جريدة أحوال مصر
عندما اعود بذاكرتي الى الوراء اتذكر كم كانت طفولتي سعيدة وراقية وهادئة وابحث عن السبب اجد ان ابي وامي لهما اكبر فضل في ذلك…..الطفولة…كلمة لها وقع يشعرك بالراحة والصدق والبراءة…يشعرك ان الدنيا مازالت بخير….ولكن للأسف تم اغتيالها بكل قسوة واجحاف…وخصوصا في عصرنا هذا عن طريق وسائل التكنولوجيا الحديثة ووجودها في بيوتنا رغم انوفنا حيث سيطرت بشدة على أبنائنا. .وفصلتهم عن الواقع…حتى ان بعض الالعاب على الانترنت قد تسبب ادمان ومن ثم صرع….وسلبية ولامبالاة..وهناك بعض الالعاب الاخرى تجعل الطفل اكثر عنفا وميول للعدوانية قد لا يتحكم فيه الوالدان…..هناك ايضا الاغاني الهابطة ذات الصوت المزعج والضوضاء القاتلة..والكلمات التي تسبب تلوث سمعي واخلاقي .بعد ان تربينا على صوت ام كلثوم الحالم وصوت نجاة الحنون….نجد ابناءنا يرددون اغان مثلها مثل الدجل او الزار ….ايضا ارى لوسائل الاعلام دور هام في تنشئة الطفل والارتقاء بذوقه…اين نحن من برامج الاطفال في الماضي التي تعلمنا منها القيم والاخلاق العالية مثل برامج ماما نجوى ابراهيم وماما سامية شرابي وماما عفاف ….اشتقنا لتلك الحقبة الزمنية الرائعة في حياتنا….ولصوت ابلة فضيلة كل يوم صباحا مع زقزقة العصافير….علينا ان نعترف ان أبنائنا ينتمون لجيل من الصعب توصيفه…جيل تائه متخبط فاقد للقيم والقدوة……اين ايضا دور المدرسة وخصوصا المرحلة الابتدائية التي ترسم شخصية الطفل طيلة حياته ..يجب ان تختار وزارة التربية والتعليم لهذه المرحلة بالذات مدرسين تم اختبارهم وتدريبهم تربويا وعلميا وخلقيا…ويحاسب كل مدرس يستخدم القسوة المفرطة ضد الاطفال حتى يكون عقابه رادع لكل من تسول له نفسه ان يؤذي طفل بريء مازال يحبو اولى خطواته في التعليم …….مازالت هناك اهم نقطة واخطرها في تنشئة الاطفال…..ساختم بها مقالي حتى تظل عالقة في اذهان الجميع….دور الاسرة التي يجب ان تكون الحضن الدافيء والملاذ الامن للاطفال وعلاقة الاب والام ودورها الهام…على الاب ان يصادق ابناءه ويقترب منهم ومن افكارهم وروحهم…..عليه ان يكون قدوة ومثل يحتذى….يتحدث معهم بهدوء ويوجههم بحب ومودة……ودورالام اكيد لا يقل اهمية فهي الحبيبة والقريبة …كل تلك العوامل يجب ان تتكاتف للتخفيف من معاناة اهم واغلى شيء في الوجود وهم فلذات اكبادنا….
