أخبار عاجلة

الاعلامي عمر أنور يكتب… “يا ألله.. ما كل هذا الجمال..؟!!”

العمر وسنينه…
هي فيلا كبيره في المساحه في مقابل منزلي مباشره, بسيطه المظهر محاطه بحديقه ابسط. يبدو علي الأثنان مظاهر وبصمات الزمن معلنا انها من أوائل المباني في المنطقه الكائنه بمدينه نصر..وصاحبها هو بطل مشهدنا  علامات المنطقه.
هو ايضا مثل فيلته في منتصف السبعينات او اوئل الثمانينات تبدو علي وجهه اثار النعمه والطيبه والسماحه اعرف اسمه الاول فقط وانساه كثيرا كل ما أعرفه عنه انه مسيحي سمح جم الادب مهذب بطريقه تشعرك بأن الله خصه بنصف التهذيب المخلوق للبشر .
مسيحي محافظ ..مثال لا يباري من افاضل القبطي المصري الودود كما عرفناه صديقا وأخا وجارا لاتفرق بين احد منهم حقيقه لا كما تحاول لقاءات المشايخ والقساوسه في الاعلام رافعي ايديهم المتشابكه امام المصورين بصوره مستفزه ومصطنعه كلما وقع حادث طائفي عادي بين بعض الجهلاء والمتخلفين والمهووسين دينيا وقبليا علي ارض مصر ( ينتهي في الغالب علي جلسه عرفيه تضيع فيها حقوق الطرفين وتزيد من عوامل الشحن والتوتربينهما).
وللعلم تجاورنا سنين طويله لا اعرف ولا اريد او تفرق معي ايا كانت ديانته ولكن علمت ذلك بالصدفه البحته عندما اغلقت بسيارتي جزء من مدخل بيته دون ان انتبه وفوجئت به في الصباح الباكر يحادثني علي الانتركوم معتذرا بكل لطف وادب علي ايقاظي في هذا الوقت المبكر طالبا مني ارسال مفاتيح سيارتي لكي يقوم هو بنقلها حتي يستطيع الخروج بسيارته واللحاق بالصلاه في الكنيسه  كان اسلوبه المهذب وشده تأسفه واعتذاره ليشعرك بأنه هو من اساء الي ولست انا المسيئ …. هكذا وبالصدفه علمت انه مسيحي جميل المعشر والجوار.
كنت اعرف انه وزوجته فقط هم ساكني هذه الفيلا الكبيره ونادرا ما كنت اري الزوجه الا في ايام الاحاد وهي جالسه بجواره في السياره التي لا تتحرك من المنزل الا في ايام الاحاد عند ذهابهما للصلاه.
كانا وحيدين كما كنت اتصور لا اولاد لهم كما يعلم ويري الجميع بالمنطقه وفجأه لاحظت نشاطا غير عادي بمنزل الجار المهذب ..طلاء جديد للفيلا اعاد اليها رونقها الي حد ما.. اهتمام غير عادي بالحديقه حول الفيلا وزراعه بعض الاشجار الجديده والورود, اشجار كثيره وجديده علي الرصيف امام المنزل….انوار جديده تزداد حول المنزل وبالحديقه حيث كانت لمبه وحيده تضئ المنزل ليلا ونهارا….يبدو ان حدثا جللا  علي وشك الحدوث.
وبالفعل وبعد ايام قليله حدث ان زادت العائله عضوا جديدا وتم افتتاح النصف المغلق من المنزل واذدادت الانوار والحركه في المنزل الهادئ وظهر الي المشهد ابنتهما علي مايبدو أو حفيدتهما كما ينبغي.
دبت روح جديده وحياه وبهجه في هذا المنزل الهادئ الجميل بأصحابه وظهرت عروس المشهد فتاه في بدايه العشرينات رقيقه بسيطه هادئه كاصحاب المكان . واخيرا وجدت الشباب يدب من جديد ودماء جديده تجري في عروق هذا الشاب كبير السن 
تراه في الصباح الباكر يظهر في ممر حديقه المنزل يطمئن علي جاهزيه سياره الوافده الجديده ويتأكد من استعداداتها لوافدته الجديده …النظافه ….مرايا الاجناب ولمعان السياره بالكامل …….وعندما يطمئن علي كل تلك الاشياء يبدأ الجوله الثانيه من الروتين اليومي 
يدير السياره للتسخين ويتأكد من الاشارات الخاصه بالسياره وانها جميعا علي ما يرام
وأخيرا تبدأ الجوله الثالثه وقبل الاخيره من عمله اليومي بفتح باب المنزل استعداد لخروج الموكب اليومي لعروس المنزل في طريقه ولا ادري حتي الآن اهو للعمل ام للجامعه .
في المرحله الأخيره وهي اهم مرحله يبدأ التجهيز لخروج السياره الي نهر الطريق وتبدأ حاله الطوارئ بالشارع حتي تنساب السياره لتلحق بباقي السيارات  حيث يقف علي جانب الطريق ليتأكد من تأمين خروج عروس المنزل بسيارتها من باب المنزل ويصيبه بعض التوتر والقلق حتي تبدأ السياره في الاندماج مع باقي السيارت وتضيع في زحمه الشارع وضجيجه ويستمر في مراقبه السياره والتي تحمل اهم ما في حياته حتي 
تختفي عن ناظريه ويعود مره اخري الي المنزل مودعا السياره رافعا يده الي السماء وهو علي مايبدو يدعو الله ان يحفظ السياره ومن بها وهي اعز ما يملك.
عند اقتراب المساء تبدأ مرحله جديده من عمل هذا الشاب كبير السن.. .تدب الحياه مره أخري في المنزل استعدادا لقدوم عروس المنزل حيث يظهر مره أخري يفتح باب المنزل استعدادا لقدوم موكبه العزيز مره اخري الي عشها وعندما تصل السياره تنفرج اسارير وجهه ويبدأ في مناوراته الرائعه والدقيقه حتي تدخل السياره مره اخري الي مربضها ويطمئن علي كل شيئ بدايه من عروسه صاحبه السيار الي السياره نفسها ثم يحمل عنها شنطتها سابقا  اياها يفتح لها الابواب حتي تختفي عن ناظري الي داخل المنزل وتسوده حاله جديده من الدعه والهدوء مره اخري.
هذا المشهد بحذافيره وبكل تفاصيله يتكرر منذ سنوات وصديقي الطيب لا يمل ولا يكل من القيام بعمله الهام يوميا ماعدا الاجازات الرسميه المعتمده….تراه يفعل ذلك يوميا في أطار من السعاده والاقبال عليه وكأنه يفعل ذلك للمره الاولي بكل حيويه ونشاط.
ما كل هذه العواطف الرقيقه والاحاسيس المرهفه والابوه التي مابعدها من ابوه ……يا ألله ……..ما كل هذا الجمال..
كلما رأيت جاري العزيز يفعل هذا علمت وايقنت بعظمه وجمال كلام الله والذي يوصي دائما وفي كل كتبه ورسالاته الأ بناء بوالديهما ولم يوص اي مره ألوالدين بأبنائهم..
اللهم اكتبنا من البارين بوالديهم وابنائهم وارحم والدي كما ربياني صغيرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *