أخبار عاجلة

بالصور .. “الفخرانية” بين الحفاظ على التراث القديم و غياب المسئولون عن تطوير المهنةبالصور .. “الفخرانية” بين الحفاظ على التراث القديم و غياب

“ليس لنا بديل سوى هذة المهنة التى هى مصدر الرزق الوحيد لنا ولابنائنا فأين نذهب ومن أين نأكل ؟” بهذه الكلمات المأساوية يتحدثون “لفخرانية” عن حال معيشتهم ، حيث تعتبر صناعة الفخار من الحرف التقليدية التي اهتم بها الكثير من المصريون منذ القدم والذين عرفوا تحتى مسمى ” الفخرانية ” ولكن الان أصبحت تلك المهنة مصدر رزق وحيد لمئات الأسر التى تجاهلها المسئولون .

“أحوال مصر ” إنتقلت بعداساتها إلى صناع الفخار وقضت معهم يوماً كاملاً لترصد مدى إهمال المسئولين وتجاهلهم لهؤلاء الاشخاص والتقينا بـ ” ربيع راشد ” الذى حدثنا عن هذة المهنة قائلاً ” : اتخذت هذة المهنة عن أبائى وأجدادى الذين تركونى مع أهمال المسئولين بعد أن تخرجت من كلية الاداب دون الحصول على عمل يدير لى دخلاً ثابتاً لاسرتى التى تعانى كثيراً حيث أن المهنة أصبحت بدائية غير مرغوب فيها بعد تقدم التكنولوجيا .

و عن البرنامج اليومى لربيع يقول : أن أول ما يحدث لعمل الاوانى الفخارية هو إحضار كمية من التراب من مكان وجوده ويستخدم ” الغربال ” لهز البرام وذلك لتنعيم التراب مما يساعد على استخدامه دون وجود عوائق ، وبعد ذلك يكون جاهزاً لعملية الإعداد وتتم العملية في حفرة دائرية الشكل نصف قطرها متر ونصف ، ويوضع بداخلها التراب ويصب عليها الماء ثم نقوم بالتمليك والعجن حتى تختلط الطينة ببعضها ، وبعدها يأتي العمال وينزلون إلى داخل الحفرة الدائرية التي بها الماء والطين لعملية الخلط واستخراج الشوائب من الطين ، ويترك الطين حتى يتماسك، ثم يأخذ الصانع منه ما يريد.
.
ويستكمل ربيع ، ثم بعد إعداد الاوانى الفخارية ، نقوم بحملها على “الدابة المخصصة لذلك” لكى ندور بها فى الشوارع والمنازل لتسويقها ، ثم نعود مرة اخرى لصناعة غيرها لكى نوفر متطلابات المنزل التى تتطلب أموال كثيرة فى ظل الغلاء الملحوظ داخل الاسواق.

ويقول حامد الملاك ، من أصحاب مهنة ” الفخرانية ” : إننا بحكم البيئة الريفية وظروفها الاجتماعية فان اهتمامنا الأكثر ينصب على صناعة الاوانى الريفية التى تشهد طلب دائم عليها ، مضيفاً أن الظروف الاجتماعية التى أمر بها انا و أسرتى بعد دفعتنى إلى العمل فى هذة الحرفة بعد أن توجهت إلى كثير من المصالح الحكومية للحصول على عمل ، و لكن كنت لا اعلم اننا فئة مهمشة بعد أن رد أحد المسئوليين ” يابنى خليك فى حرفتك أحسن “.

وقبل ان أغادر المكان طالب حسن الوزيرى ، الذى يعمل فى “حفرة الطين” المسئولين بتوفير مكان خاص لهم كقرية للحرفيين بمنطقة الجبل ، حيث كل العاملين بصناعة الفخار يعملون داخل منازلهم ثم تجدهم يقومون بتخزين البضاعة في المنزل إلى جانب المعروض في الشارع ، مما يدون شكاوى من جيرانهم الاغنياء الذين يسخرون منهم.

وعن تعليم أبناء تلك الاشخاص يقول مهران صابر الوراق : أبنائنا يقتصر تعليمهم على “الابتدائية” فقط وبعد ذلك يمارس المهنة التى يتوارثها فيما بعد وذلك بسبب الاهمال الملحوظ لنا من قبل المسئولين الذين رفضوا توفير فرص عمل لنا ولابنائنا فالشخص يتعلم من أجل الحصول على وظيفة بعد ذلك “فلية يتعلم ومفيش وظايف”.

عدنا مرة اخرى إلى أصحاب تلك الحرفة لكى أرصد لهم أراء اصحاب المؤساسات والمسئوليين فقال فرغلى حامد ، صاحب فرن للاونى الفخارية : من هم المسئولين الذى تحدثنى عنهم ، المسئولين الذين لا يعلمون من نحن وكيف نعيش ، المسئولين الذين أغلقوا الابواب فى وجهونا عندما طلبنا منهم عيشة كريمة وفرص عمل تدير لنا دخلاً ثابتاً لنا ولابنائنا .
ها هى تلك الفئة تعانى من إهمال المسئولين كغيرها من مئات الفئات المهمشة التى تأكل من التراب والطين لتدير دخلاً لابنائها بعد تهميش المسئولين لهم و إغلاق باب الرحمة والمسئولية فى وجههم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *