ابراهيم الصياد

إبراهيم الصياد يكتب… متحف مدام توسو مصر !

مسقط راسي بورسعيد مدينة مصرية تعانق البحر المتوسط وهي بوابة مصر الشمالية ومدخل قناة السويس!
للمدينة التي توصف بالباسلة قصة تحكي انه كان بها متحف مقام على أرض ضمن حرم المجرى الملاحي للقناة أرض بحكم التاريخ والجغرافيا تعتبر أرضا استراتيجية وفجأة منذ سنوات قرروا هدم المتحف واعادة بنائه لكن ارتأى البعض (تصقيع) الأرض التي يقال انها أصلا مملوكة لهيئة قناة السويس بدليل ان محافظة بورسعيد انكرت مؤخرا علاقتها بالارض الواقعة داخل كردون المحافظة !
مايعنينا ان مالك الأرض مهما كان من هو قرر بيعها لشركة عقارات كي تبني عليها ابراجا سكنيه تباع وحداتها بحد ادنى 10 مليون جنيه رغم ان خبراء قدروا سعر المتر بربع مليون جنيه وإن كنت انا مقتنع ان هذه الأرض لاتقدر بثمن مثلها مثل أرض الاهرام والمعابد الأثرية في الكرنك وابوسمبل ! وتخيلت نفسي على ظهر سفينة قادمه من المتوسط ماذا ارى أول شيء من مصر ؟
في هذه الحالة للاسف لن ارى سوى كتل اسمنتية والعقل والمنطق يقول يجب ان ارى من الغاطس أو عند مغادرة قناة السويس ارى ( مصر ) !
لكن البائع وجد انه افيد بكثير التخلي عن الأرض بدلا من بناء متحف يحوي اثارا ( لا تسمن ولا تغني من جوع) هكذا تصور !
والسؤال هل من اجل حفنة جنيهات نبيع الأصل ونفرط في الأرض ونقهر الموروث التاريخي بهذا الشكل لمنطقة قدمت لمصر صفحات من النضال سطرت بمداد من دم الشهداء !
كنت ارجو ان نفكر قليلا ونحسبها صح وندرس جدوى المشروع قبل الأقدام على تنفيذه
ونضع أمام ناظرينا رؤية تتساءل ايهما افيد بيع الأرض ام استثمارها ؟
أقول بيع الأصول تفريط واستثمار الأرض دون بيعها تفكير بعيد النظر يستفيد من امكاناتها !
وكان بالاحرى تشكيل فريق عمل من خبراء السياحة والاثار والتخطيط العمراني والأمن القومي واساتذة التاريخ يبحث وينقب ويقدم بدائل استغلال الأرض دون التفريط فيها فليس معنى استغلال الأرض عودة المتحف وكفى بل نريد افكارا غير تقليدية تحول المنطقة الى بانوراما ثقافيةو سياحية واثرية وتقدم فعاليات عائدها حضاري وفي الوقت نفسه فتح المشروع للاستثمار لجلب عوائد مالية اتصور انها تفوق العائد المحدود الذي سيجلبه بيع أرض المتحف
وسوف اضرب لكم مثلا وهو متحف مدام توسو في لندن الذي يعدّ مقصداً رئيسيا للسياح القادمين إلى العاصمة البريطانية ، والسّبب هو أنّه متحفٌ غريبٌ نوعاً ما ومختلِف عن غيره، فهو مختص بعرض المنحوتات المصنوعة من مادّة الشّمع. ويحتوي على مجسّمات بحجم الإنسان الطّبيعي للكثير من مشاهير العالم من ممثّلين سينمائيين وملوك ومشاهير الرّياضة أما العائد المادي اكبر عشرات المرات من لو بنوا على ارضه ابراجا سكنية وكثير من دول العالم بنت لديها متاحف شبيهه ولهذا اقترح انشاء متحف مدام توسو مصر في أرض متحف بورسعيد القومي
Ibrahim
Ibrahim Elsayyad
في النهاية اقول …. نحن لا ندافع عن أرض المتحف فقط بل ندافع عن كل حرم المجرى الملاحي لقناة السويس وفي اطاره نعيد بناء متحف بورسعيد القومي ونقيم مشروعات على غرار متحف مدام توسو وغيره تغطي التكلفة الاستثمارية ويزيد عنها لصالح التنمية المستدامة لمنطقة القناة ولعلي اتساءل الا تدخل أرض المتحف ضمن الجهة المختصة بالتنمية الاقتصادية لمنطقة قناة السويس ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *