أخبار عاجلة

ايمان نعمه تكتب… “تركيا وسياستها الخارجية..”

لا ترتبط عادة السياسات الخارجية للدول التي تدخل ضمن خططها البعيدة المدى بتبدل الأفراد والرؤساء والحزب الحاكم فيها ، والا لن تحقق هذه الخطط أهدافها فهي استراتيجية ثابتة ضمن خطط مبرمجة تعمل ضمن منظومة ثابتة تتحكم بها جهات متخصصة لا يقودها شخص واحد بل انها أشبه ما تكون بالمؤسسة الوطنية المنفصلة وهذا ما نراه بوضوح في السياسة الخارجية الأمريكية على سبيل المثال . هناك سياسة خارجية تلتزم بها تركيا وهي سياسة من خلفها أوروبا التي تحاول تركيا جاهدة ان تنضم الى اتحاد دولها الاتحاد الأوروبي لذلك ستستمر تركيا في دعم ما يسمى بالمعارضة السورية وأحزاب أخرى في المنطقة . لا علاقة للفكر الديني بهذه السياسة كما هو الظاهر او كما يتم من استعمال الدين للوصول الى الغاية المنشودة وهي اختراق المنطقة وأخذ دورا في الصراع القائم فيها والذي يصب كله في النهاية بمصالح الدول الكبرى وحماية اقتصادها الذي لا ينفصل عن النفط ويظل مرتبطا به طالما انه لا يوجد بديل عنه كطاقة متحكمة بتسارع النمو الاقتصادي العالمي الذي يمر الان خاصة في أوروبا بفترة من الركود والمعاناة بسبب التفرد بالتحكم بالنفط وأسعاره واستعماله كأداة ضاغطة . سياسة تركيا الخارجية ودورها المرسوم لها في المنطقة لن يتغير بفعل نتائج انتخابات برلمانية او بتغير في الحكومات والأحزاب . فتركيا ربطت مستقبلها وخططها ومصالحها البعيدة المدى بهذه السياسة ولا مفر لها منها . ما نشهده في المنطقة هو صراع بين قوى عظمى تستعمل أدوات غير مباشرة وتحركها وتدعمها عن بعد بالخطط العسكرية والتسلح والمال والتدريب أيضا ، وفي حالة اشتباك هذه الأدوات مع بعضها البعض فإن هذا سيقود القوى العظمى الى إعادة المفاوضات فيما بينها وإن فشلت هذه المفاوضات يستمر الصراع في المنطقة وهذا ما شاهدناه يحدث بالفعل . انها الحرب الذكية التي تتم بأقل تكاليف ممكنة خاصة التكلفة البشرية للدول المتصارعة وهي أيضا حرب من الممكن خداع الرأي العام فيها الذي يرفض فكرة الحروب للحصول على المكاسب وتدخل فيها التكنولوجيا الحديثة المتطورة والاعلام الموجه والقدرة على صناعة الحدث وتوجيهه لخدمة الهدف ، كل هذا يجعل منها حربا من نوع جديد لم يشهده التاريخ البشري من قبل .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *