أخبار عاجلة

د.سيد نافع يكتب… “درجات الإيمان..”

يخطئ من يعتقد أن الدين الإسلامي غاية منتهاه أن يساوي الإنسان بين المادة والروح ، فإن هذا هو بداية الطريق وليس نهايته فإذا استوي عند الإنسان المادية والروحية صعب عليه الترقي في سلم الإيمان وصعب عليه أن يصل الي درجة الإحسان التي توصله الي حالة الإيثار ( وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) الحشر الآية 9 ، الدين جاء ليسمو الإنسان ويرتقي في اخلاقه ومعاملاته للملائكية ولا يتدني بماديته فيصل الي الحيوانية والشهوانية الشيطانية
الدين ما جاء إلا لتزكية النفس البشرية ولا يكون هذا إلا بالتخلص من عوائق المادة والمادية عن الدنيا كان يقول الرسول الأعظم مالي ومال الدنيا ما أنا فيها إلا كغريب أو عابر سبيل استظل بشجرة ثم قام وتركها ، عن الدنيا قال من عرف حقيقتها وفهمها لقارون ( وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) القصص – الآية 77 ، ففي زحمة عملك لآخرتك لا تنسي نصيبك من الدنيا فليس معني هذا ان تساوي بين عملك للدنيا بعملك للآخرة اجعلها مزرعتك للآخرة ، اجعل كل حياتك لله رب العالمين وليس مناسكك فقط ( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) الأنعام – الآية 162
ولابد ان نعرف أن الناس احوال فرب اشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم علي الله لأبره
من الناس من اعتمد علي عقله فاختار ، ومنهم من علم قصور عقله في معرفة تقلب الظروف والأحوال فاستخار بعد الاختيار ومنهم من اختار ألا يختار وسلم الأمر كاملاً وعلم أن في اختيار الله له الأفضل فرضي وسلم وعلم أن في التقدير تسهيل اختار أن يكون مسيراً لا مخيراً وعلم أن في ذلك النجاه لكن هذه درجة لا يطيقها إلا خاصة الخاصة وهم السابقون السابقون وليسوا أهل اليمين فقط بل تعدوهم اللهم اجعلنا منهم
( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ) الأحزاب – الآية 72 والأمانة هنا هي الاختيار اشفقت منها السموات والأرض والجبال وحملها الإنسان بعقله القاصر فظلم نفسه لجهله وقصور عقله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *