحي «المرايا»، من تأليف / د. جمال ياقوت و إخراج/ سامح بسيوني.
المرايا هو عرض درامي نفسي من انتاج فرقة أكاديمية الفنون ومن بطولة عدد من خريجي وطلبة أكاديمية الفنون، منهم : محمد عادل و رانيا الخطيب و طه خليفه و سمر علام ، موسيقى : محمد بسيونى ، ديكور: د.احمد عبد العزيز ، وقامت بالادارة المسرحية لهذا العرض الفنانة / منة بدر تيسير
تدور احداث المسرحية حول طبيب يخترع عقار قادر على فصل الطبيعة الخيرة داخل الانسان عن اطماعه الشريرة ويبحث له عن منتج ويريد تجربته على مرضى المستشفى التي يعمل بها ولكن ادارة المستشفى ترفض رفض قاطع ، فيقرر ان يقوم باداء التجربة على نفسه ، وبالفعل يتحول البطل الى شخصيتان احدهما شريرة والاخرى طيبة كما كان يريد ، ولكن الشخصية الشريرة اصبحت تقوم باعمال كان لا يقدر عليها الطبيب في الماضي ولكنه كان يحلم بها مثل قتل زميله في العمل الذي اقنع الجميع بعدم اهمية التجربة وخطورتها ، وبالفعل يتم قتله على يد الشرير ويتهم في القضية ولكن لم يتم القبض عليه لان عند تواجد الطيب ، الشرير يختفي والعكس صحيح ولكن مع وصول احدى العاهرات الى منزله وما بين الطيب والشرير تنكشف الحقيقة فيقرر الشرير قتلها هي الاخرى ثم يختفي لفترة ويعتقد الطيب انه انتصر داخليا على الشرير ولكنه كان واهما لان الشرير عاد اقوى من الاول بمجرد قدوم اصداقاء الامس لمنزله في جلسة صفا وحديث عن الماضي والوزاج من خطيبته ، ويتم فضح الامر امام الجميع ومعرفة ان كل منا لديه شرور ولديه ميزات حسنة فنحن مرآة انفسنا فيجب ان نقوم انفسنا بانفسنا حتى لا تنتصر علينا شرورنا
وفي حديث مع ابطال العرض قالوا :
محمد عادل : انا العب شخصية (د. خالد) وهو شخصية رئيسية في العرض المسرحي هو دكتور حالم جدا عنده احلام منذ زمن ونفسه ان يحققها بيسعى لتطوير عقار كيميائي يحاول يلعب من خلاله في الصنيعة الانسانية لفصل الخير عن الشر داخل البني ادم ، يحاول يطبق العقار في المستشفيات والشركات لكن كل الدنيا ترفضه لدرجة انه بعد رحلة احباط طويلة يقرر تجربة هذا العقار على نفسه ، فنعيش في رحلة طويلة وصراع داخلي ما بين الخير والشر وعلاقته بالناس القريبة منه ، وعن باقي ادوار العرض قال : الوجه الاخر لخالد هو (رشدي) وهناك خطيبة خالد وباقي اعضاء مجلس ادارة المستشفى واعز اصدقاء خالد يعايشون معه رحلته ويحاولون ترويضه قليلا عن نفسه في حين انه في النهاية لا يقدر على الخروج من هذه الازدواجية التي يعيش فيها والتي نحن كبني ادمين طبيعين نعيشها ، ففكرة المرايا ان كل واحد منا لا يرى نفسه في مرآته جيدا ليس لدينا القدرة ان نصارح انفسنا بشكل حقيقي في المرايا الشخصية ، انا كمحمد عادل مش قادر اقول لنفسي انا حلو في ايه ووحش في ايه بنهرب من الموضوع وده اللي بيصنع فكرة الانا وبيصنع فكرة ان كل واحد ماشي على خط لوحده
وردا على سؤال : هل ده بينعكس على حالة المجتمع الان ؟ اجاب : طبعا من سياسية لاجتماعية لفنية بالذات ، كل حاجة محدش فينا قادر يصارح نفسه ويقول هو مذنب في ايه ومش مذنب في ايه فهو يعامل البني ادمين مثلما يعامل نفسه ودي ازمة عندنا ازمة انسانية عامة ،
وعن اخر اخباره فانه يقوم بعمل دراسات عليا في المعهد وقد رزق مؤخرا بطفلته (حياة) التي ستجعل من حياته القادمة امل وتفاؤل ونجاح باذن الله
اما رانيا الخطيب فقالت : دوري مختلف تماما معملتوش قبل كدة خالص وهو دور (نوسة) بنت رقاصة في نايت كلوب عاهرة ، وعجبني جدا الدور عشان لقيته مختلف عن شكلي الصغير وادوار الـ 16 سنة التي اعتاد المخرجين على وضعي فيها والبنوتة الطيبة ، فحبيت اني اعمل حاجة مختلفة تماما والحمد لله تعاملت جيدا مع الميكياج واللبس فاعطاني شكل الشخصية ، وفكرة العرض عبارة عن المرايا كل واحد ليه شخصية خيرة وشخصية شريرة ، فانا اتعرض لموقف المفترض اني عاهرة وذاهبة لرشدي الشرير في بيته وفجأة بكتشف ان رشدي وخالد دول شخص واحد بيطلعولي الاتنين فجاة حد يطلعلي من هنا وحد يطلعلي من هنا وده تقريبا اقوى مشهد بالنسبة لي في الرواية وصعب جدا ازاي اقعد اتفاعل مع الشخصية الطيبة والشخصية الشريرة وازاي هعرف انهما نفس الشخص وان ده عقار واخده ويتم ضربي كتيرا – انا بتمرمط – وفي النهاية يتم قتلي ويارب يعجبكم الدور، وعن جديدها قالت : فيه مسرحية تانية بعملها مع ا/ اسامة فوزي وده معيد عندنا في معهد فنون مسرحية واستاذي فطبعا ماينفعش اقول له لا ، وهي بطولة جماعية وارتجال اكتر ماهي موضوع مكتوب مازلنا في مرحلة البروفات على مسرح السلام لكن لم نقرر بعد هنعرض فين ، وفيه فيلم اسمه (فيس بوك) تاليف واخراج ا/ محمد الدرة كان معنا شركة انتاج بس محصلش نصيب ودلوقتي مضينا مع شركة انتاج تانية وان شاء الله هنبتدي قريب
وتحدثت سمر علام قائلة : انا بعمل دور (د. سما) بنت عملية جدا بتحسبها بالورقة والقلم كل حلمها انها تتزوج وتنجح في شغلها خطيبها د. خالد بيحاول يعمل مشروع فصل قوى الخير عن قوى الشر بس هي طوال الوقت ترى ان هذا تخاريف وليس منطقيا او حتى علميا فتحاول طوال الوقت اسنائه عن ذلك ولكن في النهاية لا يستجيب لها ، وفعلا كلامها كان صحيح لان مفيش حاجة اسمها ان الانسان يخلي شوية الخير على جنب وشوية الشر على جنب لان ربنا لما خلق البني ادم خلق بداخله خير وشر كلا حسب نسبته ، وعن جديدها قالت : كنت بصور مسلسل (مكان في القصر) مع ا/عادل اديب بطولة/ غادة عادل وكان المفروض يتعرض في رمضان الماضي لكن وقفنا وراجعين نكمله ان شاء الله
وتحدثنا مع مهندس ديكورات العرض د. احمد عبد العزيز وقال : الفكرة الاساسية التي عملنا عليها ونحن نعمل هي الصراع ما بين الفرد ونفسه وترجمناه في الالوان الفضي والاسود والابيض ولخصت الحياة البشرية في شكل الساعة فكل انسان لازم يفكر في حياته امتى اللحظة اللي كان فيها شرير وامتى اللحظة اللي كان فيها خير ، و كلمة المرايا لم يكن من الضروري وضعها بشكلها التقليدي لكن المرايا هي اللي فوقي وتحتي وبداخلي انا شخصيا
واخيرا تحدثنا الى مخرج العرض ا/ سامح بسيوني والذي ذكر لنا ان: فكرة العرض مستوحاة من رواية عالمية اسمها (د. جيكل ومستر هايد) ، وانا لا افكر في مشروع الا لو ان هذا الموضوع عامل تماس معي او مرتبط بازمة او شايفة ان فيه مشكلة معينة في المجتمع حابب انه يحلها بالتجربة التي ساخرجها لان ده دور المخرج اللي اتعودنا عليه ، فالموضوع يدور حول فكرة الصراع الدائم او الازدواجية بين الشخص وذاته ، ده على المستوى البسيط اما على المستوى الاكبر والاعمق فكرة التطور التكنولوجي اد ايه ضر البني ادم اكتر ما فاده ، على كل المستويات احنا بتكلم عن عدم الصدق في كل حاجة فاذا كنت تقدر على معالجة ذلك لكي نتتطور ونتقدم فلا يجوز الا اكون صادقا في عملي او حبي او اخلاقي ، الموضوع ببساطة شديدة ان اي انسان في الدنيا بداخله جانب شرير و جانب طيب ، قد تدخل علاقة بالجزء الشرير وليس بالجانب الطيب ، وعن جديده قال :انا كل تركيزي الان منصب على فرقة الاكاديمية التي شرفت بادارتها من قبل د. سامح مهران
حضر العرض عدد من اساتذة اكاديمية الفنون : د. سامح مهران رئيس الاكاديمية و د. سميرة محسن ود. اشرف زكي ود. علاء قوقة ود.حسن عطية، والفنانين : احمد رفعت ومحمد احمد ماهر وكريم عبد الجواد
وللعلم ان فرقة اكاديمية الفنون تعرض مسرحياتها لمدة 3 ايام فقط وقد تمتد بعد ذلك بحسب نجاح العرض واليوم هو اخر يوم لعرض (المرايا) فلا يفوتكم ؟!
يذكر ان (دكتور جيكل ومستر هايد) هي رواية خيالية للأديب الأسكتلندي / روبرت لويس ستيفنسون (3 ديسمبر 1894 13 نوفمبر 1850). ومن أعماله الأكثر شهرة هي : جزيرة الكنز، خطف، وحالة غريبة من الدكتور جيكل والسيد هايد والتي نشرت لأول مره في لندن عام 1886. وتتناول الرواية الصراع بين الخير والشر داخل الإنسان, أهتم بها علماء النفس لما فيها من نظره علمية دقيقة لما يدور بداخل النفس البشرية من صراعات, لاقت نجاحا فوريا بعد صدورها فقد باعت حوالي 40 ألف نسخة في الأشهر الستة الأولى من صدورها، وقرأتها الملكة فكتوريا نفسها، ووصل صداها إلى مختلف دول العالم.
