د. أيمن رفعت المحجوب يكتب… “حرب الاعلام بعد الاحكام..”

إن الاعلام مرآة الرأى العام تظهر عليه صورته الكاملة، يظهر عليه شكله ولونه، بل هو مقياس درجات الأخلاق ومظهر المعلومات فى الأمة. ترى فيه المطامع التى تنحجب فى أدمغة الأفراد، والعواطف التى تنطوى فى الصدور، فما أصدق هذه المرآة فى تحصيل صورة الرأى العام المصرى اليوم قبل اى وقت مضي.
فإن رأيت فريقين اختصما فى الاعلام المصرى أو أصابتهما مصيبة بأيديهما أو اشتعلت فتنة بينهما بدأوا «حرب الكل ضد الكل» وهم بذلك يسترجعون مآسى «الفتنة الكبرى» وماكان بين ملوك الطوائف فى الأندلس من الفرقة والعداوة والبغضاء.
تلك سنتهم فى أرضهم ولا يريدون لها تبديلا، وفى حرب الكل ضد الكل يسقطون العقل ويفكرون بالآذان ويمتشقون اللسان، ويرفعون قميص عثمان وينطلقون. يهادنون العدو، ويتفرغون لحرب أنفسهم يقتتلون ولا يقاتلون وينشرون كل الصحف، وكل شيء يقال مايجوز وما لا يجوز وكل قيمة تستباح وكل حرمة تنتهك وكل دم يستحل ويسبون أباءهم ويتنابزون بالألقاب. ولكن بقى قانون الرأى العام أو السلوك السياسى فى مصر حقيقة واقعة حقيقة ان ذلك القانون قد باد جسمه ولم يبق منه إلا رسمه. وهو الذى لاتزال تلحظه اذا أمعنت النظر فى خلال حديث من يحادثك فى السياسة من بعض سياسيى المصادفة الذين لايزالون يدعون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *