هل التنمية البشرية هي كيف تحدد هدفك في الحياة والمثابرة والجهد لتحقيقة فقط ؟
هل التنمية البشرية هي كيفية قبول النفس كما هي والرضاء التام عنها فقط ؟
هل التنمية البشرية هي التخلص من الطاقة السلبية وتعظيم الطاقات الإجابية في النفس البشرية فقط ؟
هل التنمية البشرية هي كيفية تقسيم الوقت وتعظيم الاستفادة منه واستثمارة فكما يقولون الوقت مال ؟
كل هذه جوانب مهمة لكن الأهم هو نوعية ومشروعية الهدف ومشوعية تحقيقة في اطار من احترام القيم والمبادئ ومراعاة الضوابط والإلتزامات الإجتماعية ، ومعرفة كيفية التخلص من الطاقات السلبية بمعرفة أسبابها وبالتالي سهولة العلاج وابدالها بالطاقات الإيجابية ففي النفس البشرية قوي كامنة يمكنها أن تحقق المعجزات في زمن غياب المعجزات
فكرة التنمية البشرية في أساس هي عملية اقتصادية بحته فعلماء الاقتصاد رؤوا حتمية الاستثمار في العنصر البشري لأنه أحد جناحي عملية الانتاج التي تقوم علي قاعدتين الأولي وهي رأس المال والقاعدة الثانية هي العنصر البشر فكل استثمار في العنصر البشري هو دعم لعملية الانتاج ، لذلك جاءت فكرة التنمية البشرية للارتقاء النوعي بمستوعي العنصر البشري الذي هو في الأساس الجناح الأهم في عملية الانتاج وبالتالي القيمة المضافة والنمو الاقتصادي ، وبالتالي كانت البرامج والدورات والكورسات للتدريب والتثقيف وخلق نماذج من البشر قادرة علي الابتكار والابداع والاهتمام بنوعية الانتاج التي يحقق أعلي دخل وهو مجال التكنولوجيا المعلوماتية وسبل التواصل وكذلك تكنولوجيا النانو والتكنولوجيا الحيوية كل ذلك من مجالات وغيرها تحقق الفائض والنمو الاقتصادي المطلوب ، ثم جاء منظري التنمية البشرية وادخلوها في الحياة اليومية العادية ووضعوا لها البرامج لتغيير ثقافة المجتمعات وانماط البشر بما يتفق مع المنظور الغربي ولم يستطيعوا تطويره ليخدم المجتمعات الشرقية بمفاهيمها وقيمها المختلفة
* المدخل الصحيح لعلم التنمية البشرية هو علم النفس ، فلكي نحدث تنمية حقيقية واستثمار حقيقي في البشر يجب أن نفهم النفس البشرية فهماً صحيحاً وواعياً حتي تكون التنمية صحيحة ومستدامة
وعلم النفس أساسه هو علم دراسة السلوك البشري ، ولكي نفهم السلوك لابد أن نفهم المسئول الحقيقي عن السلوك البشري وأقسام هذا السلوك من حيث الإرادة والتلقائية ومن حيث الفطرة والغريزة والعقل ، ولابد أن نفهم العلاقة بين النفس والروح ، لكي نفهم فلسفة وأسباب اختلاف البشر
*البشر من حيث تكوينهم ينقسموا الي ثلاث أقسام
قسم يغلب عليه المادية حتي في الفكر والعلوم وهو ما يطلق عليه مادي
وقسم يغلب عليه الروحانية
والقسم الثالث هو الذي يتساوي عنده القسمان ،
ولنلحظ أن هذا هو نفس تقسيم القلوب في البشر فهناك القلب اليابس الميت وهنااك القلب الصحيح السليم وهناك القلب المريض الذي به علة تمنعه من السلامة ونصيب من ايمان وترفعة درجة عن القلب اليابس الميت وهو في النهاية يصير الي الأقرب إما الي السلامة والصحة وإما الي الموت والهلاك
* الماديون لا يؤمنون إلا بالدليل المادي المحسوس الذي يدخل في نطاق أعضاء وآلات الحس ، الحياة عندهم مادة ، العقل عندهم دماغ ويغفلون دور القلب وهم ما يطلق عليهم أهل الظاهر والمادية المطلقة هي أقرب طريق للإلحاد والكفر لأنهم لا يؤمنوم بالغيب والغريب أن من هذا القسم تجد علماء في الدين وعلماؤهم من علماء الظاهر وتجد هذا الشق في المتدينين ايضاً وغالياً ما يأخذوا بظاهر النص ولا يقبلوا الفهم العميق للنص ومن هنا يأتي الاستدلال بالنصوص في غير موضعها ولي عنق النص ليتماشي مع فهمه هو ومن هنا جاءت الفرق المتشددة التي تتحدث باسم الدين وهم في الحقيقة أبعد ما يكون عن فهم الدين ، وعن الماديين يقول تعالي ( وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آَيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118) البقرة
لاحظوا تشابهت قلوبهم لمن اتفقوا في الرأي والفهم وقالوا نفس المقولة واعتقدوا نفس الفكر
ما علاقة الروح بالقلب ؟
الروح تأخذ صورة الجسد وهي في كامل الجسد لكن منبعها ومركزها القلب يقول
تعالي ( وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر ) ويقول في موضع آخر ( فلولا إذا بلغت الحلقوم ) والمقصود في كلا الموضعين الروح ، ولكون الروح منبعها ومركزها القلب كان القلب هو الوعاء الحقيقي للعقل قال تعالي ( أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور )
ومع تغيير القلب تتغير شخصية الإنسان ولا يعني هذا تغيير روحة ولكن للقلب المنقول اتصال بصاحبة بالتالي يشعر الانسان المنقول له القلب بأن انسان آخر يشاركه حياته ، أما
قضية الضمير فهذا تعبير عن حياة القلب وصلاحة وموطنه القلب ايضا
( فتشابه القلوب يعني تشابه الأروح لأن للروح علاقة خاصة بالقلب فالقلب هو
منبع الروح ومركزها فعندما يقول تعالي تشابهت قلوبوهم نفهم منها تشابهت
أرواحهم وتشابهت عقولهم وطريقة تفكيرهم ، فمن كان فكره مادي فقط فهو يفتقر
الي العلم الحقيقي والصحيح ، لذلك قال عنهم رب العزة تبارك وتعالي ( وقال الذين لا يعلمون )
ما علاقة الروح بالحياة ؟
ليست الحياة مرتبطة بالروح فهناك حياة بلا روح كحياة النبات وحياة الجنين في بطن
الأم خلال الاربع شهور الأولي من الحمل ، لكن للروح شأن آخر في الكائن
الحي كالحيوان والانسان واضافتها له تضيف المشاعر والأحاسيس وكذلك العقل
* أما الروحانيين فيدركون دور القلب في العقل ولا يغفلون دور الذهن ( الدماغ ) كمكون مادي بيولوجي للعقل ، ويؤمنون بعالم ما وراء المادة والحس ( الميتافيزيقا ) وهو بالنسبة اليهم كعالم الحس تماماً لأن عقلهم في قلوبهم .
وهذين القسمين المادي والروحاني يوجدون في كل الفصائل لكن القسم الاول تجده في اصحاب الفصائل A- AB بنسبة كبيرة وقلة من اصحاب الفصائل B – O ، والعكس صحيح بالنسبة للروحانيين ،
فالقسم الأول هم الماديين والقسم الثاني هم القلبيين ( الروحانيين ) والقسم الثالث ما تساوت فيه المادية بالروحانية ، وكلمة السر هنا هي الأسباب ( المادة ) ، فهناك من تأخذه الدعوة بالأخذ بالأسباب الي نسيان المسبب والاعتماد علي الأسباب وان تذكر المسبب ( الله ) فلا يتجاوز الأمر لسانه لذلك قد يدخل في خصومة وعناد مع الأسباب ( البشر ) وهناك من يعلم علم اليقين أن الأسباب لا تعمل إلا وفق ارادة المسبب وهو الله تبارك وتعالي
فيكون اعتماده القلبي الحقيقي علي المسبب وإن خذلته الأسباب لا يتسخط عليها
ولكن يتلمس الأعذار ويعاود الكرة برفق وتؤده ويراجع نفسه ويعلم أن في المنع قد يكون الخير كل الخير .
كيف توصلت أنا الي العلاقة بين الفصيلة والشخصية ؟
من خلال التجربة ونتيجة لفهمي لاتصال الروح بالدم وعلاقة الروح بالعقل
وعلاقة العقل بالسلوك والاتجاهات والافكار وجدت أن هناك علاقة بين فصيلة
الدم والطباع والشخصية والسلوك .
وما يستفاد من معرفة العلاقة بين الفصيلة والشخصية ؟
* يستفاد من فهم العلاقة بين الفصيلة والشخصية في مجالات عده أهمها في الزواج علي أساس
1- كلما كان الزوجين من نفس الفصيلة كانت نسبة النجاح في الحياة الزوجية أكبر بكثير قد تصل لحوالي تسعين بالمائة
2- هناك فصائل مختلفة تتوافق مع الأخري بشكل كبير تصل ايضا لحوالي التسعين
بالمائة فمثلاً تتوافق الفصائل A— AB ، وكذلك التوافق الكبير بين
الفصائل B — O ، والسر في استقرار الحياة الزوجية يرجع للتوافق النفسي
الروحي وبالتالي الطباع والاتجاهات والافكار
فأصحاب الفصائل B– O
يتلاقون ويتوافقون فى الأغلب مع بعضهم ولا يتفقون ويتوافقون في كثير من
الأحيان مع الفصائل A—– AB وهذا ليس على وجه الإطلاق ولكن في الأغلب
والأعم ، فبالتجربة والتدقيق وجد أن الإدراك القلبي له علاقة بفصيلة الدم
وهو كالاتى :
90 ٪ من الفصيلة B
80 ٪ من الفصيلة O
20 ٪ من الفصيلة AB
10 ٪ من الفصيلة A ، والنسب الأخرى يكون إدراكها ذهني أي مادي ودور
العاطفة والقلب عنده يكون قليل وربما معدوم والمدخل إلى اليهم هو من جهة
الذهن أي المادة وحساباتهم مادية قاسية وهم كالآتى :
90 ٪ من الفصيلة A
80 ٪ من الفصيلة AB
20 ٪ من الفصيلة O
10 ٪ من الفصيلة B فالأصل في الإدراك القلبي يكون فى الفصائل O — B والأصل في الإدراك الذهني يكون فى الفصائل AB , A .
* كذلك يستفاد منها في التوظيف وملاءمة طبيعة العمل فمثلا تجد اكثر
المحاسبين ورجال الاقتصاد من اصحاب الفصائل A — AB ، وعالبية المبدعين
والمفكريين في كافة العلوم من الفصائل B — O
* تساعدنا هذه الرؤية في
فهم الذات حيث أن الإنسان ليس مجرد مادة وجينات فقط كما يعتقد الكثيرين ،
وانما جوهر الإنسان هو الأهم وهو الروح وهو الجانب الغائب في علومنا
المادية المعاصرة وهو الذي يصبغ الإنسان بشخصيته التي تمثل افكاره
واتجاهاته وميوله وأحاسيسه ومشاعره ومعتقداته وخبراته الحياتية وكلها تعتمد
في الأساس علي جوهر الإنسان الذي يكون وجدانه وعقله الباطن .
وروي عن رسول الله (صلي الله عليه و سلم ) قولة :- ﴿القلوب بين إصبعين من أصابع
الرحمن يقلبهم كيف يشاء ﴾. فمن هنا تجد أغلب أصحاب الفصيلة B,O إدراكهم
قلبي و النسبة المتبقية إدراكهم ذهني وهذا هو التقليب .
ومعني قلبي أي روحاني ومعني ذهني أي مادي
جريدة أحوال مصر
