أخبار عاجلة

“الإهمال” عنوان مستشفى بلبيس العام و “مقبره للموتى “

مسلسل مستمر لطالما تعودنا على حلقاته المشئومه حيث الإهمال التى تعانى منه مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية ، فبعد أزمة القمامة التى أصبحت بصمة فى كل شارع ، ومدخل كل قرية ، والصرف الصحى الذى تسبح فيه المدينة ، والقرى التابعة لها ، والمرور الذى يخنق شوارعها ، نجد مستشفى بلبيس العام خارج نطاق الخدمة .

فكان لزاما علينا أن نتوجه إلى مستشفى بلبيس العام ، ونرصد كل ما تعانيه من إهمال ، فحدث و لا حرج .

فتوجهنا إلى قسم العناية المركزة المتواضعة للغاية ، التى توجد بها كارثة حقيقية ،ورغم أن المستشفى تخدم حوالى “700” ألف نسمة ، لكن يوجد عجز فى الأجهزة ، وعجز بطاقم التمريض المكلف بتشغيل الغرفة ، وأن الأجهزة الموجودة غير صالحة للاستخدام الطبي و تقل كفاءة عن الأجهزة الطبية الحديثة المتطورة ، والكارثة تكمن فى وجود حالات خطيرة من المرضى ، تتطلب دخول غرفة العناية المركزة لكن بسبب العجز الواضح يتم تحويل الحالات إلى مستشفيات الزقازيق الجامعى والأحرار العام بمدينة الزقازيق .

إضافة أن عندما تمر أمام العناية المركزة تجد أفراد زيارات المرضى بالعناية يجلسون على الأرض أمامها فى مشهد سيىء وكان المنظر الأكثر أسفا هو دورة المياه المقابلة لغرف المرضى التى ينبعث منها روائح كريهة مما جعل الروائح الكريهه تطغى على المكان وتصيب المترددين علية بالغثيان وتزيد من سوء أحوال المرضى وتعجل بوفاتهم .

فتوجهنا بعد ذلك الى قسم الحضانات وتوضح لنا بنقص كبير بالحضانات وذلك يهدد حياة المواليد المبتسرين, واصبح كابوس مخيف يساهم في زيادة حيرة ومعاناة العديد من محدودي الدخل في المستشفيات، خاصة الحكومية التي أصبحت طاردة للأطفال المبتسرين كما أكتشفنا عطل بموتور الكهرباء بحجرة الحضانات التى قد تعرض الأطفال للموت المفاجئ حيال قطع الكهرباء، بالإضافة إلى عدم وجود خزان مياه.

ثم توجهنا الى أمام وحدة الغسيل الكلوي التى يجلس عشرات المرضى في انتظار دورهم, وتحدثنا مع محمد علوان جميل أحد المرض وقال أتعرض يوميا للموت بسبب الإهمال وإنقطاع الكهرباء وتوقف الأجهزة علاوة على المعاملة السيئة من إدارة المستشفى ونقص الإمكانات ،وفال سمير الصعيدى إحد مرضى الكلى، منذ دخلت فى دوامة الغسيل الكلوى، نعانى من نقص أجهزة الغسيل الكلوى، التى حتى وإن توافرت نجدها بعد حدوث مضاعفات لنا، فلا بد من أن توفر لنا الدولة بديلا يمكن من خلاله أن نحصل على الغسيل دون أن نتعرض للعذاب قبله.

وتحدثنا مع غحدى الممرضات التى تعمل بوحدة الكلى رفضت ذكر إسمها ،حيث قالت إن الأجهزة الموجودة بوحدة الغسيل قديمة جداّ ، ولا يتم عمل لها صيانة إلا قليلا وأضافت يوجد تقاعس بأدارة المستشفى عن القيام بواجباتها وإنشغال الاطباء العاملين به بمصالحهم الشخصية وعياداتهم الخاصة ،وهو ما إنعكس على الحالة المزرية التى بات عليها المستشفى هذه الايام، فلا أدوية، ولا رعاية صحية للمواطنين ، ونادرا ما يتواجد طبيب فى الاستقبال وعلى المريض الذى يغامر بدخول المستشفى أن يشترى من ماله الخاص أدويته من الصيدليات ولا يعرف احداّ اين تذهب الادوية التى تخصصها الدولة لمستشفى .

وتحدثنا مع طبيب أخصائي جراحة رفض ذكر إسمه أن المستشفي غير مؤهل لتقديم أي خدمة طبية للمريض فعلي سبيل المثال يتم شراء العلاج من خارج المستشفي وغرف العمليات والعناية المركزة غير مجهزة طبيا وكثير من المرضي ماتوا نتيجة الإهمال داخل هذه الغرف وقال إن وحدة الاستقبال خالية من المستلزمات الطبية التي يحتاجها الأطباء لإجراء الجراحات الفورية وإذا وجدت بعض أدوات الإسعافات الأولية فإنه من الصعوبة الاستفادة منها حتي يسمح مندوب الصرف بإستخدامها ولم يعد يعني المسئولين عن إدارة المستشفي إلا التوقيع في دفتر الحضور والإنصراف.

خلاصة القول أننا رصدنا مقبرة للموتى لا مستشفى تسعف البشر .. فهل ستظل حكومتنا تدير وجهها عنا ؟ من المسئول يامدير المستشفى عن هذا التقصير والإهمال الذى لايدفع ثمنه سوى المواطن الغلبان ، نطلب من السيد وكيل الصحة بالشرقية بمحاسبة المقصرين و أن يمر على المستشفى و يرى تلك الفضائح ، كما نتوجه للسيد محافظ الشرقية بإعطاء إهتمام لمستشفى بلبيس العام و محاسبة المقصرين ، و نتوجه للسيد وزير الصحة ، إلى متى سيظل مستشفى بلبيس العام بتلك الصورة السيئة ؟!.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *