عبد الجليل الشرنوبي يكتب : إلى أخواني مواطني جمهورية رابعة

أخي المواطن عضو جماعة الإخوان المعتصم في رابعة أو النهضة بايعت لإقامة دولة الإسلام في القلوب فجروك لإقامة دولة التنظيم . و فجأة وجدت نفسك في معركة مع مجتمع كنت تستهدفه لتصلح له فساد نفسه . تذكر قبل أن تواجه بني وطنك أن أطيب الثمر الذي كنت ترمي به الناس حين يرموك بالحجر تحول بأوامر قادة التنظيم إلى مولوتوف و رصاص و قطع من صخر . تذكر و أنت تستحضر النية للموت في سبيل الكرسي أن مبارك لو استخدم تنظيمه العسكري لمواجهتنا يوم 25 يناير لكنت ستتهمه بالوحشية . في حين أنك اليوم قررت التحول لعسكري أمن مركزي في قوات أمن التنظيم المركزي و صار فرضا عليك تنفيذ الأوامر الربانية في سبيل الحفاظ على الشرعية مستندا على قاعدة ( اجعلني على خزائن الأرض فإني عضو في التنظيم ) و إلا ( فلا وطن بعدي و لا دين و لا أمان ) . و حين تقول اللهم اني نويت الشهادة استمع لأصوات تجأر بالدعاء إلى الله ليعيد إليها سودان تمزق و عراق تقطع و سوريا التي تئن و ليبيا التي تتآكل و تونس التي تشتعل و اليمن الذي يتنافر و ساعتها ستكتشف أنك باسم الجهاد المقدس مع التنظيم تساهم في إسقاط آخر و أكبر دول المنطقة في توقيت يحيا فيه – بفضل دعواتك للجهاد – الكيان الصهيوني أزهى عصور الاستقرار
و أخيرا … تذكر أن كل ما حذرت منه منذ استقلت من التنظيم حدث ( مغالبة مجلس الشعب – الترشح للرئاسة – الدستور الإخواني – تبعية الرئاسة للتنظيم – المتاجرة بالدم ) و أعمل عقلك لثانية ثم انسحب لتعود إلى ساحة الدعوة خالصة بغير كراسي و لا سلطة . و لا تصدق من اشترى صفقة الغاز و الخرطوش و لم يهنأ باستخدامهم لصالحه فبات يتمنى تحولهم لصدره ليبتز بهم عواطف الخلق و يغرق في بأسهم الوطن .
و في الختام أحيلك لما قاله أمامي مرسي قبل 25 يناير بأيام ( الثورة تغيير رأسي يتناقض مع أهداف الإخوان في التغيير القاعدي و لو استخدمها الإخوان فلن يصلوا من وراءها لشيء لأن المجتمع سيقاوم مشروعهم ) و في سواء اقتنعت أو لم تقتنع . ستبقى مصر و ستعلوا راية الإسلام و ستعض أنامل الندم عندما تكتشف أنك تقف في نفس الدائرة التي وقف فيها من قال عنهم حسن البنا ليسوا إخوانا و ليسوا مسلمين ) .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *