أخبار عاجلة
مهندس - أحمد أبو النظر

أحمد أبو النظر يكتب… طوفان الأقصى بين الرومانسية والواقعية

اشتعل الحماس حينما قامت قوات وكتائب عز الدين القسام والجناح العسكرى بمنظمة حماس بطوفان الأقصى يوم السابع من أكتوبر وتذكرنا فى خضم النشوة بانتصار السادس من أكتوبر إن قضية فلسطين ما زالت تنبض بالحياة بالرغم من ضعف النبض المحسوس فى شرايين العالم وامتلات صدورنا بشهيق الانتصار ونظرة العزة والمجد للعرب وارتفعت الحناجر كما كانت فى خمسينات وستينات القرن الماضى تهتف أمجاد يا عرب أمجاد وسرعان ما تبدل الحال وتغيرت الأحوال وأصيب القلب العربى بالضعف والهوان وتعالت صيحات الاستغاثة بالضمير العالمى من جراء المجازر الإسرائيلية التى اتخذت من هذا الذى حدث سببا وعلة للانتقام اللا إنسانى الإجرامى النازى واللاحضارى ولا منطقى لتضع اسرائيل أكاليل الغار بدماء وأشلاء الأطفال والنساء والشيوخ فى حين إن شباب المقاومة من كتائب عز الدين القسام هاربون فى الأنفاق وتحت الأرض وفوقها ولا أحد يستطيع الوصول إليهم فهل هذا فشل المقاومة أم فشل إسرائيل أم فشل النظام العالمى بأكمله وغياب الضمير حتى النخاع ولكن هل نعيب على قوى الشر الدولية عدم البكاء على أطلال فلسطين والعرب مكتفين بالشجب والتنكيل ومشاورات المذلة والفلسطينين أنفسهم منقسمين على بعضهم مهتمين بأحلام الزعامة وما يليها من أكياس الدهب وقناطير الفضة وحسابات جنيف ولوكسومبرج وتضع مصر كل ما تستطيع من معونات وتبرعات المصريين وهم أولي بها فى أحلك ضائقة اقتصادية تمر بها البلاد منذ عهود طويلة والحرب والخطر على أبوابها وحدودها وتنظر مصر بعين الحذر والحسابات البعيدة بين الواجب الوطنى والمصرى والعربى وبين مصالحها واقتصادها المنهك وعدم الرغبة فى الانخراط فى صراعات محلية أو إقليمية أو دولية يصعب على أعتى الخبراء معرفة مداها الذى لا يعلمه إلا الله وإذا كان والحال كذلك ولا يقدر على القدرة غير الله عز وجل فلا أمل غير الاستعداد الأقصى ومحاولة لم الشمل العربى ليس من منطلق رومانسية العصر القديم ولكن بمنطق المصالح الحالية والقادمة كيفما يفكر العالم الحديث فمن الواضح أن الغرب وأمريكا قد اقتسمت تورته التأديب وأخذت أمريكا سوريا والعراق واليمن وتركت لاسرائيل فلسطين ولبنان وباقى العرب , وبين هذا وذاك فالعين عليكى يا مصر فأنت القلب والعقل لهذا الوطن الذى لا يسمح لكى أن تهزمى أو تنهارى وفى نفس الوقت لا يسمح لك أن تنهضى أو تقومى فليس لدى العرب سوى المقاطعة ورفض التطبيع والتأثير الاقتصادى والجغرافى ولم الشمل على الحدود الاسرائيلية من كل الجوانب والتقارب الأكثر من روسيا والصين وكوريا حتى تعاد الحسابات الغربية إلى الواقع وتلعب بأوراق المصالح كما يلعبون وتضغط بتأثير القوة كما يفهمون ونتناسى صيحات الحناجر فى الزمن الرومانسى والسياسى الجميل .
ولك الله يا أمل العرب والمسلمين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *