أخبار عاجلة

الكاتب والمخرج تامر جلهوم يكتب… ” لا تيأس..”

لا تيأس إذا تعثرت أقدامك وسقطت في حفرة واسعه فسوف تخرج منها و أنت أكثر تماسكاًوقوة والله مع الصابرين لا تحاول أن تعيد حساب الأمس وما خسرت فيه .
فالعمر حين تسقط أوراقه لن تعود مرة أخرى ولكن مع كل ربيع جديد سوف تنبت أوراق أخرى فأنظر إلى تلك الأوراق التي تغطي وجه السماء ودعك مما سقط على الأرض فقد صارت جزءاً منهاإذا كان الأمس ضاع فبين يديك اليوم وإذا كان اليوم سوف يجمع أوراقه ويرحل فلديك الغد لا تحزن على الأمس فهو لن يعود ولا تأسف على اليوم فهو راحل إننا أحياناً قد نعتاد الحزن حتى يصبح جزءاً منا ونصير جزءاً منه.
وفي بعض الأحيان تعتاد عين الإنسان على بعض الألوان ويفقد القدرة على أن يرى غيرها ولو أنه حاول أن يرى ما حوله لأكتشف أن اللون الأسود جميل ولكن الأبيض أجمل منه وأن لون السماء الرمادي يحرك المشاعر والخيال ولكن لون السماء أصفى في زرقته فأبحث عزيزى القارىء عن الصفاء ولو كان لحظة وأبحث عن الوفاء ولو كان متعباً وشاقاًوتمسك بخيوط الشمس حتى ولو كانت بعيده ولا تترك قلبك ومشاعرك وأيامك لأشياء ضاع زمانها إذا لم تجد من يسعدك فحاول أن تسعد نفسك وإذا لم تجد من يضيء لك قنديل فلا تبحث عن أخرأطفأه وإذا لم تجد من يغرس في أيامك ورده .
فلا تسع لمن غرس في قلبك سهماً ومضى أحياناً يغرقنا الحزن حتى نعتاد عليه .
وننسى أن في الحياة أشياء كثيرة يمكن أن تسعدناوأن حولنا وجوهاً كثيرة يمكن أن تضيء في ظلام أيامنا شمعة فأبحث عن قلب يمنحك الضوء ولا تترك نفسك رهينة لأحزان الليالي المظلمةولا تحزن إذا جاءك سهم قاتل من أقرب الناس إلى قلبك فسوف تجد من ينزع السهم ويعيد لك الحياة و الأبتسامه فلا تضع كل أحلامك في شخص واحد ولا تجعل رحلة عمرك وجهة شخص تحبه مهما كانت صفاته .
ولا تعتقد أن نهاية الأشياء هي نهاية العالم فليس الكون هو ما ترى عيناك.
ولا تنتظر حبيباً باعك وأنتظر ضوءاً جديداً يمكن أن يتسلل إلى قلبك الحزين فيعيد لأيامك البهجة ويعيد لقلبك نبضه الجميل ولا تحاول البحث عن حلم خذلك وحاول أن تجعل من حالة الإنكسار بداية حلم جديد لا تقف كثيراً على الأطلال خاصة إذا كانت الخفافيش قد سكنتها والأشباح عرفت طريقها وأبحث عن صوت عصفور يتسلل وراء الأفق مع ضوء صباح جديدلا تنظر إلى الأوراق التي تغير لونها وبهتت حروفها وتاهت سطورها بين الألم و الوحشه سوف تكتشف أن هذه السطور ليست أجمل ما كتبت وأن هذه الأوراق ليست أخر ما سطرت .
ويجب أن تفرق بين من وضع سطورك في عينيه ومن ألقى بها للرياح .
لم تكن هذه السطور مجرد كلام جميل عابرولكنها مشاعر قلب عاشتها حرفاً حرفاً .
ونبض إنسان حملها حلماً وإكتوى بنارها ألماً.
لا تكن مثل مالك الحزين هذا الطائر العجيب الذي يغني أجمل ألحانه وهو ينزف .
فلا شيء في الدنيا يستحق من دمك نقطة واحده .
إذا أغلقت الشتاء أبواب بيتك وحاصرتك تلال الجليد من كل مكان فأنتظر قدوم الربيع وأفتح نوافذك لنسمات الهواء النقي وأنظر بعيداً فسوف ترى أسراب الطيور وقد عادت تغني وسوف ترى الشمس وهي تلقي خيوطها الذهبيه فوق أغصان الشجر.
لتصنع لك عمراً جديداً وحلماً جديداً وقلباً جديداً وفى النهاية أحب أقول لك عزيزى القارىء كما قال الزعيم مصطفى كامل ((لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس))..((فأبتسم للحياة تبتسم لك الحياة )).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *