أخبار عاجلة

إيمان رفعت المحجوب تكتب… “سيادة رئيس الوزارة الصحة أولا..”

شئ جميل أن يكون هناك وزارة للعشوائيات فإنه لمن علامات التحضر إضفاء الجمال على كل شئ و وضع قواعد لمنظومة البناء و لمنظومة الطرق و إنه ليزيد الدنيا جمالا و رونقا و يدخل البهجة على النفوس ، انا شخصيا أحب ان أنسق المدن و أجملها و على استعداد أن أساهم تطوعيا في هذا العمل لأن العشوائيات المشوهة تعكس ما آلت له أحوال مصر من تخلف عموما و قاهرة المعز خصوصا و أقسم بالله أني لا أساوم في أهمية ذلك و لكن كان لزاما علينا أن نحارب العشوائية التي زحفت على كل شئ في مجتمعنا و أولها و أهمها عشوائية التفكير و لذلك يجب العمل بخطة فلا مجال للعشوائية في بداية الإصلاح سيادة رئيس الوزراء أرى أن بداية الإصلاح لها أولويات ، و لا أستطيع كتمان غيرتي و إهتمامي البالغ بالمنظومة الطبية و المنظومة العلمية اللتين انتمي لهما و هما إهتمامي الذي أنفقت فيه عمرا و الذي أخترت ذلك طواعية لأنهما في نظري المنظومتين الإنسانيتين الكفيلتين بإصلاح المجتمع ككل و لذلك كان تقديري أنهما الوزارتين الأهم على الإطلاق في مصر و في كل الدنيا قطعا إذا ما أردنا لأحوال مصر إنصافا أولا ثم إصلاحا فأول إحتياجات المحتاج في المجتمع و الذي لا يمكن تأخير حاجته فعلا و لا إنساني أن تؤجل حاجته و لا يسبقه في حاجته لا لقمة عيش و لا حق في عمل و لا حرية فكر و ثقافة أو حتى أمن و أمان ؛ ذلك لأن أمنه هو نفسه مهدد بالفعل في هذه الحالة ؛ و كلها شعارات طالما أن هناك مريض يتألم هدد بالموت أو بالإعاقة و لا سبيل له للعلاج ، و من منا لم يمرض و لم يمرض له عزيز فنسي عمله و طعامه و شرابه حتى يشفى مريضه ؟ فإهتمامي الأول في الحياة هو المريض حتى يشفى لأنه الأولى بإهتمامنا جميعا و ليس إهتمامي أنا وحدي ، و حتى الآن لم أجد إنصافا لهذه المنظومة لا في دستور و لا في إهتمام بعمل وزارة من نوع خاص ، ألأن واضعي الدستور و مشكلي الحكومات لن تضطرهم ظروفهم فيقعون تحت طائلة هذه المنظومة المظلومة المقتر عليها ؟ فهم قد ضمنوا لأنفسهم و أهليهم من دونها سبلا أخرى للعلاج ! و من أضعف من إنسان في مرضه و من أحوج من مريض في فقره و من أعوز منه و لا أحق بالرعاية و الإهتمام ؟ لا أحوجنا الله لعلاج لا نجده و لا إسعاف لا يسعف ، فنحن كأطباء نعمل في المستشفيات العامة و تفرض علينا طبيعة عملنا أن نخالط افقر أنواع البشر و أكثرهم بؤسا و الأسوأ صحيا فمن يأتي لقصر العيني هو من حار فيه الطب و يئس من شفائه الأطباء و يكاد من فرط العوز أن يقبل يد الطبيب كي يرفع عنه معاناته كم بكينا من قلوبنا على هؤلاء المرضى حتى ان عيوننا لا تعرف النوم في كثير من الليالي ألما على مريض و نقضي معظم أوقاتنا بحثا في الكتب في محاولات لفك شفرات المرض أملا في إنقاذ حالة أو مساعدتها لا يدرك ذلك من لم يقض حياته بين عنابر المرضى الفقراء الذين لا يجدون علاجا لضيق ذات اليد و يبقى المريض و الطبيب ضحية المنظومة المجحفة الظالمة اللاإنسانية معدومة الرحمة منظومة من لا يقدر على العلاج فليموت و لا عزاء للفقراء إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء هؤلاء أولى بالرعاية فمن أحيا نفسا فكأنما أحيا الناس جميعا.
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *