أخبار عاجلة

إبراهيم الصياد يكتب.. “إعلام مواجهة الإرهاب !!”

أثبت الحادث الإرهابى الأخير فى الكنيسة البطرسية بالعباسية أنه يجب إعادة النظر فى أمور كثيرة فى إدارة حياتنا اليومية من بينها الإعلام الذى يجب أن يصبح إعلاما مواجها للإرهاب وليس مروجا أو مساعدا له حتى لو كان عن جهل أو بحسن نية. 
ما لا شك فيه أنه تمت تغطية الحدث بشكل اعتقد أنه كان متابعا لتطوراته لحظة بلحظة فى كثير من القنوات الفضائية بما فيها التليفزيون المصرى الذى أعتقد أنه كان الاكثر موضوعية والتزاما بالقيم المهنية عند تغطية الأحداث غير المتوقعة، لكن لابد من الإشارة إلى ملاحظة أن فى مثل هذه المواقف غالبا ما تكون المعلومات شحيحة فى البداية، وبها نوع من التضارب، ولكن عندما تستقر الأمور فى التغطية بعد فترة زمنية وجيزة تتضح طبيعة الحدث ويتم التأكد من كل الأرقام والمعلومات التى تصدر عن الوسيلة الإعلامية أولا بأول قبل إذاعتها، وهنا يجب الحصول على الخبر من مصدره وتعدد المصادر قد يؤدى إلى تقاطع الأخبار وعدم صدقية بعضها ولهذا كل القنوات التى لم تلتزم بهذه القواعد المهنية كانت بعيدة عن التغطية الموضوعية للحدث أما التغطية اللاحقة التحليلية للحدث فقد تراوحت بين تعميق الجراح والتهليل والصراخ، وكلاهما خطأ لانه أصبح كل المتحدثين خبراء أمنيين. وبالتالى أى اجتهاد أو اعتماد على معلومات غير موثوق فى مصدرها سيؤدى إلى شكل من أشكال تضليل المتلقى، ولذلك التأخير فى نقل الحدث قد يكون غير مطلوب لكن المقبول التريث، وعدم نقل المعلومة إلا بعد تدقيقها وإعادة تدقيقها، ولهذا فالسرعة من أجل السبق بقدر ما تكون مطلوبة بقدر ما تحمل الكثير من المخاطر وعليه إذا كان يقبل من أى قناة الخطأ فى نقل المعلومة فلا يقبل ذلك على الإطلاق من التليفزيون الرسمى الذى يعتبر «الدقة» إحدى أهم القيم المهنية التى يجب أن يلتزم بها العاملون فيه لأن الجميع يأخذون عنه المعلومة التى من المفترض أن تكون صحيحة. 
عند تغطية الأحداث التى بهذا الشكل على جميع القنوات الفضائية أن توحد خطابها بشأن مواجهة الإرهاب، قد تكون المواجهة من خلال حملة قومية مستمرة يتم فيها ضبط مفردات هذا الخطاب ويا ليت البداية من التليفزيون المصرى الذى يعتبر عمود الخيمة للإعلام المصرى والمظلة الطبيعية لأبناء الوطن. تستهدف الحملة كشف منابع الإرهاب محليا وإقليميا ودوليا وفضح الذين يمولونه ودعوة الشعب المصرى للاحتشاد فى مواجهته، بالتأكيد أن الحرب ضده ليست أمنية فقط إنما هى فكرية بالدرجة الأولى ولهذا من يتصدى للأفكار المغلوطة يجب أن يكون جاهزا لهذه المهمة حيث دحض أفكار الإرهاب وتفنيد حججه وتعرية مواقفه مهمة لا تقل أهمية عن المواجهة الأمنية. ومن خلال متابعاتى لردود الفعل بعد حادث الكنيسة وجدت خطابين فى الإعلام المصرى، كلاهما غير مهنى أحدهما يطبل ويهلل ويولول ويتوعد والآخر يشق الصف ويفتعل الاختلاف ويعمق الجرح ولا يعالجه أو يوقف نزيفه، وقلما شاهدت معالجة موضوعية. إذًا ما هو الخطاب المتسق مع الحالة التى نعيشها؟.. نناقش الفكر بالفكر ونواجه بصدق أسباب ما نحن فيه، خاصة الخطاب الدينى الذى يجب أن يكون حاسما فى إدانة الإرهاب وكشف زيف دعواه لأن العمليات الإرهابية فى الأسبوع الماضى وجهت رسالة واضحة أن دور العبادة مستهدفة أليس هذا ما يدعو إلى فضح ممنهج لمخططهم الآثم؟!. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *