جريدة أحوال مصر
يجدر بالإعلام المصرى، وهو باعث القوة فى الراى العام، الا يعير الانتباه الى تلك الاحداث التى اقل ما توصف به (الخسة والجبن) ولا يعير انتباهه ايضا الى تقارير منحازة وغير حيادية مثل تقرير هيومان رايتس ووتش حول احداث رابعة والنهضة العام الماضى، فأين كانت تقاريرهم عن انتهاكات حقوق الانسان بل والبشرية جمعاء فيما يحدث فى فلسطين طيلة اكثر من 60 عاما وما يجرى فى العراق منذ اوائل التسعينيات وحتى اليوم (ذلك لأنهم يريدون بتقاريرهم هذه ان يجعلوا منا قضية، لنشغل انفسنا عن القضية. نحن لسنا قضية، بل نحن اصحاب قضية، والقضية هى ان نسترد الوطن)، لأن الأمم تقوم بثورات لتختصر الزمان لتصل الى ما هو أفضل لمستقبلها ومستقبل الأجيال القادمة وليس من أجل الثورة فى حد ذاتها. فلا تقل لى نحن فى ثورة او نحن عقب ثورة او نحن نتعافى من اثار الثورة (كل هذه اثار جانبية متوقعة). بل يجب ان ننظر الى ما حدث فى مصر من ثورات فى الاعوام الماضية وما تلاها خلال العام الماضى من قليل من الاضطرابات غير المؤثرة فى خارطة طريق مصر المستقبل لا مصر الماضى، على انة وقود يدفعنا الى الامام لا للخلف (كما يتشدق بعض الناس بقول ان الثورة كانت نقمة او مؤامرة على الشعب المصر الطيب)، لا والله ان ما حدث كان واجب الحدوث سواء فى يناير 2011 او فى يونيو 2013، وجرار عربة القطار يتجه للامام ولا يعود للخلف ابدا، فما فات قد مضى صفحة طويت ولن تعود. اعملوا لمصر ومن اجل مصر ومن اجل مستقبل الاجيال القادمة، فقد تأخرنا كثيرا، واعلم ايها الشعب العظيم ان اليوم الواحد لا يستطيع ان يشتمل على الظلام والنور معا اكثر من دقائق معدودات، وكذلك التاريخ لا يستطيع ان يحتمل الهدم والبناء فى مصر اكثر مما احتمل الاعوام القليلة الماضية وفى النهاية تباركت اللهم. أنه لا يقع فى هذا الكون إلا ما أردت أنت من غير التفات إلى ما يريده المتطيرون. حفظ الله مصر إلى يوم الدين.
