أخبار عاجلة

مأساة قرية ( أبو النرش بأشمون منوفية )


ان قرى المحافظات هى اهم من المدن فى بعض المجالات التى تتحكم فى اقتصاد الوطن ومنها على سبيل المثال : الزراعة حيث ان اغلب القرى اكبر نسبة من مساحتها اراضى زراعية ويزرع فيها جميع المحاصيل التى تحتاجه المدن والتى يتم تصديره الى الخارج وللاسف لا اهتمام من قبل الزراعة او الوحدات المحلية او اى احد من المسئولين تجاه هذه القرى واصبحت بعيدة كل البعد عن حساباتهم واختصاصاتهم ، وكأن تركيزهم فقط انحصر على العمل بالمدن لاظهار ما يمكن إظهاره مما يعتبروه انجاز لهم 
قرية أبو النرش تقع بمدينة أشمون محافظة المنوفية و هى تختلف عن الكثير من قرى الجمهورية التى تعانى من قلة الخدمات وعدم الاهتمام بها لانها تعانى من عدم الخدمات نهائيا حيث يبلغ تعداد سكانها اكثر من 25 الف نسمة وهى مسقط راس قرى اخرى متفرعة منها مثل ( العمدة – جورج عيد – الـ17 – محسن – الهيش ) وغيرهم من القرى الصغيرة ايضا 
هذه القرية تفتقر الى عدم وجود مدرسة تأوى اكثر من 3 الاف تلميذ بالمرحلتين الابتدائية والاعدادية وتفتقر ايضا الى طرق ممهدة والاخطر من ذلك انه لا يوجد بها وحدة صحية ولا حتى سيارة اسعاف تنقذ اى شخص يتعرض لحادث او لمرض مفاجئ يهدد حياته وتفتقر ايضا عدم وجود قوة امنية للحد من حالات البلطجة والسرقة التى تحدث بمداخل القرية وايضا تعانى من تلوث المياة رغم انها على حافة نهر النيل فرع رشيد .
ويقول الاستاذ/ عبد العزيز عبد السلام احد ابناء القرية : ان عدد تلاميذ القرية يتراوح ما بين 2500 الى 3500 تلميذ بالابتدائى والاعدادى والمسافة بين القرية واقرب مدرسة اكثر من 5 كيلوا متر يمشيها الاطفال ذهابا وايابا يوميا مما يعرضهم الى اخطار الطريق وحالات البلطجة وبالاخص الطالبات ، مما جعل بعض الاهالى يمنعون اولادهم بالالتحاق بالدراسة خوفا عليهم وهذا يؤدى الى زيادة نسبة الامية بالقرية 
واضاف عبد السلام : لقد قمنا بتجميع اموالا من اهالى القرية واشترينا قطعة ارض 9 قراريط وتبرعنا بها لكى نقوم ببناء المدرسة وللاسف تم رفض الطلب بحجة انها ارض زراعية وللعلم انه لا يوجد بالقرية اراضى املاك دولة او اوقاف لكى يستطيع ايجاد البديل لهذه الارض وان لم يتم استغلال هذه الارض لغرض المدرسة سوف تتحول الى بناء منازل لانها لم تعد صالحة للزراعة
ويقول ربيع عبد الهادى من ابناء القرية : ان الاطفال منهم من يذهب الى المدرسة مشيا على الاقدام لمسافة اكثر من 5 كيلوا متر يوميا ذهابا وايابا بمقدار 10 كيلوا متر ( فهل يعقل ان يمشى اطفال فى عمر الزهور كل هذه المسافة فى عز البرد و ايضا تحت حرارة الشمس فى فصل الصيف ولا يرحمهم اى مسئول ومنهم من يركب سيارة نصف نقل التى تقوم بتحميل اكثر من 50 طفل فى المرة الواحدة ولقد وقع اكثر من حادث للاطفال ويحدث ذلك لاكثر من 3 او 4 اطفال سنويا بالعجز ولدينا حالات كثيرة ومن بعض الاطفال من قام بتركيب شرائح فى زراعة او قدمية ، ولقد اشتكينا كثيرا لجميع المسئولين ولم يستجيب لنا احد
وتقول الحاجة ام نبيلة : اننى لدى 6 بنات فى عمر الشباب ومنهم من يعمل فى القاهرة واكون منتظرة فى قلق وخوف يوميا لحين عودتهم من العمل بسبب كثرة حالات البلطجة والسرقة والخطف بمداخل القرية لانه لا يوجد قوة تامينية او حتى غفير يبلغ عن اى مشتبه به وقدما الكثير من الشكاوى ولكن لا مجيب ولا مغيث سوى الله عز وجل 
ويضيف لنا الحاج رجب عبد القادر : اننى قمت بمنع ابنى من الالتحاق بالمدرسة هذا العام خوفا عليه من الحوادث المتكررة على الطرق واعمال البلطجة والسرقة التى انتشرت بصورة كبيرة هذه الايام واننى لست الوحيد الذى فعل هذا بل هناك الكثير من الاهالى ايضا منعوا اطفالهم 
ويضيف ايضا : بالرغم من كثرة الحوادث التى تصيب اطفالنا الا انه لا يوجد ايضا وحدة صحية او سيارة اسعاف لانقاذ اى مصاب حياته معرضه للانتهاء فى لحظة 
ويتساءل الحاج رجب ( كيف يحاربون الامية وهم يجعلوا ابنائنا يعانون ويتعرضون للحوادث يوميا للذهاب الى مدارسهم ، كيف نأمن عليهم طالما هم ليسوا فى حسابات المسئولين )
ويذكر لنا جمعة معوض من اهالى القرية : اننا نعانى من انعدام الخدمات بالقرية ولا نعرف لماذا لا يهتم بنا المسئولين ولا يوفرن لنا مدارس للتعليم او وحدة صحية وحتى الطرق غير ممهدة رغم اننا علمنا انه قد اتى اعتماد للمحافظة ب9 مليون جنية لرصف طريق القرية ولم يتم حتى الان ولقد قمنا بانشاء مطب صناعى بمدخل القرية لحماية ابنائنا من الحوادث ولكنه يهدم اكثر من مرة 
ويضيف معوض اننا هنا ايضا نعانى من تلوث المياة التى تاتى لنا بالامراض واغلب سكان القرية لديهم مرض التيفود بسبب المياة الملوثة رغم اننا على حافة نهر النيل فرع رشيد ولذا يلجأ اغلب السكان الى مياة الطلمبات فمن العجيب اننا ذاهبين الى عام 2014 ونستخدم مياة الطلمبات حتى الان !! 
ويضيف لنا الدكتور علاء عبد ربه : كيف يعقل ان قوم الاطفال بالذهاب الى مدارسهم مشيا لمسافة ما بين 5 الى 6 كيلوا متر فى هذا البرد الشديد وايضا تحت حرارة الشمس الشديدة فى الصيف ولدينا العديد من الاطفال المصابين باصابات خطيرة بسبب حوادث الطرق 
وأضاف أيضا : انالقرية ليست بها صرف صحى ايضا مما يتسبب فى الكثير من الأمراض الخطيرة بين الاهالى وان شبكة المياه الموجودة متهالكة ولا تصلح للاستخدام ولا احد من المسئولين يتحرك لانقاذ اهالى القرية رغم تقديمنا للعديد من الشكاوى ولكن المسئولين لم يكلفوا انفسهم للنظر لاهالى القرى وانحصرت اعمالهم بالمدن وكأن هذه القرى خارج الخريطة 
هذه هى مأساة اهالى قرية من ضمن قرى الجمهورية التى مازالت تعانى من تجاهل المسئولين لهم رغم كثرة شكواهم لانقاذ حياة اطفالهم الذين يضحون بحياتهم فى سبيل التعليم وايضا قدموا الكثير من التسهيلات لوزارة التعليم لانشاء مدرسة لابنائهم ، فهل ينظر وزير التعليم اليهم ويرحمهم من مأساتهم هذه ؟

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *