أخبار عاجلة

ايمان رفعت المحجوب تكتب… “غدا ذكرى أبي..”

تأتي ذكراك في كل عام مرتين ، رغم أنك في قلبي و عقلي لا تغيب الا أن ذكراك تلح علي في هذين اليومين بالذات فأنا مجيئا و رواحا في قال و فعل و كان ليقول و كان ليفعل لا تفارقني روحك الطاهرة فيهما بما يحملان من ذكريات من صبيحتهما حتى أمسي ، فيوم ميلادك يعيد لذاكرتي الأسرة و البيت و الحفل ، كلمات أمي عن سعد هذا اليوم يوم أن جاء الي الحياة أحب الناس و أغلى هبات الله سبحانه ، و كان هو يحب يوم ميلاده ، يعتبره يوم فضل أنعم الله عليه فيه بنعمة الوجود ، كان متفائلا محبا للحياة و كان يعتز بأن يوم ميلاده هو يوم ميلاد النبي ( ص) من الشهر الميلادي و قد راجعت هذا و تبين لي صحة ذلك فيوم الثاني عشر من ربيع الأول لعام 571 م وافق فعلا الثالث و العشرين من إبريل من هذا العام ، وافقت آخر جمعة ألقى فيها أبي ذكرى المولد النبوي الشريف احتفلنا به معا و سافر بعدها لأيام ليعود على غير موعد تحت إلحاح من الرئيس السابق ليلة الجمعة التي تلتها و كانت آخر كلماته لي قبل أن ينام في حديثه معي على الهاتف : ” القاك في غدي حبيبتي بعيد الصلاة نتغذى سويا ” ليستشهد قبل أن القاه في صبيحة يوم الجمعة الموافق للتاسع عشر من ربيع الأول الثاني عشر من أكتوبر لعام تسعين و يرحل عنا بلا وداع.
أحداث يوم طبعت في ذاكرتي له الرحمة و المغفرة ، ذكري أليمة تعتصرني ياليتني أستطيع محوها ، ياليتني القى ما يعقد بيني و بين هذا اليوم هدنة أو أن أجد ما قد يدخل على قلبي فيه شيئا من برد و سلام ، فماذا لو وافق حدثا يهون علي بعضه ، سبحانه لا يعظم عليه شئ و من عظمة حكمته أن جعل ميلاد نبينا و مماته في ذات اليوم فتغلب ذكرى تشريفه الدنيا ذكرى رحيله فيكون لنا عيدا سرمديا.
احمدك ربي لا جحود لفضلك أن مرت علي كل هذه السنين في سلام غير اني اللهم أطمع في مزيد فضلك ، فإبدلنا ربنا بهذا اليوم بما انت أهله و بما يحيطه يمنا و بركة و أدخل على قلبي تسامحا ليوم كرمته و أخترته فيه شهيدا لجنة رحمتك ربنا إنا لا نزكيه عندك فتقبله في زمرة الشهداء و الصديقين و أربط على قلوبنا حتى تجمعنا و أياه و كل أحبائنا عندك في جنة النعيم آمين يارب العالمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *