“هيومن ووتش” تتهم السودان بارتكاب جرائم ضد المدنيين بالنيل الازرق

قالت منظمة هيومن رايتس ووتش التى تعنى بحقوق الانسان اليوم الاثنين ان قوات الحكومة السودانية تقوم باغتصاب فتيات مراهقات ونساء فى مناطق تسيطر عليها الحكومة بولاية النيل الازرق فى نمط من أنماط الإرهاب يمارس ضد المدنيين.

وقال دانييل بيكيلى مدير منطقة افريقيا فى منظمة هيومن رايتس ووتش “مجتمعات بالكامل محاصرة فى أحوال تشبه المعسكر وراء الخطوط الحكومية تتعرض للترهيب من جانب القوات الحكومية.”

وقال باحثون ان لاجئين تم سؤالهم فى جنوب السودان الشهر الماضى وصفوا الانتهاكات الواسعة النطاق التى شملت الاغتصاب والضرب والتعذيب وحالات تعرض فيها رجال للضرب حتى الموت أثناء الاحتجاز.

وتحارب الخرطوم تمردا فى الولايتين الجنوبيتين النيل الازرق وجنوب كردفان منذ عام 2011 يشنه بصفة أساسية مقاتلون سابقون من الحرب الاهلية تركوا فى السودان بعد انفصال جنوب السودان فى ذلك العام.

وقال بيكيلى “عدد حالات الاغتصاب التى تم ابلاغنا بها غالبا بتفاصيل مرعبة تشير الى ان اعمال العنف الجنسى جزء من استراتيجية الحكومة لمواجهة التمرد.”

وأضاف “نطاق الانتهاكات التى تم الابلاغ عنها يشير الى الحاجة الملحة لاجراء تحقيق دولى فى المناطق التى يسيطر عليها المتمردون والتى تسيطر عليها الحكومة.”

وقال نصف اللاجئين تقريبا انهم أو أحد أفراد العائلة تعرضوا لعنف جنسى أو شهدوا اعتداء جنسيا. وأبلغ البعض أيضا عن ان نساء من صغار السن أجبرن على الزواج من أفراد من الجيش أو الميليشيات.

وقالت هيومن رايتس ووتش ان حواء وهى امرأة عمرها 20 عاما أمضت عشرة أيام فى المستشفى بعد ان تعرضت لاغتصاب جماعى من الجنود فى هجوم هذا العام تركها فاقدة الوعي.

وقالت حواء “اغتصبونى واحدا بعد الاخر وضربوني.. حاولت المقاومة فدفعونى على الارض (وعندما انتهوا ) تركوني.”

وروت أميرة وهى فتاة عمرها 14 عاما كيف أخذها الجنود هى وشقيقتها وأمها الى ثكنات الجيش واغتصبوهن، وقال العديد من أقارب الضحايا انهم تعرضوا للضرب والتهديد أو الابعاد عندما حاولوا الابلاغ عن الاغتصاب.

واتهمت منظمات حقوق الانسان الجيش السودانى بتنفيذ عمليات قصف دون تمييز ضد المدنيين فى المناطق التى يسيطر عليها المتمردون لكن منظمة هيومن رايتس ووتش تقول ان المعلومات قليلة حتى الان بشأن الاحوال فى المناطق التى تسيطر عليها الحكومة.

وأجرى باحثون من هيومن رايتس ووتش مقابلات مع 42 لاجئا فروا الى جنوب السودان وستة نازحين داخل ولاية النيل الازرق.

ووصف العديد من الرجال الذين اعتقلوا تعرضهم لضرب مبرح وتعذيب. وقال مزارع تم احتجازه مع 13 آخرين ان اثنين منهم توفيا نتيجة للضرب.

وألقى اللاجئون باللوم فى معظم الانتهاكات على القوات السودانية بما فيها قوات الدعم السريع التى اتهمت أيضا بمهاجمة المدنيين فى دارفور وجنوب كردفان.

وقالوا ايضا انهم تعرضوا للهجوم من جانب أفراد ميليشيا من البدو. ودعت هيومن رايتس ووتش مجلس الامن التابع للامم المتحدة الى اجراء تحقيق وفرض حظر اسلحة على الحكومة.

وشكك متحدث باسم السفارة السودانية قى لندن فى هذه المزاعم. وقال ان لديهم كل الاسباب التى تدعوهم الى التشكيك فى صحة ذلك وان المتعاطفين مع المتمردين سيرغبون بالطبع فى تشويه سمعة الحكومة السودانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *