أخبار عاجلة

القرد الشقى .. والقط الزكى ..والخروج من المأزق !!!

هناك مثل شعبى قاله لى أحد الرجال الحكماء يوماً حين رأنى أتمرد على بعض الأوضاع أثناء اللعب مع أصدقائى فى سن المراهقة وهو ” القرد الشقى يُحط بيه لعبه ” وبعد مرور أعوام وتزامناً مع أحداث الثورة المصرية ، إستوقفنى هذا المثل ، حتى أنى تخيلت ” قرداً ” وهو يطارد الأخرين من فصيلته ويتسلق من فرع إلى آخر ، حتى أنه من كثرة  ” تنطيطه ” وقع فكُسرت رقبته .

أخذنى هذا التخيل إلى أن أرى جماعة الإخوان المسلمين وهم فى مأزق خطير وكارثى أحل بهم فى الآونة  الأخيرة ،حتى أنه أطاح  بأول تجربة لهم كان ضحيتها الرئيس مرسي، بعد عقود من العمل السياسي.

المأزق يُمثل  صدمة كبيرة وعويصه على جماعة الإخوان ،  قد يطول الوقت حتى يُعيدوا بناء هذا الكيان الذى عكفوا عليه سنوات طوال فى التشييد ، وسرعان ما إنهار وكاد أن يقفص ” الرقبة ” ، حتى أنه أضعف الكيان دولياً وخارج مصر .

التنظيم العالمي للاخوان المسلمين كان قد عقد سلسلة إجتماعات فى إسطنبول بتركيا ، لوضع خطة للتعامل مع الأوضاع في مصر، بعد نجاح الثورة الشعبية في إسقاط  الرئيس المعزول والجماعة  ، والذى ضم العديد من القيادات  الدولية للجماعة  من مصر وتركيا وسوريا والسودان والقرن الأفريقى وكردستان واليمن والمغرب وتونس .

حالة من التخبط الدولى أصابت المحللين السياسيين والشارع العام فى الوطن العربى ومصر تحديداً حول التقارير الإعلامية التى تُشير إلى  أن التنظيم الدولي للإخوان وضع وثيقة أولية لمجابهة ما يجري في مصر و اضطرار الجماعة إلى العودة للعمل السري .

التخوف الأكثر قلقاً وتخبطاً لدى فكر الجماعة الضعيف فى إكتشاف  العدو الصهيونى أن  أحد بنود تلك التقارير يؤكد على أن الإخوان وبحكم نشاطهم السياسي الطويل والتجارب الكبيرة التي عاشوها في المنطقة من مأساة فلسطين الى الحروب التي حدثت طوال العقود الأخيرة يقولون اليوم “ان الدول الغربية لايمكن الإعتماد عليها، كأميركا وفي المقابل الدول التي يمكن الإعتماد على مساعداتها مثل تركيا وقطر” ، غافلين  أن تركيا وقطر هما من دفعتهم الى الحضن الأميركي والغربى  مما أضعف موقف الإخوان وهز صورتهم أمام العرب والمسلمين وبخاصة المصريين ، الذين قدموا للإخوان أعظم هدية خلال تاريخهم السياسى ولكنهم لم يُحسنو بها صُنعاً .

الوضع الإخوانى فى مصر  يشوبه الغموض أو بالأحرى  تكسوه صورة ضبابية  فقد بات الشارع الإسلامي والعربي وقبله شباب الإخوان الذين بدأت إنشقاقاتهم تتفاقهم بين بعضهم البعض ، وبينهم وبين التيارات الإسلامية التى ساندتهم فى الوصول إلى حكم مصر  ، بل إن  العديدمن التساؤلات المسيرة للجدل فى الوسط المصرى باتت تجاوب على ” ماذا ” قدم الإخوان خلال حكمهم القصير الى المصريين و القضية الفلسطينية سوى التودد للصهاينة والغرب على حساب بقائهم في الحكم ، متناسين دورهم السلبي والتدميري في سفك الدماء في سوريا  بإعلان الرئيس المعزول قطع العلاقات السورية المصرية مما جعل الأسد السورى ، يثور على المعارضة السورية ، ويصف جماعة  الإخوان المسلمين فى مصر ب” خوارج العصر “

يا هل ترى فعلاً ” القرد الشقى يٌحط بيه لعبه ” أم أن قصة ” القط الزكى  ” أكثر إفادة من”  القرد الشقى”  ، فقد روى أنه كان هناك ” قط هزيل”  يُخاف القطط القوية وكان دائم الإختباء وفى أحد أيام الشتاء كان يختبيء تحت شجرة وسقط عليه  شىء تبين له أنه شبيه بجلد “نمر”  فكان يعود للقرية  وعندما تراه القطط الكبيرة تتفاداه وتخشاه فزاد ذلك من غروره وفى يوم من الأيام قرر “قط زكى  ” أن يتصدى له وعند أول صدام خربشه القط الثائر فإنتزع عنه  الجلد الشبية بجلد النمر ، فأراد أن يعود إلى الإختباء لكنه لم يستطع لأن  قطط القرية هجموا عليه وقطعوه ، وأنهو عليه .فهل نجد فى قصة ” القرد الشقى”،  أو”  القط الزكى ” عبرة إلى الخروج من المأزق ؟

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *