أخبار عاجلة

محمد يوسف العزيزي يكتب… “القاهرة.. وماجدة الرومي..!”

عمار يا مصر
لم أكن قد شاهدت كليب ( القاهرة ) لعمرو دياب ومحمد منير أو كما يحب عشاقهما أن يطلقا عليهما الميجا ستار والكينج أو الهضبة والملك الأسمر .. الألقاب ببلاش هذه الأيام ولا يطلب ممن يريد لقبا التبرع للحصول عليه أو أن يخسر أمام جلالة الملك دور أو دورين في لعبة الورق ، أو أن يدفع للحاشية الملكية آلاف الجنيهات بسعر أيام زمان .. الآن من يعطي اللقب هو الجمهور ، وإن كان هناك من يرتب لذلك بوسائل الميديا الحديثة وألاعيب النصب التكنولوجي في لعبة منح الألقاب بالمسابقات المضروبة ! 
ما دفعني لمشاهدة الكليب هو الخبر الذي قرأته عن الفنانة الكبيرة ماجدة الرومي التي تحيي حفلها تحت سفح الأهرامات حيث التاريخ والحضارة والجمهور وصورة تبثها وكالات الأنباء ومواقع الصحافة العالمية فتقدم رسالة سلام وأمن للمشاهدين والمتابعين في العالم ، وأعلنت في مؤتمر صحفي أنها تتبرع بدخل الحفل كله لصالح مستشفي ( أهل مصر ) لعلاج الحروق ، وكانت تتحدث باستحياء شديد وهي تعلن ذلك لأنها مؤمنة بما تفعل من أجل مصر .. ماجدة الرومي تحب مصر وتعشقها قولا وعملا أكثر من فنانين مصريين يحبونها من طرف اللسان فقط !
حفل ماجدة الرومي لصالح مصر بلا صخب أو ضجيج .. تذكرة الحضور تتراوح بين 3 آلاف جنيه و 600 جنيه .. دخل لا بأس به ، وشعور بالمشاركة الحقيقية لا بالكلام فقط .
شاهدت كليب ( القاهرة ) وكنت قد قرأت خبرا عنه يقول : ( وصل عدد مشاهدي كليب “القاهرة” للميجا ستار عمرو دياب والكينج محمد منير، على اليوتيوب إلى 2 مليون مشاهدة حتى الآن، ومن المتوقع أن يحقق الكليب أرقاما أكبر خلال الفترة المقبلة. وتعتبر أغنية “القاهرة” هى الحدث الفني الأهم فى العالم العربى .. حيث تحكى مشاهد عديدة عن القاهرة، التي كانت طوال قرون عديدة منبرًا للإشعاع الثقافي والحضاري والموسيقى، وكانت ملهمة وحاضنة لآلاف المبدعين والموهوبين فى كافة المجالات والتخصصات الفنية والموسيقية والأدبية والعلمية، سواء من الوطن العربى أو من كافة ربوع العالم ) 
لم أجد في تصوير الكليب صورة واضحة لمعلم من معالم القاهرة التي يتغني بها النجمان الكبيران غير خلفية كبيرة لنيل القاهرة ليلا ، وكاميرا الكليب لم تغادر وجه عمرو دياب ولا فرقته ولا أصابعهم وهي تعزف أو تقرع الطبول ، وكذلك محمد منير عندما دخل الكادر طوال زمن الكليب ، وكأن القاهرة تم اختزالها في عمرو ومنير ، ولا أعرف هل هي نرجسية الشهرة الطاغية خصوصا عندما نعرف أن الكليب حقق 2 مليون مشاهدة ومتوقع أن يحقق أرقاما أعلي .. لماذا لم يتم تصوير معالم القاهرة ومتاحفها ترويجا للسياحة التي توقفت طالما لم يقرر عمرو دياب ومنير عمل حفل كبير يغني فيه هذه الأغنية يخصص دخله كله وليس أجرهما فقط لصالح صندوق تحيا مصر الذي يشارك في مشروعات لمحدودي الدخل والشباب الذي هو جمهورهما الكبير ! 
لم أقرأ ولو بطريق الخطأ مبادرة منهما أو أحدهما – وهما يجوبان العالم يحييان الحفلات هناك – تعلن عن مجموعة حفلات في خارج مصر يخصص إيرادها لصالح صندوق تحيا مصر أو لصالح بناء مستشفي لعلاج السرطان في أي محافظة مصرية أو لصالح أي مشروع خيري للغلابة في هذا الوطن الذي أعطاهما الكثير !
ذكرني موقف ماجدة الرومي والضجة التي أثيرت حول كليب ( القاهرة ) بكوكب الشرق أم كلثوم عندما أقامت الحفلات في باريس والدول العربية لحساب المجهود الحربي بعد نكسة 67 وحجم الأموال التي قدرت بالملايين في ذلك الوقت واستغلت فنها وحب جمهورها العريض في الوطن العربي والعالم لصالح بلدها .. تذكرت دور الكبار لأنهم كبار ، وأسفت علي دور من يظنون أنفسهم كبار وهم صغار .. في زمن الكبار كان الفن رسالة وقوة ناعمة من قوي الدولة وأدواتها النافذة .. أما في زماننا الفن وسيلة لتحقيق المجد الشخصي والملايين فقط !
تحية للفنانة العاشقة لمصر ماجدة الرومي ، وتحية لمجهودها لأهل مصر .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *