الاعلامي... أيمن عدلي

‏‎أيمن عدلي يكتب… شبكات المحول

كنوز الوطن

الأصل فى المحمول أنه يضمن توافر خدمة الإتصال فى أى وقت ومكان، الشبكة متاحة وقوية بما يضمن أن يتم الإتصال، وهذا هو الموجود فى كل العالم لكن الشبكة فى مصر عكس ذلك تماماً، لا تكتمل مكالمة، وإن اكتملت فبدون وضوح، تشعر وكأنك تتحدث فى منطقة تشويش، أو وسط البحر الذى تخترق أصواته اذنك، لا ننكر أن مصر شهدت الفترة الماضية طفرة كبيرة في مجال الإنترنت والإتصالات المتقدمة ورقمنة الدولة في كل القطاعات الحكومية ونلمس هذا خلال معاملتنا اليومية في جميع الهيئات، في الصحة والتموين والمرور والسجل المدني والخدمات الإليكترونية التى تم استحداثها فى أغلب القطاعات وهذا طبعا يحسب في المقام الأول للقيادة السياسية التى لم تدخر جهداً فى سبيل تطوير والإرتقاء بمستوى الخدمات التى تقدم للمواطن، لكن المعاناة التى نواجهها مع خدمات المحمول أصبحت كثيرة وصعبة والغريب أن هناك جهاز لتنظيم الإتصالات المفترض أنه مسئول عن حماية حقوقنا كمستهلكين فى الحصول على خدمة متميزة، لكن يبدو أن الجهاز يفهم مهمته خطأ ويتعامل بإعتباره مسئول عن حماية شركات المحمول، التى لا ترى سوى حقوقها وابتداع افكار ووسائل جديدة كل يوم لنهب اموالنا تحت مسمى الباقات التى تحمل أسماء واشكال والوان مبهرة ومغرية لكنها فى الحقيقة وهم كبير، نكتشفه مع أول اتصال، مثلما نكتشف أننا ندفع ليس لنحصل على خدمة الإتصال كما فى كل بلاد العالم، وإنما ندفع لنمول إعلانات لكبار النجوم بالملايين ونصيبنا نحن أن نعانى، نشكو فنسمع حجج ومبررات ووعود بأنه سيتم معالجة الأمر ورغم ذلك الخدمة تسوء يوم بعد الأخر، ومعها تزيد التكلفة، والأخطر أن هناك مناطق خدمة المحمول موجودة فيها بعض الوقت وكل متصل وحظه، وهذه المناطق ليست فى الريف أو فى مناطق حدودية نائية وإنما فى قلب القاهرة الكبرى، مناطق كاملة لا تستطيع فيها أن تجرى مكالمة أو تتلقى إتصال، مثل الطريق السياحي الجديد والدائري الأوسطي الذي لا تغطي فيه الشبكات معظم الأماكن وهو ما يجعل الناس يتساءلون .. أين مراكز الإرسال التى تقوم شركات المحمول بتركيبها في هذه الاماكن المهمة.

والسؤال.. إذا كان هذا هو الوضع فى أماكن كثيرة في القاهرة فماذا عن المحافظات الاقليمية والقرى والنجوع، طبعاً الإجابة معروفة ويمكن أن نسمعها من أهل هذه المناطق أو من يزورونها فى المناسبات والأعياد فيجدوا انفسهم فى عزلة إجبارية عن العالم، يمكن أن نضرب مثال بحدائق الأهرام القريبة من أهرامات الجيزة وعلى طريق الواحات فرغم التطوير الضخم الذى تشهده المنطقة لا يوجد في معظمها أي شبكة وإذا اردت أن تتحدث في التليفون فعليك اما أن تذهب إلى شارع الجيش أو طريق الواحات او أن تشترى مقوي شبكات إذا كنت من اصحاب الدخول الكبيرة أو أن تجمع المكالمات وتردها بعد إن تخرج من حدائق الأهرام ، والبديل الاخر كان مشروع الفيبر ولكن عندما تذهب لمسؤول سنترال الرماية والمسؤول عن الخدمة الارضية في هذه المنطقة تجد رد السيد مدير السنترال كما كان يقال في السابق “فوت علينا بكرة ” وحجته أنهم لا يعلمون متى ينتهى مشروع الفيبر.

‏‎أناشد وزير الإتصالات بسرعة التحرك ومحاسبة رؤساء شركات المحمول على ما تشهده الشبكة من كوارث والاهتمام بتقوية الشبكات في كل محافظات مصر لأن المواطن لا يدفع قليلاً ويجب أن يجد خدمة جيدة. وثانياً أتمنى أن تكون هناك تعليمات لمسئولي السنترالات بحسن معاملة المواطن وايجاد حلول مرضية،
‏‎وأن يتفهموا أن خدمة المحمول أن تعد رفاهية بل ضرورة يمكن بدونها أن تتعطل مصالح كثيرة للناس.
أتمنى رد قريب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *