يوجد منا في مصر شباب ورجال ونساء لا يخشون أن الصراحة ” بالاستقلال الذاتي هو المطلبة الكبري التي أتت من أجلها ثورتنا وكل الثورات في العالم المعاصر، والتي يجب أن توجه إليها قوي الشعب بأسره، فلم يبق علينا للتدرج في مراقي الحرية المنشودة، منذ يوم 25 يناير 2011. و حتى 30 يونيو 2013. والتقرب من مثلها الأعلي (المثل الاعلي للحرية المسئولة) المتفق عليه بيننا سابقاً “عيش، حرية، كرامة إنسانية، وعدالة اجتماعية”، إلا الوسائل المنتجة، فإن إرادة الأمر شيء والقدرة عليه شيء آخر.
أما القوة فإن طبيعتها تختلف في كل زمان ومكان تبعاً لطبيعة عيش الأمة واعتقاداتها الدينية وعاداتها وأخلاقها، ونتيجتها تختلف دائماً باختلاف طبيعة الوسائل التي يمكن استخدامها (فمكان يصلح بالأمس لا يصلح اليوم وما يصلح اليوم قد لا يصلح غدا). وعندنا في مصر دون الدول العربية الأخري أن أول مظهر للقوة هي القوي المعنوية، وليس القوي البدنية (فنحن شعب بطبيعتة غير دموي)، أقصد القوة الشعبية وقوة الحرية العلمية وقوة الرأي العام سالفة الذكر في مقالتي السابقة، فإن الآراء الوطنية والعلمية المخلصة ليس من شأنها أن تجد من القوة القاهرة خصوصاً في الأزمان الحاضرة معارضة تذكر علي أرض الواقع. فإذا استخدم المثقفون والمتعلمون إرادتهم في إظهار حريتهم القومية والعلمية، كان لهم من ذلك مرانة تنفعهم في تربية أخلاق الشعب البسيط وتعويد علي حرية الرأي والتعبير والصبر علي الأذي الذي ينتج دائماً من حرية الرأي المطلق العنان (في حدود القانون)، سواءً أكان ذلك من الحكام أو من المحكومين