أخبار عاجلة

د. سيد نافع سليمان يكتب… ” ولباس التقوي ذلك خير…”

أحياناً يري النائم في نومه وكأنه يقف عارياً في الشارع ويحاول أدن يستر عورته ويقف في غاية الكسوف والخجل ولا ينقذه من هذا الموقف إلا الإستيقاظ من النوم ، وفي تفسير هذه الرؤية يقال أن الإنسان يشعر في قرارة نفسه أنه مذنب ومقصر في حق الناس وحق الله ، وهذه الرؤية يراها المسلم وغير المسلم وللمسلم خصوصية في التفسير حيث يكون الذنب والتقصير في حق الله وتكون لإسرافه علي نفسه في الملذات والشهوات وهي من مداخل ابليس اللعين واستجابته لوساوسه ونزغاتة ، وهذا ما حدث مع ابينا آدم عليه السلام وأمنا حواء فمن فرط احساسهم بالخجل والكسوف من الله بدا عرايا وتكشفت لهم سوأتهما عندما ذاقا من الشجرة التي حرمها عليهم ربهم ووقعوا في فخ ابليس اللعين ، ويروي لنا القرآن هذه القصة للعظة والعبرة
يقول تعالي فيما فعل ابليس بآدم وحواء من غواية ، ومحذراً بني آدم من تتبع خطوات الشيطان :-
( يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (27) ) الأعراف
فما معني ( يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا ) ؟ اللباس هنا هو التقوي ، يقول تعالي في الآية التي تسبقها ( يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26) ) فقد جعل الله تعالي في خلقتنا ثغرة ينفذ منها الشيطان الي النفس البشرية بما تشتهيه النفس من شهوات واتباع للهوي وسمي الله تعالي هذه الثغرة وهذا الفرج بالسوأة والعورة التي يجب أن تستر حتي لا ينفذ منها الشيطان ، وعندما يقول تعالي ( يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا ) المقصود باللباس هنا هو الدين الذي منه تقوي الله ، فالدين من كتاب وسنة يواري ويستر ويغلق منفذ الشيطان الي النفس وهو كالريش الذي يحمي الطائر من نفاذ البرودة والماء الي جسدة ، فكما ان اللباس والملابس تحمي وتقي الانسان والريش يحمي الطائر كذلك التقوي هي حماية الانسان من منافذ الشيطان …… هذا والله اعلم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *