أخبار عاجلة

أحمد ناجي قمحة يكتب… في قلبي وجع.. رفقًا بمصر!!

في قلبي وجع، كما كل مصري على أرض وطننا الغالي لا يعتبر مصريته خانة في بطاقة هويته، في قلبي وجع أن يستمر أبناء الشيطان في إستهداف مصريتنا ووحدتنا ونحن ننتظر أن نحتفل بأعيادنا القومية، في قلبي وجع أن يظل إعلامنا بعيدًا كل البعد عن معالجة حقيقية لإرهاب أبناء الشيطان وأن يظل دوره مقتصرًا على رد الفعل وهو أمر لا يتحمله العاملون في مجال الإعلام لوحدهم، في قلبي وجع كل صديق وصديقة جمعتنا أيام وليال مباركة في رحاب حي شبرا العريق نحتفل سويًا بكل أعيادنا وننتظرها لنبارك ونتبارك ونحتفل، في قلبي وجع أننا مازلنا في مساحة متخبطة إعلاميًا تعمق من الوجع بدلًا من أن تداويه.
من المعروف أن وسائل الإعلام هي التي تقدم المعلومة للجمهور وتخلق وعيه بما يحيط به من أهداف ومخططات، وعندما تفتقد وسائل الإعلام البوصلة تأتي رسالتها بنتائج سلبية، كما هو الحال في الليلة التي عرض فيها مجموعة من أبرز مقدمي برامج التوك شو المحسوبين مباشرة على دعم الدولة لأسر الإرهابيين، وهم يحاولون أن يقدموا من خلال ذلك عرضًا للبيئة الحاضنة للإرهابيين والإستفادة بدروس وعظات مستقبلية. غير أن التوقيت كان خاطئًا، والإعداد الحواري كان مليئًا بالعوار المصطلحي، ناهيك عن أن لغة الجسد في محاولة طمأنة شقيق الإرهابي التكفيري التفجيري كان مبالغًا فيه. وهو أمر يعكس أزمة الإعلام المصري في التعامل مع مشكلة الإرهاب، والمرتبطة بأدوار لمؤسسات ينبغي أن تتكامل مع أدوار الوسائل الإعلامية لكي نقدم معًا إستراتيجية شاملة لمواجهة الإرهاب والإرهابيين. فرسالة المعالجة الإعلامية في تلك الليلة، وصلت إلى المصريين بعكس المخطط له، ففسرها البعض بإلقاء اللوم على مقدمي هذه البرامج وأنهم يتسارعون من أجل السبق بلقاء أسر الإرهابيين، فيما فسرها البعض بأنها تعكس توجهًا جديدًا للدولة نحو التسامح والتصالح مع هؤلاء الإرهابيين بما يؤدي إلى مخاوف من أن يكون هذا التوجه حاملًا لمخاطر التشجيع نحو تفريخ المزيد من الإرهابيين، فسياسة الإحتواء قد تصلح مع قطاع يدرك ويعي أن هناك دولة ومؤسسات يمكن لهم أن يعملوا من خلالها، أما هؤلاء التكفيريين أبناء البنا وقطب وأرباب الجماعة الإسلامية والجهاد فالمتصور أنهم لن يميلوا ولا أهليتهم الأقرب إلى الوعي بسياسة الإحتواء من قبل دولة ومؤسسات لا يعترفون بها، بل ويكفرون كل من يعيش على أرضها ولا ينتمي لفكرهم أيًأ كانت ديانته، ولكم في المراجعات الفكرية التي تمت سابقًا ولم تصلح حال الكثيرين منهم بل كانوا يعتبرونها “التقية” إلى أن يتمكنوا من تنفيذ عقيدتهم التكفيرية.
وقد ساهم في ضعف تأثير إتجاه المعالجة الإعلامية في تلك الليلة، الوهن الذي أصاب وسائل الإعلام القومي في مقابل تنامي تأثير الإعلام الخاص بما يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي المصري، خاصة أن معظم المعالجات مفتقدة للتوجيه الصحيح لكي تصل الرسالة مكتملة وفي توقيتها المناسب عبر قائم بالإتصال لديه الوعي الكاف الذي يؤهله لأداء دوره، وأغلبها أيضًا يكتفي بالبحث عن الإثارة والسبق الصحفي والربح من الإعلان في مقابل الإعلام، كما يعمق من عدم القدرة على وصول الرسالة غياب الدولة عن ساحة الإعلام الحديث واستغلال الجماعات الإرهابية الوسائط المعلوماتية الجديدة بكفاءة لنقل الرسائل والمعلومات إضافة إلى النشطاء الفيسبوكيون الذين يتمنون لو نجح الإرهابيون في تحقيق هدفهم.
لا حل إلا في إستراتيجية متكاملة تضمن تدريب العنصر البشري وتأهيله، وتوفير امكانات ومعدات فنية داعمة للرسالة الإعلامية الموجهة لمكافحة الإرهاب، مع الاستعانة بأدوار لمؤسسات وهيئات مساندة للإعلام في ظل خطط تنويرية موحدة قصيرة وطويلة الأمد، كمنابر المساجد والكنائس ووزارة الثقافة ومنظمات المجتمع المدني ووزارة الشباب والرياضة وشركات الإنتاج الفني، بهدف توعية المجتمع ومواجهة الفكر بالفكر، وعزل التيارات المتشددة عن جسم المجتمع وضمان عدم توفير حاضنة اجتماعية وفكرية داعمة للإرهاب في المستقبل.
كفانا أحضانًا وقبلات.. إرحموا مصر وأحضنوها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *