محمد عبد المتعال.. ملك احتكار الإعلام المصري ينتقل إلى السيطرة السعودية

قصة تأسيس الحياة وكيف فرضت أمن الدولة أجندتها.. ومنعت رجال أعمال إخوان من المساهمة فيها

عبد المتعال رفع أجور الإعلاميين من مئات الألاف إلى ملايين الجنيهات فعانت دريم والمحور

منافسة شرسة بأيادى مصرية بين قطر والسعودية للسيطرة على الفضائيات المصرية

بدأ محمد عبد المتعال مدير عام قناة إم بي سي مصر حياته المهنية فى قنوات النيل المتخصصة، ومنها انتقل إلى شركة إيه أر تى السعودية، ثم انتقل إلى المحور ليسجل أول حضور له على الشاشات المصرية ببرنامج 90 دقيقة الذى اكتسب شعبية كبيرة بفضل الإعلامى معتز الدمرداش.. حتى لجأ إليه السيد البدوى خلال مرحلة تأسيس قناة الحياة، فتولى منصب مدير عام قناة الحياة التى تحولت على يديه إلى مجموعة قنوات أو شبكة إعلامية كما يحلو للبعض القول.

دخل محمد عبد المتعال قناة الحياة وهو يقدم رجل ويؤخر أخرى، وتعطل خروج القناة على الهواء عدة اشهر بسبب مشاركة عدد من رجال الأعمال الإخوان فيها، واضطر السيد البدوى للتضحية بهم بعد ذلك من أجل حلمه الإعلامى.

لكن المثير أن الحياة بدأت كقناة عامة، واهتمت بالمنوعات فى البداية، وحسب المعلومات المتوافرة، كانت مباحث أمن الدولة تراجع مع المسئوليين عن القناة كل برنامج قبل ظهوره على الشاشة، وأصبح لأمن الدولة اليد العليا فيمن سيظهر على قناة الحياة وما هى البرامج التى ستذاع، أو التى لن تغادر الأوراق التى كتبت عليها.

فى البداية حرص عبد المتعال أن يخطو خطوات بطيئة ومحسوبة فالجو السياسي فى مصر وقت ظهور الحياة كان ملبدا بالغيوم، لكن القناة استطاعت فى البدايات أن تشق طريقها وسط الكبار وأن تجد مساحة لها بعد قناتى دريم والمحور قبل أن تتخطاهما بعد ذلك فى نسب المشاهدة.

وبينما كانت الحياة تمضى فى طريقها لجأ عبد المتعال إلى سياسة الاحتكار الإعلامى، وبدأنا نسمع عن الملايين التى يجتذب بها نجوم الإعلام، وشهدت قنوات الحياة ظهور نخبة من الإعلاميين على قنواتها، مثل رولا خرسا التى تم التضحية بها بعد أن ترك زوجها عبد اللطيف المناوى موقعه المميز فى قطاع الأخبار بالتليفزيون المصري، ولحق بالوزير أنس الفقي.

كذلك تعاقد عبد المتعال مع الإعلامى معتز الدمرداش الذى ترك المحور لينضم للحياة.. كما تعاقدت الحياة أيضا مع عمرو أديب بعد أن توقفت شبكة أوربيت عن البث من القاهرة بسبب مشاكل مادية وخلافات سياسية.

قامت سياسة عبد المتعال فى الحياة على جذب كل نجوم الإعلام بمبالغ فلكية، ويقول العاملون فى سوق الفضائيات المصرية أن دخول عبد المتعال فى هذا السوق أدى إلى رفع أجور مقدمى البرامج من مئات الألاف من الجنيهات سنويا إلى ملايين الجنيهات.. وربما كان الهدف فى النهاية هو أن تتحكم قنوات الحياة فى الإعلام المصري نظرا لأن دخول القنوات الأخرى فى سوق الأجور العالية سيؤدى إلى إفلاسها.. وهو ما تعانى منه الآن قناتى دريم والمحور.. لكن ظهور سي بي سي بقوة استطاع أن يخلق حالة من التوازن فى سوق الإعلام المصري بعد أن نجحت سي بي سي فى مواجهة احتكار الحياة للإعلام الفضائي.